بدعم روسيا والعراق.. ما أسباب التقارب التركي السوري؟

إسراء عبدالمطلب

قال مدير مركز استراتيجيكس، حازم الضمور، في تصريحات لـ"شبكة رؤية الإخبارية"، إنه يوجد دوافع متعددة للتقارب التركي السوري أهمها رغبة روسيا في تغيير الوضع الميداني في الشمال السوري.


تشهد العلاقات التركية السورية جولة جديدة من بوادر الحوار بين الدولتين، ما قد يُنهي القطيعة التي بدأت بينهما منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011.

ويوجد إشارات من الطرفين على استعدادهما لاستئناف العلاقات السياسية والاقتصادية، وذلك بدعم من وسطاء مثل روسيا والعراق الذين يسعون لتقريب وجهات النظر بين الدولتين. كما أن هناك مبادرة من الرئيس التركي لترتيب لقاء يجمعه مع الرئيس السوري بشار الأسد.

التقارب التركى-السورى المحتمل.. حسابات أردوغان الجديدة - مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

التقارب التركي السوري

حسب قناة العربية، كان الأسد قال في تصريحات صحفية أثناء الإدلاء بصوته في انتخابات مجلس الشعب، الاثنين 15 يوليو 2024: “إذا كان اللقاء أو العناق أو العتاب أو تبويس (تقبيل) اللحى يحقق مصلحة البلد سأقوم به. المشكلة تكمن في مضمون اللقاء. لم نسمع ما هو الهدف من اللقاء؟ طرح المشكلة؟ تحسين العلاقات؟”.

من جانبه، قال مدير مركز استراتيجيكس، حازم الضمور، في تصريحات لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، إنه يوجد دوافع متعددة للتقارب التركي السوري أهمها رغبة روسيا في تغيير الوضع الميداني في الشمال السوري، خاصة في ظل انشغالها بالحرب في أوكرانيا، وسعيها لتعزيز دورها الدبلوماسي في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى رغبة سوريا في متابعة عملية الانفتاح الإقليمي بعد استعادة مقعدها في جامعة الدول العربية في 7 مايو 2023.

أسباب التقارب

أضاف الضمور أن التقارب بين الدولتين أكثر إلحاحاً بالنسبة لتركيا. لأنه يتجاوز القضايا السياسية الخارجية ليشمل تداعيات محلية تشمل الأبعاد الأمنية والسياسية والاقتصادية. إذ تشهد تركيا أزمة اقتصادية حادة، بعدما هبطت الليرة التركية إلى مستوى تاريخي منخفض وارتفعت معدلات التضخم السنوي مما يفاقم أزمة تكاليف المعيشة وارتفاع أسعار السلع وزيادة معدلات الفقر.

وأشار الضمور إلى أن الأزمات الاقتصادية أدت إلى توترات داخلية متزايدة، خاصة تجاه اللاجئين السوريين في تركيا، الذين يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين. وتشهد تركيا استقطاباً غير مسبوق حول قضايا اللاجئين، وهيمن الخطاب المناهض للجوء على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو 2023، إذ جعل الحزبان الرئيسيان (العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري) من إعادة اللاجئين هدفاً محورياً في حملتيهما.

مخاوف جديدة

أضاف الضمور أنه مع تصاعد قضية اللاجئين، تزايدت المخاوف من حدوث أعمال عنف مجتمعية ضدهم. ففي أغسطس 2023، تعرضت بعض منازل ومصالح السوريين في أنقرة لأعمال عنف، وفي مطلع يوليو 2024، شهدت ولاية قيصري أعمال عنف ضد اللاجئين السوريين وممتلكاتهم. كما قامت مجموعة تركية على تطبيق “تلجرام” في يوليو الماضي بتسريب بيانات أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ ومقيم سوري، وتؤثر هذه الأوضاع أيضاً على القطاع السياحي التركي.

ولفت إلى إن أعمال العنف المحلية ضد السوريين تؤثر أيضاً على قدرة القوات التركية على الحفاظ على النظام في المناطق التي تتواجد فيها شمال سوريا. ففي مطلع يوليو، شهدت مناطق ريف حلب وإدلب اشتباكات بين القوات التركية ومتظاهرين سوريين احتجاجاً على ممارسات الأتراك ضد اللاجئين.

ربما يعجبك أيضا