مؤرخ فرنسي: ماكرون من إمبراطور لـ«بطة عرجاء» قبيل أولمبياد باريس

عبدالمقصود علي
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعلق الآمال على أن تعزز دورة الألعاب الأولمبية في باريس تاريخه وإرثه السياسي، لكن الرهان الفاشل على إجراء انتخابات تشريعية مبكرة أصابه بالشلل السياسي، وألقى بظلاله على مكانته الدولية.

وبينما يستعد ماكرون لاستقبال أكثر من 100 رئيس دولة وعشرات الآلاف من المتفرجين في حفل الافتتاح يوم الجمعة 26 يوليو 2024 على طول نهر السين، فقد أصابه الوهن السياسي، وأصبح رئيسا لا يتمتع بشعبية على رأس حكومة تصريف أعمال في وقت تستضيف بلاده أكبر حدث رياضي في العالم وسط مخاوف أمنية كبيرة.

بطة عرجاء

قال المؤرخ الفرنسي باتريك ويل “توقع ماكرون أن يستقبل دورة الألعاب الأولمبية كإمبراطور… لكنه الآن بطة عرجاء”، وفق وكالة أنباء رويترز

ودافع ماكرون، وهو يتفقد القرية الأولمبية أمس الاثنين، عن قراره بحل البرلمان، ونفى أن يلقي عدم الاستقرار السياسي الذي تلا ذلك بظلاله على دورة الألعاب الأولمبية، حيث قال “أنا من اتخذ القرار”، في إشارة إلى عزمه الأكيد على الدعوة لإجراء انتخابات قبل الألعاب.

وأضاف “ليس هناك أي إحساس بالمرارة. على العكس من ذلك، قمنا بالأشياء التي كان يتعين علينا القيام بها، الآن يمكننا التركيز بشكل كامل على الألعاب”.

العرض سيستمر

ودعا ماكرون إلى الانتخابات التشريعية بعد الهزيمة الساحقة التي مني بها أمام حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في انتخابات الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، وقال إنه يريد أن تزيل الانتخابات الغموض السياسي.

وبدلا من ذلك، شكل الناخبون الفرنسيون برلمانا متأرجحا ولم تتمكن أي كتلة حتى الآن من تشكيل حكومة، مما أبقى على حكومة ماكرون السابقة لتصريف الأعمال.

وفي خطابه للأمة عشية رأس السنة الجديدة في ديسمبر الماضي، تحدث ماكرون بفخر وتفاؤل بشأن العام المقبل.

وقال “يحدث هذا الأمر مرة واحدة فقط في كل قرن؛ استضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية… 2024 سيكون عاما للحسم وللخيارات والتجديد”.

تبخرت الآمال

ولكن بعد أكثر من ستة أشهر، تبخرت آمال ماكرون في تجديد تفويضه، في حين تسببت الأزمة السياسية التي أثارتها الانتخابات المبكرة أيضا في إقبال أقل من المتوقع من السائحين على حضور دورة الألعاب الأولمبية.

وذكرت رويترز في وقت سابق من هذا الشهر أن حجوزات الطيران والفنادق إلى باريس خلال دورة الألعاب الأولمبية جاءت أقل من المتوقع، وعزا الخبراء ذلك إلى ارتفاع تكاليف السفر والإقامة والمخاوف الأمنية والاضطراب السياسي.

كما ساهمت التطورات المتلاحقة والمستمرة للانتخابات الأمريكية في إبعاد الأنظار عن الحدث المهم لماكرون.

ربما يعجبك أيضا