تصعيد عسكري.. سفن روسية تصل الصين للمشاركة بمناورات مشتركة

رسالة لدول الناتو.. مناورات عالية المستوى بين روسيا والصين

أحمد الحفيظ

أعلنت الصين أنها تجري مناورات عسكرية مع روسيا على طول ساحلها الجنوبي، بعد أيام قليلة من وصف قادة حلف شمال الأطلسي بكين بأنها “العامل الحاسم” بالحرب المستمرة منذ عامين في أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الصينية، بحسب تقرير نشرته صحيفة “ساوث اتشينا مورنينج بوست” السبت 13 يوليو 2024، إن سفنا روسية وصلت إلى مدينة تشانجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ للمشاركة في مناورات “البحر المشترك 2024” بالمياه والمجال الجوي حول المدينة حتى منتصف الشهر.

رسائل للغرب

قالت الوزارة، إن التدريبات المشتركة تهدف إلى إظهار عزم وقدرات الجانبين في التصدي بشكل مشترك لتهديدات الأمن البحري والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين والإقليميين”.

وأوضحت أنها “ستزيد من تعميق التعاون الاستراتيجي الشامل بين الصين وروسيا.. شراكة التنسيق للعصر الجديد”.

قطع بحرية ثقيلة

ذكرت الوزارة، أن الطرادين جرومكي وريزكي من أسطول البحرية الروسية في المحيط الهادئ غادرتا ميناء فلاديفوستوك لإجراء التدريبات.

وهذه التدريبات هي الأولى التي تجريها الدولتان في مدينة تشانجيانغ منذ الحرب الأوكرانية، وهي مدينة على مستوى المحافظة تقع على مدخل بحر الصين الجنوبي، وكانت آخر مرة أجرت فيها الصين وروسيا تدريبات في المنطقة في عام 2016.

تصعيد الناتو

خلال اجتماع عقد في واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع، دعا أعضاء الناتو الـ 32 بكين إلى “وقف كل الدعم المادي والسياسي للمجهود الحربي الروسي”.

وردت السفارة الصينية في واشنطن قائلة إن بكين لم تقدم أسلحة وتفرض رقابة صارمة على تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج، وهي خطوة قالت إنها لاقت استحسانا دوليا.

وفي الوقت نفسه، حذرت اليابان في تقريرها الدفاعي السنوي، من امتداد الحرب الأوكرانية إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، “خاصة في شرق آسيا”، وقال مراقبون إن ذلك كان يشير إلى مخاطر توتر علاقات الصين مع تايوان، والتي شهدت تصاعد التدريبات الجوية والبحرية.

الخلفية التاريخية

لطالما كانت العلاقات بين روسيا والصين متذبذبة عبر التاريخ، حيث تميزت بفترات من التعاون وأخرى من التوتر. منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأت العلاقات بين البلدين تأخذ منحى تصاعدياً، خاصة مع صعود فلاديمير بوتين وشي جين بينغ إلى السلطة.

وخلال هذه الفترة تزايدت الروابط الاقتصادية والعسكرية بين البلدين بشكل كبير، مما أثار مخاوف من تشكيل محور جديد قد يعيد تشكيل النظام الدولي.

التعاون الاقتصادي

يشهد التعاون الاقتصادي بين روسيا والصين نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة خاصة بعد حرب أوكرانيا، وتعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، حيث تعتمد الأخيرة بشكل كبير على السوق الصينية لتصدير النفط والغاز.

من جهة أخرى، تستفيد الصين من الموارد الطبيعية الروسية لدعم نموها الاقتصادي السريع، خاصة المشتقات البترولية.

التحالف العسكري

التعاون العسكري بين روسيا والصين يشكل مصدر قلق كبير للغرب. يجري البلدان تدريبات عسكرية مشتركة بشكل متزايد، كما يشاركان في مشاريع تطوير الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية.

يعتبر هذا التعاون تهديداً محتملاً للنظام الأمني القائم، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين القوى الكبرى حول مناطق النفوذ.

ربما يعجبك أيضا