ماذا تريد روسيا من الشرق الأوسط؟ مجلة أمريكية تجيب

عمر رأفت
فورين أفيرز.. ماذا تريد روسيا في الشرق الأوسط؟

تراقب روسيا الأوضاع في الشرق الأوسط، وتحديدًا منذ هجوم حماس على إسرائيل، الذي يشغل أيضًا حليف تل أبيب الرئيسي، وهو الولايات المتحدة.

وطرحت مجلة “فورين أفيرز” سؤالًا مفاده “ماذا تريد موسكو من الشرق الأوسط”، اليوم الاثنين 15 يوليو 2024، أن قلق موسكو ازداد وتحديدًا في 13 إبريل الماضي، عندما أطلقت طهران، أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار على إسرائيل.

التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل

رغم هذا الهجوم تم تحييده بشكل فعال من خلال الدفاعات المضادة للصواريخ والدعم المنسق من الولايات المتحدة والشركاء العرب والغربيين، إلا أن إسرائيل ردت بعد ستة أيام بضربة على نظام الدفاع الجوي بعيد المدى من طراز S-300  في أصفهان، وأثار هذا قلق روسيا.

وقالت المجلة الأمريكية، إن التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل يمكن أن تكون ذات فوائد لموسكو، فالتصعيد في الشرق الأوسط من شأنه تحويل انتباه واشنطن لتلك المنطقة وغض الطرف عن أوكرانيا.

وأضافت أن المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط سيتطلب من واشنطن وجوب توفير الموارد اللازمة لإسرائيل، وهذا يصب في صالح الكرملين، كما أنه من المرجح أن تؤدي حرب في الشرق الأوسط إلى ارتفاع أسعار النفط، مما سيعقد جهود إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن لترويض تكاليف الوقود للمستهلك الأمريكي العادي قبل أشهر من الانتخابات الأمريكية.

نتائج خطيرة

من ناحية أخرى، فإن نشوب حرب أوسع نطاقاً في المنطقة من شأنه أن يحمل مخاطر كبيرة بالنسبة لموسكو، فإذا بدأت إسرائيل في محاربة حزب الله أو إيران، فسيتعين على الكرملين أن يواجه 3 نتائج خطيرة: تورط حليفته سوريا، وإضعاف قدرة إيران على تزويد روسيا بالأسلحة، وتعقيد علاقاتها مع دول الخليج وإيران.

وعلى نطاق أوسع، ينبغي على الولايات المتحدة أن تتوقع من موسكو تقديم دعم محدود لخصوم إسرائيل وإلقاء اللوم فيما يحدث على واشنطن في التصعيد، مع تجنب التدخل العسكري المباشر. ولذلك، يتعين على الولايات المتحدة استخدام الوسائل الدبلوماسية والعسكرية لضمان عدم تصاعد التوترات في المنطقة.

وأشارت فورين بوليسي إلى أن في حال تجنب نشوب حرب بين تل أبيب وطهران، فإن زيادة حدة الصراع بين إسرائيل وحزب الله سيكون محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لروسيا، وإذا قررت إسرائيل غزو لبنان، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى دمار واسع النطاق، فضلاً عن إمكانية حدوث هجوم صاروخي من حزب الله يستهدف إسرائيل.

ومن الممكن أن تصبح سوريا، ساحة قتال بين إسرائيل وحزب الله، لاحتفاظها بالعديد من مواقع حزب الله وطرق الإمداد التي ستضربها إسرائيل، وإلى جانب هجومها على القنصلية الإيرانية في دمشق، شنت إسرائيل بالفعل ضربات على البنية التحتية السورية، بما في ذلك مستودعات الذخيرة ونقاط التفتيش والمقرات، التي تمكن إيران من نقل الأسلحة إلى حزب الله وغيره من الشركاء.

حذر تل أبيب

في أوائل يوليو الحالي، أدت غارة جوية إسرائيلية بطائرة بدون طيار في سوريا إلى مقتل اثنين من مقاتلي حزب الله، مما دفع الجماعة إلى إطلاق الصواريخ على مرتفعات الجولان.

وفي الآونة الأخيرة، انتشرت تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية مفادها أن تل أبيب حذرت الرئيس السوري بشار الأسد من المشاركة في الحرب الحالية في غزة، حتى أنها هددت بتدمير نظامه إذا شنت المزيد من الهجمات من بلاده.

وفي حال ازداد الأمر تعقيدًا خلا الفترة المقبلة في الشرق الأوسط، فقد تكون إيران جزءًا من الصراع، وقبل توجيه ضربة انتقامية ضد إيران في 19 أبريل الماضي، أفادت تقارير أن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بحث عدة خيارات، بما في ذلك ضرب منشآت استراتيجية بما في ذلك قواعد الحرس الثوري أو منشآت الأبحاث النووية.

رد فعل متوازن

بدلا من ذلك، استقرت إسرائيل على رد فعل متوازن، ومن المؤكد أن قادتها سيكونون أقل تحفظا في حالة حدوث المزيد من التصعيد، وهم لديهم القدرة على إلحاق أضرار جسيمة بإيران، وقد ظهر ذلك عندما استهدفت إسرائيل المنشأة في أصفهان، مما كشف عن قوة الأصول الاستخباراتية الإسرائيلية وقدرتها على العمل على الأراضي الإيرانية.

ومن الممكن أن تستهدف الضربات الإسرائيلية منشآت الإنتاج الإيرانية للطائرات بدون طيار في منطقتي طهران وأصفهان، أو الصواريخ الباليستية في طهران أو الذخيرة في بارشين وأصفهان، كما يمكن أن تتعرض للهجوم أيضًا المنشآت التي تنتج مكونات حيوية لإنتاج الأسلحة، مثل محركات الطائرات بدون طيار في طهران وقم ومحركات الصواريخ الباليستية الصلبة، وعلى الرغم من أن مثل هذه المرافق منتشرة في جميع أنحاء البلاد، إلا أن الضربات واسعة النطاق يمكن أن تؤثر، على الأقل على المدى القصير، على عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا في هذه الفئات.

ربما يعجبك أيضا