كيف استعاد ترامب السيطرة الكاملة على الحزب الجمهوري؟

بسام عباس
دونالد ترامب وجي دي فانس في الليلة الأولى للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.

أدى أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن الكارثي في ​​أول مناظرة مع دونالد ترامب إلى زيادة الثقة لدى الجمهوريين بشأن احتمالات عودة مرشحهم إلى البيت الأبيض، فيما جعلته محاولة الاغتيال في نظر الكثيرين لا يمكن المساس به.

وفي المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري هذا الأسبوع، رفعه زملاؤه الجمهوريون، وحتى منتقدوه، إلى مرتبة البطل، وضاعف ترامب من شعبيته، من خلال اختيار السيناتور جيمس ديفيد فانس من ولاية أوهايو نائبًا له.

انزلاق الترامبية

أوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس 18 يوليو 2024، أن كل هذا يجعل من السهل أن يستعيد ترامب، سيطرته الكاملة على الحزب التي فقدها بعد انتهاء فترة رئاسته، بعد خسارته عام 2020 أمام الرئيس جو بايدن، ورفضه قبول نتائج الانتخابات، ولومه على أعمال الشغب في الكابيتول.

وأضافت أن هذه الأحداث أدت إلى انزلاق الترامبية إلى حالة من الفوضى، وانخفاض معدلات قبوله بشكل حاد، وتحدث القادة الجمهوريون وكبار المانحين عن طي صفحة ترامب، وبدأ حاكم ولاية فلوريدا البارع وعشرات الجمهوريين الآخرين بالتخطيط للترشح للرئاسة.

وأعلن ترامب عن ترشحه للرئاسة للمرة الثالثة على التوالي في نوفمبر 2022، بعد 7 أيام من فشل الانتخابات النصفية، وبعد 4 أشهر، أصبح أول رئيس سابق في التاريخ يواجه لائحة اتهام جنائية، لكنه أعلن مرارًا وتكرارًا أنه ضحية، فحشد قاعدته، وضغط على المؤيدين للحصول على المال، وشكَّل فريق حملة متميز.

تزوير الانتخابات

قالت الصحيفة، إن إدانة ترامب الجنائية في مايو في قضية الأموال الطائلة في مانهاتن جعلت منه مجرمًا، لكنها عززت جمع التبرعات أيضًا، وتقدم ترامب على الرئيس بايدن في معظم استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة لعدة أشهر، وأدى الاضطراب الحالي بشأن اللياقة العقلية والبدنية لبايدن إلى تثبيت وازدياد التأييد لترامب.

وبعد أن غادر ترامب البيت الأبيض، أوائل عام 2021، واصل الحديث عما قال إنها انتخابات مزورة، متجاهلًا الواقع ونصيحة بعض المحيطين به بالمضي قدمًا، أو على الأقل عدم الحديث عن الأمر كثيرًا، وكثف خطابه حول أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير 2021، وأصر على أنه لم يحرض عليها، ووصف المئات من أنصاره المعتقلين بأنهم سجناء سياسيون.

وبمرور الوقت، قام المرشحون والمشرعون الجمهوريون، بترديد حديث ترامب، وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” في ديسمبر 2021، قال 57% من الجمهوريين إنهم متفقون على أن “الانتخابات سُرقت من دونالد ترامب من خلال تزوير الانتخابات على نطاق واسع”.

تأييد جمهوري

ذكرت الصحفية أن بايدن واجه انتقادات شديدة بسبب تعامله مع الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان، ما كان بمثابة بداية التراجع في معدلات موافقة الرئيس، ومع ذلك، ففي الانتخابات النصفية، فشل الجمهوريون في تحقيق “الموجة الحمراء” التي توقعوها، وخسر العديد من المرشحين البارزين الذين أيدهم ترامب.

وفي استطلاع للرأي أجرته الصحيفة في ديسمبر من ذلك العام، قال 36% فقط من الناخبين المسجلين إنهم ينظرون إلى ترامب بشكل إيجابي، ومن بين الجمهوريين، كان لدى 74% وجهة نظر إيجابية، مقارنة بـ 85% قبل 9 أشهر، وناشد بعض الحلفاء ترامب تأجيل إعلان ترشحه مرة أخرى، لكنه أعلن عن ترشحه الثالث للبيت الأبيض.

الهدف هو الفوز

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هدف ترامب من المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا في يناير من هذا العام، هو الفوز بنصف الأصوات على الأقل، ولم يحصل أحد على الإطلاق على أكثر من 41% من أصوات الحزب الجمهوري، وحصل ترامب على 24% فقط من الأصوات عام 2016، وفي عام 2024، حصل ترامب على 51% من الأصوات، وهي أكبر نسبة في تاريخ المنافسة الجمهورية.

وذكرت أن دي سانتيس، الذي احتل المركز الثاني بنسبة 21%، انسحب وأيد ترامب على الفور، وبعد 6 أسابيع انسحبت أيضًا حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هالي، وبحلول 12 مارس، كان ترامب قد فاز بعدد كاف من المندوبين ليصبح المرشح المفترض للحزب الجمهوري، وانتقل المزيد من المانحين من الحزب الجمهوري إلى معسكره.

وأوضحت أن إدانة ترامب في أواخر مايو في قضية الأموال السرية في نيويورك أعطته دفعة أخرى لجمع التبرعات، ففي الربع الثاني من يونيو، جمع ترامب واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري 331 مليون دولار، وهو ما يتجاوز 264 مليون دولار حصلت عليها عملية جمع التبرعات المشتركة لبايدن مع اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي.

ربما يعجبك أيضا