ماذا تعني الاحتجاجات الطلابية في بنجلاديش بالنسبة لرئيسة الوزراء حسينة؟

كيف ستواجه رئيسة وزراء بنجلاديش الاحتجاجات السياسية والاقتصادية؟

بسام عباس
رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة

قُتل ما لا يقل عن 5 طلاب وأصيب أكثر من 100 آخرين في جميع أنحاء بنجلاديش أمس واليوم، مع استمرار الاحتجاجات على نظام الحصص للوظائف الحكومية في العديد من الجامعات في جميع أنحاء البلاد.

ويحتفظ نظام الحصص بنسبة 30% من الوظائف الحكومية، التي تتميز بقدرة تنافسية عالية، لأفراد عائلات المحاربين القدامى الذين قاتلوا في حرب استقلال بنجلاديش عام 1971.

إرث حرب الاستقلال

قالت مجلة وورلد بولتيكس ريفيو الأمريكية، في تقرير نشرته الثلاثاء 16 يوليو 2024، إن الدافع الرئيس لهذه الاحتجاجات كان حكم المحكمة العليا في وقت سابق من هذا الشهر بإعادة نظام الحصص، الذي ألغي عام 2018 وسط احتجاجات واسعة النطاق ضده.

وبعد اندلاع هذه المظاهرات، علقت المحكمة حكمها لمدة شهر، ولكن المظاهرات استمرت، فالمتظاهرون وصفوا نظام المحاصصة بأنه غير عادل، ومع أن هذه الاحتجاجات تدور ظاهريًّا حول السخط على فرص العمل، فإنها تعكس أيضًا المشهد السياسي الأكثر استقطابًا في بنجلاديش، والذي يظل متجذرًا في إرث حرب الاستقلال.

توجه الاستبدادي

أوضحت المجلة أن على أحد جانبي المشهد توجد رئيسة الوزراء، الشيخة حسينة، وحزبها رابطة عوامي، الذي قاد حركة الاستقلال والحرب في عهد والد حسينة. ومن ناحية أخرى، تقف رئيسة الوزراء السابقة، خالدة ضياء، التي قاد زوجها الراحل انقلابًا ضد والد حسينة في عام 1975.

ونتيجة لهذا الانقسام، استخدمت رابطة عوامي لفترة طويلة إرث الحرب للحفاظ على دعمها، واستهداف شخصيات المعارضة، ورفض الانتقادات الموجهة إلى التوجه الاستبدادي للحزب في عهد حسينة، التي تتولى السلطة منذ عام 2009. والواقع أن حسينة رسمت واعتبرت الاحتجاجات الحالية إهانة لـ “المقاتلين من أجل الحرية” في البلاد.

وذكرت المجلة أن الجناح الطلابي لرابطة عوامي شارك في الاشتباكات مع المتظاهرين التي تحولت إلى أعمال عنف، مشيرة إلى أن من غير المرجح أن تمثل الاحتجاجات أي تهديد حقيقي لحسينة، غير أنها تأتي في وقت غير مناسب لها ولحزبها.

سخط اقتصادي

قالت المجلة إن حسينة، منذ توليها منصبها للمرة الثانية عام 2009، عززت سلطتها وأغلقت المجال الديمقراطي، بينما استفادت من طفرة تنموية تغذيها اندماج البلاد في سلسلة التوريد العالمية، وخاصة صناعة النسيج، ما ساعدها في إبقاء الحزب في السلطة، ولكن بنجلاديش أصبحت تواجه أزمة اقتصادية بدأت عام 2022 وتتفاقم منذ ذلك الحين.

ويمكن النظر إلى هذه الاحتجاجات الطلابية على أنها مجرد علامة جديدة على السخط الاقتصادي في بنجلاديش، ففي أواخر العام الماضي، نظم الآلاف من عمال صناعة الملابس احتجاجات ضد الأجور المنخفضة، ما ردت عليه الحكومة بالقمع العنيف، وبدون الغطاء الاقتصادي لتراجعها الديمقراطي، فمن المرجح أن تواجه حسينة المزيد من الاحتجاجات في المستقبل.

ربما يعجبك أيضا