كيف أدى تحديث برنامج «أمني» لخسارة مليارات الدولارات؟ 

شهدت أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم حالة من الشلل التام، بعد أن تسبب تحديث جديد لبرنامج الحماية الذي أصدرته شركة “كراود سترايك” للأمن السيبراني في إيقاف تشغيل هذه الأجهزة بشكل مفاجئ ومتزامن.

وتسبب العطل في سلسلة من المشاكل في الاقتصاد الشبكي، حيث أن تعطل جزء واحد من السلسلة يؤدي إلى تأثير الدومينو الذي يعطل بدوره أجزاء متعددة، بعض الأجهزة المتأثرة نادرًا ما تتم صيانتها أو تقع في مناطق نائية، مما يزيد من تعقيد عملية استعادتها.

الأجهزة النائية

أوضح أندرو بيك، خبير الأمن السيبراني في جامعة لوبورو بالمملكة المتحدة، أن التعافي من هذه الأزمة يتطلب جهودًا ضخمة، وأشار إلى أن أجهزة مثل الاستشعار ومراقبة الطقس الموجودة في صناديق إشارة السكك الحديدية قد تتطلب فحص مئات الآلاف من الأجهزة لإصلاحها.

وأضاف أن تكلفة التعافي قد تصل إلى “آلاف الساعات وملايين وربما مليارات الدولارات”، حسب ما نقل تقرير لـ”سي إن إن” الأمريكية، الجمعة 19 يوليو 2024. 

وواجه العالم موجة من الانقطاعات في خدمات المرتبطة بالإنترنت ما أدى لحدوث تأخيرات ومشاكل في مطارات أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا، وطال الخلل بطبيعة الحال، القطارات وشركات السفر ووسائل الإعلام وعدة بورصات وشبكة السكك الحديدية في العديد من الدول، بعد أن تسببت الانقطاعات الجماعية في جميع أنحاء العالم في إغلاق أنظمة تكنولوجيا المعلومات.

اعتذار الشركة

قدم الرئيس التنفيذي لشركة “كراود سترايك”، جورج كورتز، اعتذاره للعملاء المتضررين. ونشر كورتز على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “نحن ندرك خطورة الوضع ونأسف بشدة على الإزعاج والتعطيل”.

وأكد كورتز أن الانقطاع لم يكن نتيجة خرق أمني أو هجوم إلكتروني، موضحًا أن العملاء كانوا “محميين بالكامل”، وأضاف: “نحن نعمل مع جميع العملاء المتأثرين لضمان استعادة الأنظمة وقدرتهم على تقديم الخدمات التي يعتمد عليها عملاؤهم“.

كانت شركة “كراود سترايك” قد أبلغت العملاءأن الانقطاعات ناجمة عن “خلل تم العثور عليه في تحديث محتوى لبرنامجها على أنظمة تشغيل Microsoft Windows، وحسب “سي إن إن”، فإن برنامج الأمن السيبراني الخاص بالشركة تستخدمه العديد من شركات والبنوك والمطارات وخدمات الرعاية الصحية والطاقة، بهدف منع تهديدات القرصنة والهجمات السيبرانية.

الجهود المستقبلية

من جهتها، تعمل شركة كراود سترايك الآن على معالجة الأزمة وضمان عدم تكرارها في المستقبل.

هذه الحادثة تسلط الضوء على أهمية التأكد من التحديثات الأمنية قبل إطلاقها، وكيف يمكن أن تؤثر المشاكل التقنية على الاقتصاد العالمي بشكل كبير.