طهران مستعدة للحوار مع واشنطن.. هل تنقذ بايدن أمام ترامب؟

تصريحات إيرانية متصلة للحوار مع واشنطن

يوسف بنده

الدعوات المتتالية من طهران باستعدادها لاستئناف الحوار النووي مع الغرب، هدفها إفشال الدعاية الغربية ضدها، بأنها قد تجاوزت قيود اتفاق العمل المشترك على برنامجها النووي.


لا تتوقف الدعوات المتبادلة بين واشنطن وطهران لاستئناف المحادثات النووية المعطلة بين الطرفين.

وتخشى طهران من عودة فرض العقوبات الدولية عليها، بينما واشنطن لا تزال على أولوية الحوار لحل الأزمة النووية بدلًا من الآليات الخشنة.

الحوار بين واشنطن وطهران

الحوار بين واشنطن وطهران

استعداد للحوار

في لقاء حصري مع مجلة نيوزويك، الثلاثاء 16 يوليو 2024، أعلن القائم بأعمال وزير الخارجية الإيرانية، علي باقري، استعداد طهران لاستئناف المفاوضات المتعلقة بإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) مع الولايات المتحدة.

وأكد باقري أن طهران لديها نهج “منفتح” لاستئناف المفاوضات مع واشنطن بشأن المشاركة المتبادلة في الاتفاق النووي. فقد وصف باقري خطة العمل الشاملة المشتركة بأنها “مبادرة متعددة الأطراف ناجحة”.

وفي خطابه أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء، قال القائم بأعمال وزير الخارجية الإيرانية، إن خطة العمل الشاملة المشتركة من المفترض أن تقضي على “مخاوف الغرب الزائفة” بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وقد تعطل الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين+ألمانيا)، منذ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب من هذا الاتفاق عام 2018. ما أدى إلى اتباع إيران سياسة خفض الالتزام النووي في مقابل العقوبات الغربية.

bcff039e 965a 47c4 b7cc 61cb70f3581f

ترامب وبايدن

في مواجهة ترامب

ارتفعت حظوظ فوز المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب بعد محاولة اغتياله السبت 13 يوليو، وذلك أمام منافسه الديموقراطي، الرئيس الحالي جو بايدن.

ويبدو أن طهران لا ترحب بفوز ترامب بعد اختياره السيناتور جي دي فانس، كمرشح لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الأمريكية.

وقد قال دي فانس، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، الاثنين 15 يوليو، إنه يدعم سياسات ترامب تجاه إيران خلال فترة رئاسته. مضيفًا: “من أجل مواجهة الأعمال العدائية للنظام الإيراني، يجب أن تتلقى طهران لكمة قوية”.

وانتقد دي فانس سياسة بايدن تجاه طهران، وأوضح أن ترامب، خلال وجوده في البيت الأبيض منع وصول “الأموال” إلى النظام الإيراني من خلال سياسة “أقصى ضغط” من العقوبات، وبالتالي ساهم في إرساء الاستقرار في المنطقة.

قاسم سليماني

قائد فيلق القدس، قاسم سليماني.

ثأر مع ترامب

في تحليل نشرته مجلة “فورين بوليسي”، الجمعة 12 يوليو، كتب المحلل الإيراني، علي واعظ، أن التوصل لاتفاق معلن بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في ظل إدارة ترامب، أمر بالغ الصعوبة، وأوضح أن هناك ثأر دم بين طهران وترامب الذي أمر بقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني عام 2020، وفي الوقت نفسه، تشتبه الولايات المتحدة في قيام إيران بالتخطيط لاغتيال مسؤولين أمريكيين كبار للانتقام.

وبعد محاولة اغتيال ترامب، نشرت شبكتا “سي إن إن” و”إن بي سي” الأمريكيتين، أن جهاز الخدمة السرية الأمريكي عزز من الإجراءات الأمنية لحماية ترامب خلال الأسابيع الماضية عقب أن تلقى معلومات بشأن مخطط إيراني محتمل لقتله

وهو ما نفته بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، معتبرة أن “اتهام طهران بمؤامرة ضد ترامب، لا أساس له وخبيث”.

وأوضحت البعثة الإيرانية الأممية، أن ترامب بالنسبة لإيران، يعد “مجرمًا”، أعطى الأمر بقتل الجنرال قاسم سليماني عام 2020، ويجب إدانته ومعاقبته. مضيفة: “ولكن إيران اختارت المسار القانوني في هذا الشأن”.

0418878844044f72843d829980f3068c

حو بايدن

أولوية الانتخابات

مع وصول الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان في إيران، تجددت الآمال باستعادة المُحادثات النووية بين إيران والقوى الغربية. لكن في الوقت الراهن، البيت الأبيض منشغل بالانتخابات الأمريكية وغير مستعد لأية محادثات نووية معلنة في الوقت الراهن.

وتبدو الدعوات المتتالية من طهران باستعدادها لاستئناف الحوار النووي مع الغرب، هدفها إفشال الدعاية الغربية ضدها، بأنها قد تجاوزت قيود اتفاق العمل المشترك على برنامجها النووي، وأنها مستعدة لاستئناف الحوار مع أية إدارة قد تأتي إلى البيت الأبيض من حيث المبدأ.

ربما يعجبك أيضا