بعد محاولة اغتيال ترامب.. هل تشهد أمريكا موجة عنف؟

كيف استغل ترامب محاولة الاغتيال لكسب تعاطف الناخبين؟

أحمد الحفيظ
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

حالة من الاحتقان السياسي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية بعد محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي يحاول استغلال الحادثة لصالحه منذ الساعات الأولى.

وأثارت الواقعة غضب أنصار ترامب، وأوقفت حملة الحزب الديمقراطي مؤقتًا، وأثيرت مخاوف من وقوع المزيد من أعمال العنف السياسي في الفترة التي تسبق الانتخابات المُقررة في نوفمبر.

ترامب “البطل”

بحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز” للأنباء، الأحد 14 يوليو 2024، فإن حلفاء ترامب من الجمهوريين روّجوا أنه “بطل صامد”، وأمسكوا بصورته وأذنه ملطخة بالدماء وقبضته مرفوعة، وبدا وكأنه يردد كلمة قتال، واستغل مستشارو الرئيس السابق وحلفائه الحادث ضد خصمه الديمقراطي الرئيس جو بايدن، قائلين إن شيطنة المرشح الرئاسي الجمهوري هي التي أدت إلى محاولة الاغتيال.

قال السيناتور الأمريكي جي دي فانس، المرشح أن يكون نائبًا لترامب، أن اليوم ليس مجرد حادثة معزولة، والفرضية الأساسية لحملة بايدن هي أن ترامب فاشي استبدادي يجب إيقافه بأي ثمن، وقد أدى هذا الخطاب مباشرة إلى محاولة اغتياله.

وتحرك بايدن بسرعة لمحاولة لتهدئة الأوضاع، وندد بالهجوم ووصفه بأنه عنف سياسي غير مقبول، وسحب الإعلانات الانتخابية التي تهاجم ترامب.

دوافع مجهولة

لم تعرف بعد دوافع مطلق النار، البالغ من العمر 20 عامًا والمسجل على قوائم المنتخبين في الحزب الجمهوري، وفقًا لسجلات الناخبين بالولاية.

ومن المُرجح أن يُعزِز الهجوم ظهور ترامب في هذا الأسبوع في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي سيعلن فيه أنه المرشح الرسمي للحزب، حيث توقع مراقبين أن يشكل الحادث دفعة قوية لترامب لكسب المزيد من التأييد.

في غضون ساعات من إطلاق النار، أرسلت حملة ترامب رسالة نصية على هواتف الأمريكيين تطلب من الناخبين المساهمة في الحملة، واستخدموا عبارات تثير غضبهم مثل “إنهم لا يلاحقونني بل يلاحقونك”، وعبر كثير من الناخبين عن غضبهم من الطرق التي يستخدمها الحزب الديمقراطي لشحن الناخبين ضد ترامب، وهو الأمر الذي تسبب في محاولة اغتياله.

تأييد واسع

أيّد الملياردير إيلون ماسك ترامب بعد واقعة الاغتيال، وقال على موقع التواصل الاجتماعي X: “أنا أؤيد الرئيس ترامب تمامًا، وآمل في شفاءه السريع”.

وقال كريس لاسيفيتا، المدير المشارك لحملة ترامب: “منذ سنوات وحتى اليوم، أدلى النشطاء اليساريون والمانحون الديمقراطيون، بتصريحات وأوصاف مثيرة للاشمئزاز دفعت المجرمين لإطلاق النار على ترامب”.

عنف سياسي

تشهد الولايات المتحدة أكبر زيادة في العنف السياسي وأكثرها استدامة منذ السبعينيات، ومن بين 14 هجومًا سياسيًا مميتًا، منذ اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021.

وقال براد بانون، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، إن إطلاق النار يمكن أن يفيد ترامب سياسيًا، لأنه يغذي رواية حملته الانتخابية بأن البلاد خرجت عن المسار الصحيح.

وأضاف بانون أن “محاولة الاغتيال تثير التعاطف مع ترامب، كما أنها تؤكد للناخبين فكرة أن هناك شيئًا خاطئًا بشكل أساسي في هذه الأمة، وهي فكرة ستدفع لدعمه.

ربما يعجبك أيضا