حلفاء الولايات المتحدة يفضلون بايدن «الضعيف» على ترامب «المتهور»

بغض النظر عمن سيفوز بالرئاسة.. القيادة العالمية الأمريكية ستكون هشة

بسام عباس
الرئيس الأمريكي جو بايدن

لم يعد المجتمع الديمقراطي العالمي مستقرًا في الوقت الحالي، ففي خضم الاضطرابات السياسية التي لا تنتهي في بريطانيا ما بعد البريكست، عانى المحافظون للتو من هزيمة تاريخية على يد حزب العمال الذي لا يحظى بشعبية خاصة.

وأنتجت الانتخابات الفرنسية حالة من الفوضى، بعد خسارة الوسط لصالح اليسار واليمين القومي، فيما يتعثر القادة والائتلافات الحاكمة في اليابان وألمانيا وكندا.

وعكة سياسية غربية

أوضحت شبكة “بلومبرج” الأمريكية، في مقال للكاتب “هال براندز”، نشرته الخميس 11 يوليو 2024، أن الولايات المتحدة في تقع قلب الوعكة السياسية التي يعاني منها الغرب، ويبدو أن الدراما الانتخابية الأمريكية التي تظهر أكثر ترجيحًا من أي وقت مضى، ستسفر عن رئيس متضائل يقود قوة عظمى متضائلة.

وحذر الكاتب من الانخداع بالاحتفالات بالوحدة الغربية في قمة منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المنعقدة في واشنطن هذا الأسبوع، فإن الدول التي تعتمد على القوة الأمريكية تترنح منذ المناظرة الكارثية التي أجراها الرئيس جو بايدن ضد الرئيس السابق دونالد ترامب.

بين بايدن وترامب

قال الكاتب إن أداء بايدن الضعيف وغير المتكافئ، في الأسبوعين التاليين، أدى إلى زيادة احتمالات أن الحلفاء المجتمعين في واشنطن سيواجهون إدارة ترامب ثانية، لافتًا إلى أن بايدن إذا لم يذعن للضغوط الديمقراطية المكثفة للانسحاب من السباق، فمن المؤكد أن الولايات المتحدة سيقودها رئيس غير قادر على الإدارة الاستراتيجية.

وأضاف أن عيوب ترامب تظل هي الأكثر وضوحًا، فهو غريب الأطوار وعاطفي واستبدادي، وازدراءه للنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة واضح، وإذا كانت التحديات المرتبطة بعمر بايدن هيمنت على الأخبار، فإن ترامب هو نفسه عرضة بشكل متزايد للهفوات العقلية والأحاديث الصاخبة التي لا معنى لها.

أزمة قيادة

ذكر براندز أن أغلب حلفاء الولايات المتحدة يفضل بايدن على ترامب، فهم يفضلون ديمقراطيًا ذا خبرة ضئيلة في السياسة الخارجية، يخدمه مستشارون أكفاء، مؤكدًا أهمية القيادة العالمية للولايات المتحدة بدلًا من أن وجود رئيس أكثر نشاطًا يتبنى أحادية غاضبة ورجعية، ويحيط نفسه بالموالين والمقربين.

وبغض النظر عن الفائز بالرئاسة، فإن انتخاب أي من المرشحَيْن من شأنه أن يخلق أزمة في القيادة الأمريكية، والتي ستتفاقم بسبب عاملين رئيسين، أحدهما مدى تركز السلطة في الرئاسة الأمريكية، فمن الصعب إدارة العالم من خلال اللجان، حتى مع احتفاظ الكونجرس بدور مهم في السياسة الخارجية.

والإدارة اليومية للدبلوماسية ومجتمع الاستخبارات والقوات المسلحة وغيرها من أدوات النفوذ الأمريكي تتم في المقام الأول في البيت الأبيض، وهو ما ينطبق بشكل خاص على إدارة الأزمات، ومن المؤكد أن الكونجرس يريد أن يكون له رأي في عشرات سيناريوهات الأزمات الدولية.

أهمية القيادة الماهرة

أوضح الكاتب أن أهمية العامل الثاني تأتي عندما تتزايد بعض الأزمات، مثل تزايد قوة إيران، واقتراب الشرق الأوسط من حافة انفجار إقليمي، وأوكرانيا عالقة في حرب استنزاف ضد روسيا الأكبر حجمًا والأقوى، والتي تتدخل بقوة في أوروبا في حين تعمل على تعبئة اقتصادها وجيشها استعدادًا لمواجهة مطولة، ومع تدهور النظام العالمي، ترتفع أهمية القيادة الرئاسية الماهرة.

في عهد بايدن أو ترامب، سوف تتضاعف مخاوف الحلفاء بشأن الثبات الأمريكي، حتى لو لم يكن لدى معظم الحلفاء بديل جيد للعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، سوف يولي القادة الأجانب اهتمامًا وثيقًا بمن هو في الأعلى، ومن في الأسفل في أروقة السلطة في واشنطن، على أمل أن يخفف المستشارون المهرة من أي أوجه قصور في الإدارة التنفيذية.

ربما يعجبك أيضا