ورقة مساومة.. روسيا تبدأ محادثات تبادل صحفي أمريكي بكبار المسجونين

إسراء عبدالمطلب

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن مراسل صحيفة وول ستريت جورنال المسجون إيفان جيرشكوفيتش مذنب بالتجسس لكنه أكد وجود محادثات بشأن تبادل محتمل.


مع استئناف محاكمة الصحفي الأمريكي، إيفان جيرشكوفيتش، في روسيا بتهمة التجسس هذا الأسبوع، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف أن مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال” مذنب.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء 17 يوليو 2024، في الأمم المتحدة في نيويورك، “لدينا أدلة دامغة تؤكد تورط جيرشكوفيتش في بعض أنشطة التجسس”.

محكمة روسية تمدد حبس مراسل صحيفة وول ستريت جورنال 3 أشهر - CNN Arabic

أوراق للمساومة

حسب صحيفة “واشنطن بوست”، نفى جيرشكوفيتش وصحيفة وول ستريت جورنال، وإدارة بايدن بشدة وجود أي أساس لادعاءات روسيا، وأنه تم احتجازه كرهينة في الأساس، واعتقلت روسيا في السابق أمريكيين، مثل نجمة WNBA بريتني جرينر، بتهم تبدو بسيطة، ثم استخدمتهم كأوراق مساومة للإفراج عن الروس المسجونين بتهمة ارتكاب جرائم خطيرة في الغرب.

وأكد لافروف أن المفاوضات بشأن تبادل جيرشكوفيتش جارية، رغم أن المسؤولين الروس قالوا في وقت سابق إنه لن يكون من الممكن إجراء أي تبادل قبل اكتمال محاكمته، وتنتهي أكثر من 99% من الملاحقات الجنائية في روسيا بالإدانة.

أدلة دامغة

قال لافروف: “لقد شاركت أجهزة الاستخبارات في البلدين في اتصالات لبحث إمكانية التبادل. والجميع يعلم أن هذا الموضوع يحتاج إلى مناقشته بهدوء وسرية حتى مع طرحه باستمرار في الفضاء العام من قبل الصحفيين الأمريكيين، وهو ما لا يساعد لكن الاتصالات مستمرة”.

ويعكس تأكيد لافروف على وجود “أدلة دامغة” رغم عدم تقديمه أي أدلة، تصريحات المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الذي ادعى بعد اعتقال جيرشكوفيتش العام الماضي أنه “تم القبض عليه متلبسا”. وكان جيرشكوفيتش، 32 عامًا، المعتمد من وزارة الخارجية الروسية، أعتُقل في مارس 2023 أثناء رحلة صحفية إلى يكاترينبورغ واتُّهم بالتجسس. ودفع ببراءته.

جاسوس أمريكي

تم تقديم موعد المحاكمة هذا الأسبوع في محكمة سفيردلوفسك الإقليمية في يكاترينبورج من 13 أغسطس بناءً على طلب فريق الدفاع عنه، وفقًا للمحكمة. ويزعم المدعون الروس أن الصحفي كان يعمل بناء على أوامر من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، حيث كان يجمع معلومات سرية عن مصنع أورالفاجونزافود، وهو مصنع مملوك للدولة لبناء الآلات في نيجني تاجيل، ويصنع الدبابات للحرب في أوكرانيا.

وكانت الجلسة مغلقة، كما هي العادة في المحاكمات الروسية في قضايا التجسس أو الخيانة، وهذا يعني أن طبيعة الأدلة التي قدمها المدعون العامون ضد جيرشكوفيتش ربما لن تكون معروفة للعامة على الإطلاق،ويواجه جيرشكوفيتش عقوبة بالسجن تصل إلى عشرين عامًا إذا أدين.

إدانة زائفة

قالت السفارة الأمريكية في موسكو في الشهر الماضي، إن القضية المرفوعة ضد جيرشكوفيتش “لا تتعلق بالأدلة أو المعايير الإجرائية أو سيادة القانون. بل تتعلق باستغلال الكرملين للمواطنين الأمريكيين لتحقيق أهدافه السياسية”. وفي الأمم المتحدة، قال لافروف: “إن استخدام الصحفيين لأغراض جمع المعلومات الاستخباراتية، على الأقل في العالم الأنجلوسكسوني، هو تقليد”.

وقبل بدء محاكمة جيرشكوفيتش في يكاترينبورج في 26 يونيو، وصفت رئيسة تحرير صحيفة وول ستريت جورنال إيما تاكر الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة، قائلة إنها “ستؤدي حتما إلى إدانة زائفة لرجل بريء”.

وقال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إنه سيستخدم علاقته الشخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإطلاق سراح جيرشكوفيتش بعد وقت قصير من الانتخابات الأمريكية، والتي يتوقع أن يتم انتخابه فيها رئيسا.

وأثار اعتقال جيرشكوفيتش، فضلاً عن اعتقال العديد من الأمريكيين الآخرين، شبح تجدد “دبلوماسية الرهائن”، عندما تقوم الدول باعتقال مواطنين أبرياء لاستخدامهم في عمليات التبادل أو لإرسال رسائل سياسية محددة. ويقوم عملاء جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بشكل روتيني بتفتيش هواتف الصحفيين الأجانب الذين يسافرون إلى روسيا.

ربما يعجبك أيضا