شراكة واعدة.. الإمارات والصين تحتفيان بـ40 عامًا من العلاقات الدبلوماسية

أسماء حمدي
علما الإمارات والصين

تحتفي الإمارات والصين، اليوم السبت 20 يوليو 2024، بمرور 40 عامًا على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

يأتي ذلك وسط تفاؤل بتطور العلاقات ونموها في ظل دعم قيادتي البلدين، وبما يلبي مصالحهما المشتركة وتطلعات شعبيهما.

تاريخ العلاقات

يعود تدشين العلاقات الدبلوماسية بين أبوظبي وبكين إلى العام 1984 حيث شهد شهر إبريل من العام الموالي افتتاح سفارة الصين في أبوظبي فيما افتتحت الصين قنصليتها في دبي في نوفمبر من العام 1988، وفي المقابل جرى افتتاح السفارة الإماراتية في بكين في مارس من العام 1987، فيما افتتحت قنصلية الدولة في هونج كونج في إبريل من العام 2000، وقنصلية الدولة في شنجهاي في يوليو 2009، وأخرى في جوانجو يونيو 2016.

ويكشف عن حجم الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين والتي تبلغ أكثر من 148 اتفاقية ومذكرة في شتى المجالات، مدى وعمق العلاقة والشراكة بين البلدين.

لقاءات رفيعة

شهدت العقود الأربعة الماضية، لقاءات تاريخية جمعت قادة البلدين الصديقين، حيث زار الرئيس الصيني الراحل يانج شانغكون الإمارات في ديسمبر من العام 1989 حيث عقد لقاءً مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فيما زار القائد المؤسس، في مايو 1990 الصين، على رأس وفد رسمي كبير لتكون تلك الزيارة الأولى لرئيس دولة خليجية إلى الصين.

وفي يوليو من العام 2018، زار رئيس الصين شي جين بينج الإمارات وتم خلالها الإعلان عن إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وفقا لوكالة أنباء الإمارات (وام).

نقلة نوعية

شكلت زيارة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الصين في يوليو من العام 2019 نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، وهو ما انعكس على العلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث ارتفع حجم التجارة غير النفطية بين البلدين بنسبة 4% لتصل إلى 80.5 مليار دولار أمريكي في العام 2023 مقارنة بـ77.3 مليار دولار في العام 2022، لتواصل الصين كونها الشريك الأول لدولة الإمارات في تجارتها غير النفطية مستحوذة على 12 في المائة من تجارة الدولة غير النفطية.

وبلغ إجمالي التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الصين نحو 11.9 مليار دولار أمريكي بين عامي 2003 و2023 تركزت في قطاعات الاتصالات، والطاقة المتجددة، والنقل والتخزين، والفنادق والسياحة، والمطاط، في حين بلغت التدفقات الاستثمارية الصينية إلى الإمارات 7.7 مليار دولار في الفترة ذاتها، فيما شكلت الواردات الإماراتية من الصين ما نسبته 18 في المائة من إجمالي واردات الدولة لتتربع في صدارة الدول الموردة للإمارات.

شراكة واعدة

يُنظر لعلاقة الشراكة الإماراتية الصينية بأنها علاقة واعدة وقابلة لمزيد من التطور والتكامل، وهوما تحرص على إبرازه اللجنة الاقتصادية والتجارية والفنية المشتركة بين البلدين والتي أوصت في اجتماعها الأخير في فبراير الماضي في أبوظبي، بأهمية إقامة معارض وفعاليات سياحية مشتركة من شأنها دعم الاستفادة من إمكانات ومقومات التنوع السياحي فيهما لجذب المزيد من الوفود السياحية.

ويعد قطاع السياحة من أهم القطاعات الرئيسية في العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين، حيث ارتفع عدد السياح الصينيين إلى أكثر من مليون زائر في العام الماضي 2023 فيما بلغ عدد رحلات الطيران بين البلدين شهريا أكثر من 210 رحلات عبر شركات الطيران الوطنية الإماراتية.

الثقافة والتعليم

يعد قطاع الثقافة أحد أبرز القطاعات المشتركة نموا، إذ ينظر كلا البلدين للثقافة كقوة ناعمة تؤدي دورا مهما في مد جسور التعاون والتقارب بين الدول والشعوب حول العالم، وهو ما يعبر عنه حجم تبادل الزيارات الطلابية، ووفود المسؤولين الثقافيين، والإعلاميين، والباحثين بينهما فضلا عن توقيع العديد من الاتفاقيات الثقافية بين البلدين.

وساهم مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، الذي تأسس عام 1990، بجامعة الدراسات الإسلامية في بكين، في نشر الثقافة العربية في الصين، كما ساهمت الأسابيع الثقافية والمهرجانات الموسيقية والفعاليات التي يتم تنظيمها بين البلدين ومعارض الكتب، في تعزيز العلاقات الثقافية بينهما والدفع بها إلى الأمام عاماً بعد عام.

وشهد العام 2019 إطلاق مشروع “تدريس اللغة الصينية في مائتي مدرسة”، في دولة الإمارات، الذي استقطب حتى اليوم أكثر من 71 ألف طالب وطالبة في 171 مدرسة بمختلف إمارات الدولة، ما يجسد الاهتمام الكبير من قبل الطلاب الإماراتيين بتعلم اللغة الصينية كجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين البلدين.

ربما يعجبك أيضا