بوليتيكو: وعود الناتو الكاذبة تشجع الآمال الأوكرانية الخاطئة

مجلة أمريكية: عضوية أوكرانيا في الناتو هرولة خلف سراب وآمال زائفة

بسام عباس
قمة الناتو لدعم أوكرانيا في واشنطن

تستمر سياسة حلف شمال الأطلسي (الناتو) غير المسؤولة في التعامل مع أوكرانيا، ما يوفر آمالًا كاذبة ويجعل السلام أقل احتمالًا، ويجعل الحرب أكثر شراسة وخطورة.

وخلال قمتهم الأخيرة في واشنطن احتفالًا بالذكرى الـ75 لتأسيس الحلف، أعلن عن جولة جديدة من الآمال الكاذبة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وهو أمر أسوأ من عدم فعل أي شيء.

جسر غامض

قالت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، في مقال نشرته الخميس 18 يوليو 2024، إن الادعاء بأن حلف الناتو قادر حاليًا على تحقيق النصر لأوكرانيا، سواء من خلال الالتزام العسكري أو الدعم المكثف، يشجع كييف على تأجيل التعامل مع الظروف المروعة التي تعيشها، بل وتهدد بتعريض دول الناتو لمزيد من المخاطر.

وأضافت أنه بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا العام الماضي، أدرك الجميع بأن جيش زيلينسكي لا يستطيع استعادة الأقاليم الناطقة باللغة الروسية، ورغم تدفق المساعدات الغربية الضخمة، لم تستطع كييف ترجمتها على الجبهات، وهي تكافح الآن للاحتفاظ بما لديها، ما سيفرض عليها أن تبدأ في استكشاف طريق المفاوضات مع موسكو لإنهاء الصراع.

ولكن بدلًا من ذلك، تواصل واشنطن والعواصم الأوروبية، جهودها، وتستمر في الادعاء بأن أوكرانيا سوف تنضم يومًا ما إلى حلف الناتو، في الواقع، بعد الترويج لـ”جسر” غامض يمنح أوكرانيا العضوية النهائية قبل القمة، ادعى زعماء الناتو خلال الاجتماع أن أوكرانيا تسير على “طريق لا رجعة فيه” نحو الانضمام.

كلام فارغ

أوضحت المجلة أنه من الحماقة السماح لأوكرانيا الانضمام إلى حلف الناتو الآن أو في أي وقت آخر، وأن أي سيناريو محتمل لهذا الانضمام سيحدث معضلة غير قابلة للحل، فلا يمكن قبول أوكرانيا وهي في حالة حرب ضد روسيا. والأهم والأخطر من ذلك أن هذه الخطوة ستدفع الناتو وروسيا على الفور إلى مواجهة نووية.

وأضافت أن أي التزام بالدفاع عن أوكرانيا في المستقبل لن يكون رادعًا موثوقًا به، فقد أعلنت الولايات المتحدة بوضوح أنها لن تقاتل وتخاطر بحرب نووية نيابة عن أوكرانيا، حتى عندما يكون بقاء الأخيرة على المحك، لأن واشنطن ليس لديها مصلحة حيوية في القيام بذلك، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في عام 2016.

وأفادت بأن وعود الغرب لأوكرانيا مجرد كلام فارغ، وأن عضويتها في حلف الناتو أصبحت خارج الحسبان في المدى المنظور، واقتراح ماكرون بإرسال جنود الحلف إلى أوكرانيا غير جاد إلى حد ما، والاتفاق العسكري والأمني بين كييف وواشنطن رمزي في الأساس، والوعود الكاذبة يمكن أن تحدث خطرًا حقيقيًا.

الدمار في أوكرانيا

الدمار في أوكرانيا

آمال زائفة

قالت المجلة إن المحللين الذين يدعمون أوكرانيا يرون أن الغرب لا ينبغي له أن يستسلم “للابتزاز النووي” لأن التصعيد إلى حرب نووية غير مرجح، مع أن المصطلح الدقيق للابتزاز النووي هو “الردع النووي”، ولا يتطلب ضمان وقوع الكارثة، بل الخوف فقط من وقوعها، ويبدو أن هؤلاء يعتقدون أن قدرة الغرب على ردع روسيا تخفف عنهم عبء الردع الذي قد يفرضه عليهم الروس.

وأوضحت أن هذا المنطق مختل في كل الأحوال والظروف، وبشكل خاص في حالة أوكرانيا، حيث يميل ميزان القوى بين الولايات المتحدة وروسيا بشكل صارخ لصالح الأخيرة، وقد يكون خطر الحرب النووية منخفضًا الآن، ولكن عواقب حدوثها المروعة تلزمنا بالعمل الجاد لكبحها عند هذا المستوى.

وأضافت أنه لو عقدت قمة أخرى جديدة لحلف الناتو وتحلى بالحد الأدنى من الواقعية، لاعترف بأن أوكرانيا لا تستطيع الفوز بالمعنى الكبير الذي حددته للنصر، وأن الحلف لن يدافع عنها، وأن من الأفضل بناء جسر لتسير أوكرانيا عليه نحو آفاق أفضل لتحقيق سلام معقول، لا الهرولة خلف سراب عضوية الحلف والآمال الزائفة.

ربما يعجبك أيضا