أمريكا تلوح بالخيار النووي.. هل تدفع الصين لتغيير مسارها؟

هل يشعل السلاح النووي سباق التسلح في آسيا؟

شروق صبري
الأسلحة النووية

لتقييد طموحات الصين، هل تشارك واشنطن الأسلحة النووية مع اليابان وكوريا الجنوبية؟


منذ التسعينيات، رفضت الصين دعوات أمريكا للمشاركة في مفاوضات الحد من الأسلحة النووية، وسعت بكين لتحديث ترسانتها، والتي من المتوقع أن تتضاعف لتصل إلى 500 رأس نووي بحلول عام 2030.

هذه التطورات في الصين، وكوريا الشمالية، أدت إلى تأثيرات كبيرة في المنطقة، ورغم الضمانات الأمنية الأمريكية يطالب أغلب الكوريين الجنوبيين بأن تمتلك بلادهم أسلحة نووية، ويبدو أن النفور الياباني من السلاح النووي يتآكل أيضًا. فهل تتجه آسيا الآن نحو سباق تسلح مزعزع للاستقرار في السنوات المقبلة؟

الحاجة لدبلوماسية قوية

إذا تحركت واشنطن بسرعة، يمكنها وقف هذه التطورات المقلقة. ففي فبراير 2024، دعت بكين الدول النووية للتفاوض على معاهدة “عدم الاستخدام الأول” وهي تعهد أو سياسة من قبل قوة نووية بعدم استخدام الأسلحة النووية كوسيلة للحرب إلا إذا هاجمها الخصم أولاً باستخدام الأسلحة النووية، مع العلم أن الولايات المتحدة، التي تمتلك أكثر من عشرة أضعاف عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها الصين، تحتفظ بخيار الاستخدام الأول.

بعد العديد من المحاولات الفاشلة، ينبغي على الولايات المتحدة الترحيب بمبادرة الصين للتحدث، وإذا كانت بكين مستعدة للتفاوض بصدق، يجب على واشنطن الرد بالمثل والدفع نحو اتفاق أوسع للحد من الأسلحة. حسب ما نشرت مجلة فورين أفيرز اليوم الاثنين 22 يوليو 2024.

لماذا يرتفع الإنفاق العالمي على الأسلحة النووية؟

لماذا يرتفع الإنفاق العالمي على الأسلحة النووية؟

نهج التصعيد للتهدئة

يجب على واشنطن استخدام دبلوماسية قوية، حتى لو كانت قسرية، لتوضيح أن بكين تواجه خيارًا حاسمًا، المشاركة بشكل جاد في المفاوضات أو مواجهة بناء نووي ضخم مدعوم من الولايات المتحدة في جوارها.

وإذا رفضت الصين، يمكن لواشنطن بدء محادثات مع سيول وطوكيو حول ترتيبات مشاركة الأسلحة النووية، بالإضافة إلى تسريع تحديث وتوسيع ترسانتها النووية، وتوجيه الاستثمارات إلى قاعدة الدفاع الصناعي للأسلحة النووية.

استخدام الدروس من الماضي

قد يعترض بعض المراقبين على هذا النهج القوي، معتبرين أنه سيساهم في انتشار الأسلحة النووية. لكن هناك سوابق لاستخدام واشنطن لأساليب قسرية لجلب الدول إلى طاولة المفاوضات.

في عام 1983، نشرت واشنطن صواريخ بيرشينج 2 النووية في ألمانيا الغربية وصواريخ كروز البرية في بلجيكا وإيطاليا وهولندا. بدلاً من إثارة التصعيد، دفع هذا التحرك العدواني موسكو إلى الدخول في مفاوضات دبلوماسية أدت إلى معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى في عام 1987، والتي أزالت جميع الصواريخ المتوسطة المدى من أوروبا.

 كوريا الجنوبية واليابان

يتطلب النهج القسري تجاه الصين دعم كوريا الجنوبية واليابان، حيث الشعب الكوري الجنوبي على وجه الخصوص يرغب في التحرك إلى ما بعد ضمانات الردع النووي الأمريكية. وفي اليابان، كانت فكرة تطوير الأسلحة النووية غير واردة في الماضي، لكن تغيرت المواقف بمرور الوقت، وخاصة بعد حرب روسيا لأوكرانيا في عام 2022.

وقد أعرب بعض المسؤولين اليابانيين عن شكوكهم حول كفاية المظلة النووية الأمريكية، ما يشير إلى احتمال أن تتبنى اليابان وجهات نظر نووية مشابهة لتلك الخاصة بالقادة الكوريين الجنوبيين.

التصعيد لتحقيق التهدئة

تظهر تاريخيًا قيمة السياسات القسرية في دفع الدول للموافقة على المفاوضات. يجب على واشنطن توضيح أنها ستتخلى عن التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية إذا استمرت بكين في تطوير ترسانتها، مع اعتماد موقف من القوة النووية المعززة بشكل كبير.

يمكن أن تكون رؤية مستقبل نووي كارثي عاملًا محفزًا للقادة الصينيين للدخول في مفاوضات جادة. وإذا استمرت بكين في توسيع ترسانتها، سيكون الخيار الوحيد أمام واشنطن هو التخلي عن التزاماتها، مع إمكانية الحفاظ على معاهدة عدم الانتشار فقط من خلال تبني موقف قوة نووية معززة بشكل كبير.

ربما يعجبك أيضا