الألغام في غزة.. ماذا يختبئ تحت 37 مليون طن من الحطام؟

الألغام في غزة «إرث مميت» يودي بحياة الكثيرين ويعرقل عمليات إعادة الإعمار

بسام عباس
قطاع غزة

وسط الفظائع العديدة التي تتكشف في غزة يومًا بعد يوم، هناك فظائع مخفية حتى الآن، وتهدد بإحباط الآمال في التعافي بعد فترة طويلة من توقف سقوط القنابل على غزة.

وغزة هي واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض، ويمكن أن تصبح هذه المنطقة واحدة من أكثر المناطق تلوثًا من حيث الذخائر غير المنفجرة.

إرث مميت

نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أمس الخميس 11 يوليو 2024، تقريرًا لمديرة الاستجابة لحالات الطوارئ في غزة لدى المجموعة الاستشارية للألغام (MAG)، هانية البيومي، تتحدّث فيه عن عملية إزالة الألغام في غزة وتفجير وتفكيك الأسلحة غير المنفجرة التي ألقاها الاحتلال، وعن خطورة وأهمية هذه العملية الضرورية والتي تحتاج تمويلًا كبيرًا.

ووصفت البيومي هذه الألغام بأنها “إرث مميت” سيودي بحياة الكثيرين وسيعرقل محاولات إعادة الإعمار لسنوات مقبلة، لأنه من خلال دورها ستكون أحد الأشخاص المكلّفين بمساعدة الزملاء أثناء إزالة القنابل غير المنفجرة التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي وراءه، ويتطلّب هذا العمل غربلة الركام ومخلفات الحرب مرتدين الدروع الثقيلة.

وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي أطلق مئات الآلاف من الصواريخ والقنابل اليدوية وقذائف الهاون وغيرها من الأسلحة على غزة منذ 4 أكتوبر 2023، ونسبة كبيرة من تلك الأسلحة لم تنفجر، ويمكن أن تكون مدفونة أو عالقة في الأنقاض أو ملقاة على السطح.

ذخائر مميتة

ذكرت البيومي أنه يتعيّن على خبراء الألغام الأرضية والذخائر المتفجرة، الذهاب إلى مناطق الحرب بعد أن يستقر الغبار، والعثور على كل واحدة من هذه الذخائر التي يحتمل أن تكون مميتة، مشيرة إلى أن عملية إعادة إعمار غزة قد تكلف، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نحو 40 مليار دولار، وتستغرق نحو 10 سنوات.

وأضافت أن حجم المهمة يزداد سوءًا بسبب التنوع الكبير في الأسلحة المنتشرة، بدءًا من الصواريخ الموجهة بدقة وحتى نيران المدفعية والقنابل اليدوية، وهناك نحو 37 مليون طن من الأنقاض التي سيتعيّن على الخبراء غربلتها لتفجير المتفجرات، ثم القنابل التي أسقطت جوًّا والتي يمكن دفنها على عمق 14 مترًا تحت سطح الأرض.

إجراءات ملموسة

أوضحت الكاتبة أن المخاطر في غزة ستكون كبيرة بسبب المواد الكيميائية المنتشرة، ونعلم أن مواقع مثل المستشفيات ستشكل مخاطر بيولوجية أو إشعاعية إضافية ناجمة عن المعدات الملوثة ومعدات الأشعة، ومن المأساوي أن خبراء الذخائر المتفجرة ربما سيضطرون أيضًا إلى مواجهة المهمة المؤلمة المتمثلة في التعامل مع الرفات البشرية.

وبشأن ما سيكون مطلوبًا في “اليوم الأول” بعد الحرب، قالت إن على الدول أن تأخذ في الاعتبار كيفية البدء في التعامل مع آثار هذا الصراع، وكلما أسرعنا في المسح وتحديد الأولويات والبدء في مهمة التطهير الخطيرة والصعبة، استطعنا تأمين المرور الآمن للإغاثة الإنسانية وإعادة بناء البنية التحتية الأساسية.

وأضافت أنه يتعيّن على الدول تنفيذ إجراءات ملموسة لضمان أسرع انتعاش ممكن للشعب الفلسطيني في غزة، وعلى المجتمع الدولي الالتزام بالتمويل والإفراج عنه في أقرب وقت ممكن، فكلما جُعلت غزة آمنة بشكل أسرع، سنتمكن من إعادة بناء مجتمعنا بصورة أسرع، وكلما تمكّنا من البدء في لملمة حطام حياتنا.

ربما يعجبك أيضا