إذا اتخذ بايدن الخيار الصحيح.. فوز ترامب ليس حتميًّا

من السهل فهم لماذا يعتقد البعض في صفوف الجمهوريين أن دونالد ترامب هو “المختار من الله”، خاصةً بعد محاولة الاغتيال.

الجمهوريون هللوا عندما زعم ترامب مرارًا أنه يحظى بدعم إلهي، بالنسبة للمؤمنين الذين تجمعوا في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي ليلة الخميس، لم يكن ذلك مبالغة، وفق مقال “الجارديان” 19 يوليو 2024.

الزعيم المضحي

كانت محاولة اغتياله في تجمع بولاية بنسلفانيا الأسبوع الماضي هي التي دفعت ترامب للحديث عن “لحظة من العناية الإلهية”.

نجاة ترامب من الإصابة ورفع قبضته في تحدٍ دموي دفع أكثر مؤيديه حماسةً لتصويره كشهيد حي لقضيتهم.

الحزب الجمهوري تحول بالفعل إلى طائفة تدعم شخص منزه، ولكن رؤية المندوبين يرتدون ضمادات على آذانهم اليمنى كعلامة على الحب والتضامن مع زعيمهم تعزز الطابع الدراماتيكي لهذه الطائفة.

مسيرة الحظ الجيد

حتى أكثر الجمهوريين غير المتدينين ربما وجدوا أنفسهم يتساءلون عما إذا كان ترامب يحظى بدعم من السماء، لمدة 3 أسابيع متتالية، كانت الأمور تسير لصالحه.

وبدأت مسيرة الحظ الجيد هذه بمناظرته التلفزيونية مع جو بايدن في نهاية يونيو، وهي مناظرة أثارت ذعر الديمقراطيين وأظهرت بايدن بشكل غير جيد، وفق المقال.

وحققت المحاكم أيضًا انتصارات لترامب، سواء من خلال المحكمة العليا التي منحت الرؤساء حصانة شبه كاملة لأفعالهم الرسمية، أو من خلال قاضٍ معين من قبل ترامب الذي ألغى أقوى القضايا القانونية ضده.

الصراع الداخلي للديمقراطيين

أدى ذلك إلى 3 أسابيع طويلة من الصراع الداخلي بين الديمقراطيين، حيث حاولوا التوفيق بين احترامهم لبايدن وقلقهم من أنه سيفقد البيت الأبيض وبينما كانوا منشغلين ومشتتين، كان الجمهوريون موحدين ومركزين، مما أتاح لترامب الاستفادة من الوضع.

وتصاعدت الدعوات داخل الحزب الديمقراطي لسحب بايدن من السباق الرئاسي بعد أدائه الضعيف في المناظرة، القيادات الديمقراطية والمانحون الكبار وحتى نانسي بيلوسي أوضحوا لبايدن أنه لا يمكنه الفوز، وأنه يجب أن يتنحى بحلول يوم الاثنين.

السيناريوهات المستقبلية

إذا تنحى بايدن، سيواجه ترامب تحديات جديدة، الإعلام سيتحول إلى المرشح الديمقراطي الجديد، وترامب سيصبح الأكبر سنًا في السباق، ولن يكون لديه رسالة “التغيير” القوية لنفسه.

وبينما يتجه الديمقراطيون نحو نهاية أسبوع حاسمة، عليهم أن يدركوا أن لديهم القليل ليخسروه من التغيير، قد تظهر الانتخابات المقبلة الطاقة والحيوية داخل الحزب الديمقراطي، ما يعزز فرصهم في مواجهة ترامب.