كاجامي يستعد لتمديد فترة رئاسته في رواندا

القوى الغربية تتغاضى عن انتهاكات نظام كاجامي في رواندا

بسام عباس
الرئيس الرواندي بول كاجامي

من المقرر إعادة انتخاب رئيس رواندا، بول كاجامي، لولاية رابعة يوم الاثنين المقبل، بينما يدلي الروانديون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

ويتولى كاجامي السلطة منذ 3 عقود منذ أن قاد الجماعة المتمردة التي سيطرت على رواندا، وأنهت الإبادة الجماعية في عام 1994، وفق وكالة “أسوشيتد برس”.

استهداف المعارضة

أوضحت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو”، في تقرير نشرته الجمعة 12 يوليو 2024، أن الانتخابات في رواندا بعيدة كل البعد عن أن تكون تصويتًا حرًّا ونزيهًا، وخاصة الانتخابات الرئاسية، لافتةً إلى أن كاجامي ونظامه، خلال فترة وجوده في السلطة، استهدف بشكل روتيني أي معارضة ذات معنى

وأضافت أنه استخدم تكتيكات تتراوح بين النظام القضائي المسلح إلى الاختفاء القسري والقتل، بما في ذلك القمع العابر للحدود الوطنية، لإسكات المنتقدين والمعارضين، وقبل 7 سنوات، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حصل كاجامي على 99% من الأصوات، ومن المتوقع حصوله على نسبة مماثلة الأسبوع المقبل.

إرث الإبادة الجماعية

وقالت المجلة إن إرث الإبادة الجماعية، التي قُتل فيها 800 ألف شخص، معظمهم من عرقية التوتسي، على يد متطرفي الهوتو، لا يزال يلعب دورًا هائلًا في رواندا، ولأسباب مفهومة، فإن صورة كاجامي باعتباره الزعيم الذي لم ينه الإبادة الجماعية فحسب، بل قاد عملية إعادة إعمار البلاد في أعقابها، منحته مكانة لا يمكن المساس بها على المستوى المحلي.

وذكرت المجلة أن نظام كاجامي، في الوقت نفسه، عمل على تسييس هذا الإرث، حيث يتم تصوير منتقدي كاجامي في الداخل والخارج بشكل روتيني على أنهم منكرون للإبادة الجماعية، وفي عهد كاجامي، اتُهمت رواندا بدعم الجماعات المتمردة في الدول المجاورة، وأبرزها جمهورية الكونغو الديمقراطية.

توتر علاقات الجوار

قال تقرير للأمم المتحدة، نشر الأربعاء 10 يوليو 2024، إن ما يقدر بنحو 3000 إلى 4000 من القوات الحكومية الرواندية تعمل مع حركة M23 المتمردة، والتي تتكون بشكلٍ رئيسٍ من التوتسي، في شرق الكونغو، مشيرًا إلى أن عودة حركة M23 المدعومة من رواندا في 2022 أدت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وأدى دعم رواندا لحركة 23 مارس (M23)، إلى جانب الجماعات المتمردة الأخرى، إلى توتر العلاقات الثنائية مع الكونغو وبوروندي إلى حد تزايد المخاوف من أن التوترات قد تؤدي إلى أعمال عدائية مفتوحة، ما يزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة شرق إفريقيا التي تسعى إلى إعطاء الأولوية للتنمية الاقتصادية والتكامل.

تجاهل غربي

أوضحت المجلة الأمريكية أن القوى الغربية تربط الفترة التي قضاها كاجامي في السلطة بالاستقرار الداخلي، والنمو الاقتصادي، والشراكة الأمنية الفعّالة مع موزمبيق، ونتيجة لهذا تغاضى الغرب عن انتهاكات نظام كاجامي لحقوق الإنسان في الداخل وسلوكياته المزعزعة للاستقرار على المستوى الإقليمي.

وأضافت أن مؤسسات المجتمع المدني في رواندا وجيرانها الإقليميين هي التي يتعين عليه التعامل مع العواقب المترتبة على هذا التجاهل، ومع خوض كاجامي الانتخابات دون وجود معارضة حقيقية، فإن انتخابات يوم الاثنين ستضمن استمرارها في مواجهة نفس التحديات في المستقبل المنظور.

ربما يعجبك أيضا