بعد حادثة مجدل شمس.. من هم الدروز في إسرائيل؟

إسراء عبدالمطلب

قال الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل في بيانه إن الدروز يعيشون كجسر للسلام والمحبة بين الطوائف. مشددًا على أن الدولة تحمل مسؤولية الحفاظ على أمن المواطنين وسلامتهم.


ندد الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، يوم السبت 27 يوليو 2024، بما وصفه “المجزرة الإرهابية البشعة بحق أطفال مجدل شمس الجولانية”.

ودعا الشيخ طريف، أبناء الطائفة عبر حسابه فيسبوك، إلى “تحكيم العقل وعدم الانجرار وراء المتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي”. معربًا عن حزنه وغضبه الشديدين جراء مقتل الأطفال الأبرياء في هجوم بالصواريخ على ملعب في هضبة الجولان.

موفق طريف

موفق طريف

ماذا قال نتنياهو لرئيس طائفة الدروز؟

قال طريف في بيانه إن الدروز يعيشون كجسر للسلام والمحبة بين الطوائف. مشددًا على أن الدولة تحمل مسؤولية الحفاظ على أمن المواطنين وسلامتهم. فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لطريف خلال محادثة هاتفية إن إسرائيل لن تتهاون في التعامل مع هذا الهجوم، متهمًا حزب الله بالضلوع في الحادثة، بينما نفت الجماعة تورطها، حسب صحيفة إيلاف.

وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن هوية قائد ميداني في حزب الله، الذي يعتقد أنه قاد الهجوم، وهو علي محمد يحيى، قائد مجمع الإطلاق في منطقة شبعا، مؤكدًا أن حزب الله هو المسؤول عن الحادثة في مجدل شمس التي تأتي في سياق التوترات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله، حيث تتبادل الجانبان ضربات وتهديدات.

مجدل شمس

مجدل شمس هي أكبر القرى الدرزية في مرتفعات الجولان السوري المحتلة منذ عام 1967. وتقع هذه القرية عند سفح جبل حرمون ويسكنها حوالي 12 ألف نسمة. رغم محاولات إسرائيل على مدى عقود لتغيير هوية سكانها، إلا أن السكان يظلون متمسكين بانتمائهم السوري.

وفي أحداث السبت السابق، تعرضت مجدل شمس لقصف صاروخي استهدف ملعبًا لكرة القدم أثناء مباراة للأطفال، مما أسفر عن مقتل أكثر من 10 أشخاص بينهم أطفال وإصابة العشرات. اتهمت إسرائيل حزب الله بالوقوف وراء الضربة، بينما نفت الجماعة تورطها.

ومجدل شمس لها أهمية تاريخية بسبب موقعها الاستراتيجي وخصب أراضيها. وشهدت المنطقة صراعات عديدة، خاصة خلال الستينيات عندما سيطر الجيش الإسرائيلي على المنطقة وأدرجها رسميًا ضمن إسرائيل في الثمانينات، رغم عدم اعتراف المجتمع الدولي بسيادتها على المنطقة.

من هم الدروز؟

الدروز الإسرائيليون هم أقلية عرقية ودينية في إسرائيل، مميزة بتاريخها وثقافتها، إذ يعيشون بشكل رئيسي في مناطق الجليل والكرمل في إسرائيل. ويمتلكون هوية دينية مستقلة عن الإسلام والمسيحية، وتم تسجيلهم كجماعة عرقية ودينية مميزة في إسرائيل منذ عام 1957.

وتأسست الطائفة الدرزية على أساس ديني من خلال الإسماعيلية المسلمة، لكنها تطورت بشكل مستقل وغيرت موقفها تجاه الهوية العربية والإسرائيلية على مر الزمن. ورغم خدمة الدروز الذكور في الجيش الإسرائيلي بشكل إلزامي، إلا أن المجتمع الدرزي يواجه التمييز والتهميش في مجالات عدة، بما في ذلك التعليم والخدمات العامة.

الدرز يواجهون العنصرية في إسرائيل

يشعر معظم الدروز بانتمائهم العربي من الناحية العرقية، ولكن هويتهم الوطنية تميل إلى أن تكون إسرائيلية بشكل أكبر مقارنة بالمسلمين والمسيحيين العرب. وهناك جزء صغير من الدروز يعتبرون أنفسهم فلسطينيين، ولكن الغالبية العظمى تنظر إلى هويتها بما يتناسب مع السياق الإسرائيلي.

وتشمل التحديات التي يواجهها المجتمع الدرزي عدم المساواة في الفرص التعليمية والاقتصادية، وقلة الدعم بعد الخدمة العسكرية، بالإضافة إلى المشاكل السكنية والاجتماعية في القرى الدرزية. هذه التحديات تعكس التوترات والاحتكاكات الثقافية والاجتماعية في إسرائيل، التي تؤثر على الدروز بشكل خاص بسبب طبيعتهم كجماعة دينية مستقلة في إطار سياسي معقد.

ربما يعجبك أيضا