بعد 75 عامًا على تأسيسه.. تحديات في طريق الناتو

ما هي أبرز التحديات التي تواجه الناتو؟

محمد النحاس

تأتي القمة في وقت حرج بالنسبة للناتو بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا حيث يتعين على الحلفاء تقييم دعمهم العسكري لأوكرانيا، خاصة فيما يتعلق بقدرتها على ضرب أهداف داخل روسيا، وهي مناقشات قد تجري "خارج الجلسات" الرسمية.


يعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) قمة في واشنطن احتفالًا بمرور 75 عامًا على تأسيس الحلف، وقد افتتحها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

القمة المُنعقدة من الثلاثاء وحتى الخميس تأتي في ظل تهديدات الأمنية وعسكرية غير مسبوقة مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وانخراط عواصم الحلف في دعم كييف، وتقع كل الأعين على بايدن مع تزايد الحديث والجدل بشأن حالته الصحية وقدرته على القيام بمهام فترة رئاسية جديدة.

تفضيل الحلف لبايدن

في الأسابيع القليلة الماضية، أثارت وسائل الإعلام في الولايات المتحدة مخاوف بشأن أداء بايدن خلال مناظرته مع دونالد ترامب في 27 يونيو 2024.

وفي العلن سيظهر قادة الناتو تأييدهم لقيادة بايدن ورؤيته لفترة ثانية، لكن في الكواليس قد يتردد بعض القادة في التعبير عن مخاوفهم.

ورغم ذلك، هناك تفضيل واضح بين الحلفاء لاستمرار بايدن رئيسًا مقارنة بترامب، الذي أظهر ترددًا في دعمه القوي للناتو، حسب مقال لمجلة “ريسبنسبنول ستيت كرافت” الأمريكية.

توقيت حرج

من ناحية أخرى، تأتي القمة في وقت حرج بالنسبة للناتو بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا حيث يتعيّن على الحلفاء تقييم دعمهم العسكري لأوكرانيا، خاصة فيما يتعلق بقدرتها على ضرب أهداف داخل روسيا، وهي مناقشات قد تجري “خارج الجلسات” الرسمية.

تشكل الخلافات بين الحلفاء عقبة أمام التوافق بشأن أوكرانيا، ليس جميع الحلفاء مقتنعين بأنهم يجب أن يضعوا أمنهم على المحك من أجل أوكرانيا، خاصة مع تزايد المخاوف من رد فعل روسي مباشر، كما يلفت المقال.

من الأمثلة على ذلك، اجتماع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مع فلاديمير بوتين مؤخرًا، مما أظهر انقسامًا في صفوف الحلف.

روسيا وأوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يسعى لتحقيق “النصر”، والذي يعرفه باستعادة جميع الأراضي المحتلة بما فيها القرم، وهو ما يعتبره كثيرون غير ممكن عمليًّا، لكن من الصعب على الحلفاء عدم دعم أهداف أوكرانيا في هذا التوقيت.

الحديث عن مفاوضات محتملة مع روسيا سيكون صعبًا خلال القمة، وسيتعيّن تأجيله إلى وقت ومكان آخر، ومع ذلك، فإن مسألة الدخول في مفاوضات مع روسيا لتحديد شروط إنهاء الحرب ستكون حتمية في نهاية المطاف.

جرى تعقيد الأمور أكثر بسبب قرار قمة الناتو في بوخارست عام 2008 بشأن انضمام أوكرانيا وجورجيا للناتو، وهو قرار أثار غضب روسيا، ورغم ذلك، من المُرجح أن يستمر الناتو في تكرار هذا الالتزام تحت الضغط الأمريكي، مما يعقد الأمور أكثر.

الإنفاق الدفاعي

القمة ستتناول أيضًا القدرات العسكرية للناتو، حيث حققت دول الحلف تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة في تعزيز جهوده العسكرية واستعداداته للصراعات المحتملة.

وهناك تقدم في تحقيق الهدف المتفق عليه في قمة 2014 بأن ينفق كل عضو 2% من ناتجه المحلي الإجمالي على الدفاع، ومن القضايا الحساسة الأخرى التي لن تُناقش بشكل موسع خلال القمة هي مستقبل العلاقات مع روسيا، حسب التحليل.

ورغم الأهمية الجيوسياسية لروسيا، من غير المُرجح أن تكون هناك مفاوضات جادة مع بوتين حاليًا، ومع ذلك، ستظل هذه القضية قائمة وستحتاج لمعالجة في المستقبل.

ربما يعجبك أيضا