فايننشال تايمز: 4 أولويات إماراتية لفترة ما بعد الحرب في غزة

إسراء عبدالمطلب
السفيرة لانا زكي نسيبة مندوبة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة

قالت نسيبة إن دخول قوة دولية مؤقتة يجب أن يكون من خلال دعوة رسمية من السلطة الوطنية.


دعت مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية الإماراتية، لانا نسيبة، إلى تشكيل قوة دولية مؤقتة في غزة، مشيرة إلى أن دول المنطقة يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في تحقيق السلام.

وأفادت نسيبة بأن الإمارات قامت قبل أسبوعين بإجلاء مجموعة من الأطفال المصابين بجروح خطيرة ومرضى السرطان من غزة إلى أبوظبي، مشيرة إلى أن هذه هي المهمة الإنسانية الـ 18 التي نفذتها الإمارات لتخفيف الكارثة الإنسانية في غزة.

الإمارات تحذر في مجلس الأمن من مجاعة شاملة بغزة (فيديو)

39 ألف طن من المساعدات العاجلة

بحسب مقال نشرته لانا نسيبة في صحيفة “فايننشيال تايمز”، الأربعاء 17 يوليو 2024، فإن الإمارات قدمت 39,000 طن من المساعدات العاجلة، وأقامت تسع محطات لتحلية المياه، ومستشفى عائم لعلاج الجرحى، ومستشفى ميداني.

وأضافت أن الإمارات، مع شركائها، كانت في مقدمة الجهود الإنسانية في غزة، ومع مقتل حوالي 40,000 وجرح 90,000 شخص، بحسب المسؤولين الفلسطينيين، وأصبح من الواضح أن وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين أمر ضروري. وشددت على أن الإمارات دعت لذلك خلال فترة رئاستها الدورية لمجلس الأمن الدولي، ودعمت جهود الوساطة التي تقوم بها قطر ومصر والولايات المتحدة.

ما بعد الحرب

فيما يتعلق بالنهج الواجب اتباعه في مرحلة ما بعد الحرب في غزة، شددت نسيبة على أن الإمارات تؤكد على ضرورة عدم العودة إلى الوضع الراهن الذي كان قبل 7 أكتوبر. ويجب أن تهدف جهود “اليوم التالي” إلى تغيير مسار النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني نحو إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن بجانب إسرائيل، وأن تؤدي الجهود الجماعية للاستجابة لرعب الحرب والاحتلال إلى سلام عادل ودائم. لذلك، أكدت نسيبة على الحاجة لكسر دوامة العنف في غزة ووضع أسس لمستقبل مختلف لإسرائيل وفلسطين.

وأشارت إلى أن الخطوة الأولى لتحقيق ذلك هي نشر قوة دولية مؤقتة للاستجابة للأزمة الإنسانية، وفرض النظام والقانون، ووضع أسس الحكم، وتمهيد الطريق لتوحيد غزة مع الضفة الغربية تحت سلطة وطنية شرعية واحدة. وترى نسيبة أن قوة دولية مؤقتة تركز على هذه الأولويات الأربع ستكون جزءًا رئيسيًا في مساعدة الفلسطينيين على تحقيق طموحاتهم الوطنية بدولة فلسطينية عبر المفاوضات الهادفة.

قوة دولية مؤقتة

قالت نسيبة إن دخول قوة دولية مؤقتة يجب أن يكون من خلال دعوة رسمية من السلطة الوطنية، ويجب أن تصدر عن حكومة يقودها رئيس وزراء جديد يتمتع بالثقة والصلاحيات والاستقلال، وقادر على معالجة الإصلاحات الضرورية لتحسين الحكم لجميع الفلسطينيين، وتحمل مسؤولية إعادة إعمار غزة.

وأشارت إلى أن إسرائيل، كقوة محتلة، يجب أن تقوم بدورها لإنجاح هذا الجهد، فلا يمكن لغزة أن تعيش تحت الحصار، ولا يمكن إعادة إعمارها دون السماح للسلطة الوطنية الشرعية بتحمل مسؤولياتها. موضحة أن أي جهد لن ينجح في ظل تزايد بناء المستوطنات والعنف والتحريض عليه في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن هذه المهمة بحاجة لدعم كامل من جميع الأطراف المعنية بالسلام. وأضافت أن دول المنطقة يمكن ويجب أن تساهم بشكل كبير في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما يعود بالنفع على الجميع، وأن القيادة الأمريكية تظل ضرورية لتحقيق ذلك.

حل الدولتين

شددت نسيبة على أن الالتزام الأمريكي القوي والواضح بتحقيق حل الدولتين، وتشجيع الإصلاح الفلسطيني، والشراكة الإسرائيلية، ودعم المهمة الدولية، هي عوامل مهمة للنجاح. وأشارت إلى أنه في مرحلة ما بعد النزاع، يجب أن تكون هناك رقابة ورصد لشروط وقف إطلاق النار.

وفي الختام، أكدت نسيبة أن وجود قوة دولية مؤقتة لا يعني بأي حال من الأحوال أنها بديل عن منظمات ووكالات الأمم المتحدة العاملة على الأرض، بل على العكس، يجب أن تعمل بالشراكة مع نظام الأمم المتحدة، وتوسع مواردها وصلاحيات عملها. وأوضحت أن المهمة لن تكون سهلة، لكن معظم الفلسطينيين والإسرائيليين يتطلعون إلى السلام، ويمكن أن تكون هذه القوة الطريق لتحقيق تطلعاتهم.

ربما يعجبك أيضا