صور| الكلاب الضالة.. مشكلة تؤرق الحكومة التركية وسكان إسطنبول

عندما أخرج من شقتي وسط إسطنبول التركية، تحيط بي الكلاب، أحدها يرقد نائمًا في الشارع، وآخر بعيون حزينة يبحث دائماً عن الطعام أو التعاطف أو كليهما معا.

بهذه الكلمات سلط الكاتب “كايا جينك”، في مقال بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الثلاثاء 23 يوليو 2024، الضوء على مشكلة الكلاب الضالة التي تملأ ساحات المدينة، وتنتظر خارج محلات الجزارة والمقاهي، وبينما يبدو بعضها يعاني من زيادة الوزن بشكل كبير؛ هناك البعض الآخر يفتقرون للطعام.

ملاجئ

يقول الكاتب إن العيش في تركيا منذ عقود، بل وقرون، يعني التعامل مع الكلاب الضالة، فهناك نحو 4 ملايين كلب ضال، وفقًا لبعض التقديرات، ولكن من الصعب معرفة العدد على وجه اليقين.

وأضاف “لكن هذا الوضع ربما لن يدوم طويلا، فقبل أكثر من أسبوع، قدم حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان مشروع قانون إلى البرلمان يلزم البلديات بالقبض على الحيوانات الضالة ووضعها في ملاجئ.

ويمنح مشروع القانون البلديات مهلة حتى عام 2028 لتجديد الملاجئ القائمة وبناء أخرى جديدة، فيما سيتم إعدام الكلاب العدوانية والمسعورة والمريضة بالقتل الرحيم.

أكثر خطورة

يشير مؤيدو ما أصبح يُعرف باسم “مشروع قانون القتل الرحيم” الذي اقترحه أردوغان مايو الماضي إلى حوادث السيارات والإصابات التي تسببها الكلاب.

ويقولون إن الشوارع ليست مسكن مناسب للكلاب، ووجودها يجعل المدن أكثر خطورة على البشر والحيوانات على حد سواء، فيما يجادل منتقدو الخطة، لصالح التعقيم بدلاً من القتل الرحيم.

ووفقا للكاتب، في مارس الماضي، خلال الانتخابات المحلية فازت المعارضة بالعديد من المدن الكبرى، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة وإزمير وأنطاليا، وقبل تلك الانتخابات، أشارت التقارير الإعلامية المؤيدة للحكومة إلى أن “إرهاب الكلاب الضالة” هو أحد الأسباب وراء تراجع شعبية الحزب الحاكم.

كما ذكرت التقارير أن الكلاب الضالة تخيف الناس، وأن الاستجابة المتراخية من جانب أردوغان وحزبه أغضبت الناخبين إلى الحد الذي دفعهم إلى معاقبتهم في صناديق الاقتراع.

“لن نسكت”

تسبب أعداد الكلاب الضالة بتركيا في مشاكل عديدة فبعضها مصابة بداء الكلب، وهي تهاجم وتتسبب في الحوادث، فقبل عامين، توفيت فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات بعد أن دهستها شاحنة في جنوب تركيا بعد أن طاردتها الكلاب الضالة.

كانت هناك محاولات عديدة في الماضي للحد من أعدادها، وفقا للكاتب، وأشهرها في أوائل القرن العشرين، عندما ألقي الآلاف منها على جزيرة قاحلة وتركت لتموت .

لكن رغم ذلك، وعلى مدى الأسابيع الماضية، نزل الناس إلى الشوارع في إسطنبول وإزمير ومدن أخرى للاحتجاج على مشروع القانون.

وحمل البعض لافتات ضخمة كتب عليها “نحن لن نسكت، نحن لسنا خائفين، نحن لن نسلمكم أصدقائنا”، حيث يقوك جيمك، نادراً ما رأيت أتراكاً متحدين ضد مشروع قانون بهذا القدر، ويأمل المنتقدون في وقف هذا الإجراء من خلال تنظيم المزيد من المسيرات الاحتجاجية.