الأزمات الصحية تتفاقم في غزة.. انتشار التهاب الكبد الوبائي «أ» وشلل الأطفال

إسراء عبدالمطلب

يواجه قطاع غزة أزمة صحية خطيرة مع زيادة حالات الأمراض المعدية، حيث أعرب مسؤولو الصحة عن قلقهم البالغ من انتشار أوبئة خطيرة في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يواجهها السكان.


تشهد غزة أزمة صحية حادة مع تزايد حالات الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي أ، بالإضافة إلى ظهور شلل الأطفال، وهو مرض تم القضاء عليه في معظم أنحاء العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

ويشتبه في إصابة أكثر من 100 ألف شخص بمتلازمة اليرقان الحاد، مع زيادة حالات الأمراض المعدية الأخرى في ظل ظروف معيشية قاسية نتيجة الحرب.

منظمة الصحة العالمية تؤكد أن حالات الإصابة الغامضة بالتهاب الكبد لدى الأطفال تتجاوز ألف حالة | أخبار الأمم المتحدة

تصاعد الأزمات الصحية

حسب صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الأربعاء 24 يوليو 2024، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 100 ألف شخص في غزة أصيبوا بمتلازمة اليرقان الحاد منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في أكتوبر. بالإضافة إلى ذلك، هناك ما يقرب من مليون حالة من حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة، ونصف مليون حالة إسهال، و100 ألف حالة قمل وجرب. كما ظهرت ست عينات من المياه أو مياه الصرف الصحي تحتوي على متحور فيروس شلل الأطفال، ما يشير إلى وجود إصابات في غزة.

وتزامن انتشار الأمراض مع الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال البري، ما أدى إلى إلحاق الضرر بالمستشفيات والعيادات وإجبار العديد منها على الإغلاق، إذ يعاني النظام الطبي في غزة من إنهاك شديد مع معالجة ما يقرب من 90 ألف شخص من إصابات الحرب وارتفاع حالات المرض.

الجهود المبذولة والاستجابة الدولية

تشجع إسرائيل على إنشاء مستشفيات ميدانية جديدة لتوسيع البنية التحتية الطبية للمدنيين في غزة. ورغم التحديات الكبيرة، تبذل الجهود لتقديم الرعاية الصحية في ظل الظروف الصعبة، ويشدد المسؤولون على ضرورة تحسين إجراءات السلامة الصحية والتدابير الوقائية للحد من انتشار الأمراض المعدية.

ويحذر العاملون في مجال الإغاثة من خطر انتشار أوبئة أكثر خطورة مثل الكوليرا، التي يمكن أن تؤدي بسرعة إلى وفيات جماعية، رغم عدم حدوث ذلك حتى الآن، ويبقى الوضع في غزة حرجًٍا، وتتطلب التحسينات المستدامة في النظام الصحي والمساعدات الدولية جهودًا مكثفة لضمان صحة وسلامة السكان في هذه المنطقة المضطربة.

التحذير من وفيات محتملة

من جانبه، قال رئيس فريق منظمة الصحة العالمية المعني بحالات الطوارئ الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أياديل ساباربيكوف، “لم نجمع بعد عينات بشرية لذا ما زال غير واضح إن كان هناك أي شخص مصاب بفيروس شلل الأطفال بالفعل”.

ولكنه أقر في تصريحاته للصحفيين في جنيف عبر الفيديو من القدس “أشعر بقلق بالغ” كما حذر من خطر الأمراض المعدية على حياة سكان القطاع. وذكرت وكالات تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن “شبكة مختبرات شلل الأطفال العالمية” عثرت على فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النوع 2 في ست عينات من مياه الصرف الصحي تم جمعها من مواقع المراقبة البيئية في قطاع غزة بتاريخ 23 يوليو.

الوضع الصحي الكارثي في غزة

يحتوي نوع من اللقاحات ضد شلل الأطفال، وهو مرض مميت يصيب عادة الأطفال تحت سن الخامسة، كميات صغيرة ضعيفة ولكنها حية من فيروس شلل الأطفال التي قد تؤدي أحيانا إلى تفشي الوباء. ويتكاثر “لقاح شلل الأطفال الفموي” في المعدة وقد ينتقل من شخص لآخر عبر المياه الملوثة بالفضلات البشرية ما يعني أنه لن يؤذي الطفل الذي تلقى اللقاح ولكنه قد يصيب أشخاصا يقطنون في محيط المكان حيث مستويات النظافة والمناعة متدنية.

وبينما تتواصل الدراسات الوبائية وعمليات تقييم المخاطر، قال ساباربيكوف إنه “يشعر بقلق بالغ من احتمال انتشار أي أمراض في غزة التي تعاني من أزمة إنسانية بعد أكثر من تسعة شهور على اندلاع الحرب”. مضيفًا “أشعر بقلق بالغ حيال تفشي الأوبئة في غزة” مشيرا إلى “التأكيدات أواخر العام الماضي بأن التهاب الكبد الوبائي (أ) ينتشر والآن قد يكون لدينا شلل الأطفال”.

وحذر من أنه “في ظل حالة الشلل في المنظومة الصحية وشح المياه والتعقيم إضافة إلى عدم إمكانية وصول السكان إلى الخدمات الصحية سيكون الوضع سيئا جدا”. وتابع “قد يكون لدينا أشخاص يموتون من مختلف الأمراض المعدية أكثر من أولئك الذين يموتون جراء أمراض مرتبطة بالجروح الناجمة عن الحرب. وتحدث سباربيكوف عن وضع خطير في غزة “حيث لا تعمل غير 16 من مستشفيات القطاع الـ36 وبشكل جزئي”.

ربما يعجبك أيضا