مرصد مراكز الأبحاث| مكاسب حماس وإسرائيل من حرب غزة.. ومقامرة ماكرون الكبرى

عمر رأفت
مرصد مراكز الأبحاث

مرت عشرة أشهر على الحرب في غزة، ولا تزال حركة حماس والجيش الإسرائيلي في صراع دام، حيث يسعى كل منهما لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة.

في مرصد الأبحاث، نرصد المشهد السياسي الجديد في قارة أوروبا، وهل سيكون للاتحاد الإفريقي دور في حرب غزة.

مكاسب حماس وإسرائيل من حرب غزة

بعد 10 أشهر على هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، يمكن تقييم ما حققه طرفي تلك الحرب، وبغض النظر عن أن هدف الحرب الأساسي كان إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ولكن أهداف حماس كانت أكثر طموحًا، وجرى تحقيق بعضها.

وذكر مركز بيجن-سادات، أن حماس تمكنت من استغلال الأزمة التي شهدها المجتمع الإسرائيلي في الأشهر التي سبقت الحرب لتنفيذ هجوم مفاجئ أسفر عن مقتل مدنيين، ووقوع عدد كبير منهم في الأسر.

كما تسبب العدوان على غزة في سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف الجيش الإسرائيلي، حيث فقد ما يعادل لواء كامل ما بين قتيل وجريح، بينهم مقاتلون في الوحدات الخاصة وقادة ميدانيون بارزون.

ورغم الخسائر البشرية الضخمة، فإن الإنجاز الرئيسي الذي حققته إسرائيل يتلخص في تدمير قدرات حماس العسكرية، كما قللت تل أبيب قدراتها الصاروخية على تنفيذ غارات برية واسعة عبر الحدود، وبالمعنى الأشمل إنهاء الذراع الأساسي لخطة «حلقة النار» الإيرانية حول إسرائيل.

مكاسب حماس وإسرائيل من حرب غزة

مكاسب حماس وإسرائيل من حرب غزة

مشهد سياسي جديد  في الاتحاد الأوروبي

يتغير المشهد السياسي في الاتحاد الأوروبي بشكل سريع، بعد تآكل شعبية أحزاب الوسط الرئيسية، في حين تكتسب الأحزاب المناهضة للاتحاد الدعم يومًا بعد يوم.

وكشف استطلاع للرأي أجرته جامعة أمستردام، عن اختيار 32% من الناخبين الأحزاب المناهضة للاتحاد عام 2021، بزيادة 12% مقارنة بأوائل التسعينيات، وتشكل أحزاب اليمين المتطرف حوالي نصف هذه الحصة، بالإضافة إلى ارتفاع دعمها بشكل سريع مقارنة بالأحزاب الأخرى، بحسب معهد كارنيجي للسلام.

ويتواجد اليمين المتطرف حاليا في العديد من الحكومات الأوروبية من بينها فنلندا، والمجر، وإيطاليا، وسلوفاكيا، والسويد، وهولندا، من المرجح أن يكون حزب “خيرت فيلدرز” من أجل الحرية جزءًا من الائتلاف الحاكم، وفي بلدان أخرى، أصبحت هذه الأحزاب تُشكّل جماعات المعارضة الرئيسية، ففي فرنسا، يستعد حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان بشكل خاص للفوز بالانتخابات الرئاسية في عام 2027.

وفي نفس السياق، أظهرت الانتكاسات التي مني بها اليمين المتطرف في بولندا وإسبانيا في النصف الثاني من 2023 أن صعود هذه الأحزاب ليس أمرًا مؤكدًا، ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي الحالية للعديد من الانتخابات الوطنية وانتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو 2024 إلى وجود احتمال لاستمرار نجاحها، كما تشير استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات البرلمانية بالنمسا في سبتمبر 2024 إلى ارتفاع شعبية حزب الحرية النمساوي.

مشهد سياسي جديد  في الاتحاد الأوروبي

مشهد سياسي جديد  في الاتحاد الأوروبي

الاتحاد الإفريقي والحرب في غزة

تسببت الحرب في غزة بأزمات للقارة السمراء، ولهذا لا ترى دول عديدة داخل القارة أنه يجب العمل لإيجاد حلول لهذه الحرب، حيث يعتبرونها قضية خارجية، وذلك رغم تأثيرها العالمي.

وطرح معهد الدراسات الأمنية، عدة أسئلة من بينها: هل يتعين على الزعماء الأفارقة أن يلعبوا دورًا في الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة، وهل يمكن أن يعززوا مكانة الاتحاد الإفريقي كوسيط عالمي؟ وهل يؤثر الصراع بالفعل بشكل مباشر وغير مباشر على المشهد الاقتصادي والدبلوماسي والأمني ​​في إفريقيا؟

ومن أبرز الأزمات التي عانت منها القارة، تنظيم احتجاجات عنيفة مؤيدة لفلسطين في عدة دول، ففي كينيا، فرقت الشرطة مظاهرة رغم الحصول على إذن مسبق، كما تؤدي الحرب إلى تعقيد العلاقات بين الدول والاتحاد الإفريقي مع إسرائيل، وأيضًا بين إفريقيا وحلفاء إسرائيل الرئيسيين، وكما هو الحال في الحرب الروسية الأوكرانية، يؤدي الصراع إلى تعميق الانقسامات في الاتحاد الإفريقي بين أولئك الذين يدعمون إسرائيل والذين يمنحون الأولوية لحماية حياة الفلسطينيين.

الاتحاد الإفريقي والحرب في غزة

جانب من الدمار الذي لحق بقطاع غزة

مقامرة ماكرون الكبرى

نجح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في مقامرته السياسية، بعد تنفيذ خططه التي شملت الإعلان عن انتخابات برلمانية مبكرة، وتشكيل جبهة ضد منافسيه من اليمين المتطرف.

وذكرت مؤسسة المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن الائتلاف اليساري، الجبهة الشعبية الجديدة، تقدم بـ 180 مقعدًا، يليه كتلة ماكرون بـ 163 مقعدًا، وحزب الجبهة الوطنية اليميني بـ 143 مقعدًا، وأكدت النتائج انقسام الناخبين الفرنسيين بين كتلة يسارية وكتلة وسطية وكتلة يمينية متطرفة، ومع عدم وجود فائز واضح، تظل حالة عدم اليقين كبيرة بشأن تشكيل حكومة جديدة.

وسيعمل ماكرون على اختيار رئيس وزراء من الحزب الذي يضم أكبر عدد من النواب، وهو الجبهة الشعبية، وبعد ذلك سيحاول رئيس الوزراء الجديد تأمين الدعم في البرلمان، ومع ذلك، فإن هذا لا يعني التعاون بين ماكرون واليسار.

مقامرة ماكرون الكبرى

مقامرة ماكرون الكبرى

التواجد الألماني في ليتوانيا

لطالما تعرضت ألمانيا للانتقادات، بسبب إهمالها الإنفاق الدفاعي، منذ نهاية الحرب الباردة، لكنها اتخذت بعض الخطوات المهمة في هذا الإطار منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، حيث عززت قواتها العسكرية وقدرات الردع على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

وذكر مركز هيرتيدج، أن ألمانيا أعلنت، للمرة الأولى، عن صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو  لتعزيز قدراتها وتطوير الجيش حتى عام 2027، إلى جانب تعهدها بالحفاظ على الإنفاق الدفاعي فوق الحد الأدنى البالغ 2٪ الذي يشجعه الناتو.

كما تعمل ألمانيا على إنشاء وجود عسكري دائم في ليتوانيا،  ففي أبريل، وصل حوالي 20 جنديًا ألمانيًا إلى ليتوانيا، وهي المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي تتمركز فيها القوات الألمانية خارج البلاد على المدى الطويل، ومن المتوقع أن يصل حجم هذه القوات إلى 4800 جندي في 2027.

التواجد الألماني في ليتوانيا

التواجد الألماني في ليتوانيا

ربما يعجبك أيضا