قبل مغادرة بايدن.. هل تعود واشنطن إلى الاتفاق النووي؟

رغبة متبادلة بين واشنطن وطهران للعودة إلى الاتفاق النووي؟

يوسف بنده

تسعى إدارة بايدن لحل العديد من القضايا الخارجية دعمًا للمرشحة عن الحزب الديموقراطي، كمالا هاريس، في مواجهة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.


لم تتوقف الإشارات المتبادلة بين واشنطن وطهران بشأن الرغبة المتبادلة من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات وإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

ويشير مراقبون إلى إمكانية عودة الطرفين إلى ذلك الاتفاق قبل مغادرة الرئيس الديموقراطي، جو بايدن، البيت الأبيض بعد انتخابات رئاسة نوفمبر المقبل.

برجام

الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 المبرم عام 2015

رسالة أمريكية

وسط تشكيك من إمكانية عودة إيران أو الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتفاق النووي الذي غادرته إدارة الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، كشفت صحيفة الجريدة الكويتية، الجمعة 26 يوليو، نقلًا عن مصدر في الأمن القومي الإيراني، أن طهران تلقت رسالة من البيت الأبيض تؤكد على استعداد إدارة بايدن للعودة السريعة للاتفاق النووي.

بينما وحسب موقع الخارجية الأمريكية، أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، الخميس 25 يوليو، أن واشنطن بعيدة عن إجراء محادثات مع طهران في الوقت الحالي بخصوص برنامجها النووي.

وأكد ميللر أن واشنطن ستستمر في جميع العقوبات التي فرضتها على إيران، فقد فرضت أكثر من 600 عقوبات وقيود على الصادرات ضد إيران بذرائع مختلفة، منها مزاعم “دعم الإرهاب والعمل العدائي ضد الجيران وحقوق الإنسان”.

وزير الخارجية الايراني بالوكالة، علي باقري

وزير الخارجية الايراني بالوكالة، علي باقري

رفع العقوبات وتحييدها

وفي إشارة من طهران على التعاطي مع الرسائل الأمريكية، قال وزير الخارجية الايراني بالوكالة، علي باقري، خلال اجتماعه مع طلاب جامعيين أمس السبت 27 يوليو 2024: “ينبغي اتباع مساري رفع العقوبات وتحييدها في الوقت نفسه، والاستفادة من الخبرات لتحسين الوضع في الخطوات القادمة”.

وحسب تقرير وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا)، أوضح باقري: “لدى إران مساران للتعامل مع رفع العقوبات، الأول عبر تحييد العقوبات بهدف تقليل الاعتماد على الأطراف الأجنبية. والثاني عبر رفع العقوبات من خلال التفاوض والتفاهم مع الأطراف الأجنبية مما يعني التوصل إلى اتفاقيات تصب في إطار مصالح إيران الوطنية”.

وأضاف: “مبادرة خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) هي آلية متعددة الأطراف هدفها رفع العقوبات”.

وفي إشارة إلى إمكانية العودة للاتفاق النووي في عهد الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان، قال باقري: “إنها لن تلقى معارضة من أحد لأنها تعتمد مبدءًا صحيحًا”.

برجام 1 1

إيران والولايات المتحدة

معضلة العقوبات

حسب تقرير صحيفة آرمان امروز الإيرانية، أمس السبت 27 يوليو 2024، فإن الولايات المتحدة من الصعب أن تقبل بالرفع الكامل للعقوبات عن إيران، وهو شرط طهران للعودة إلى الاتفاق النووي والتراجع عن سياسة خفض الالتزام النووي.

وحسب الصحيفة الإيرانية، فإن واشنطن تحافظ على استخدام رافعة العقوبات والتهديد لمنع طهران اتخاذ قرار بناء القنبلة الذرية، خاصة أن قوى إقليمية مثل إسرائيل لديها قلق على مستقبلها منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة المقاومة المقربة من إيران (حماس).

وأوضح تقرير الصحيفة، أنه يمكن عودة واشنطن وطهران إلى طاولة المحادثات، لكن ليس شرطًا العودة للتطبيق الكامل للاتفاق النووي المبرم عام 2015، لأن واشنطن لا تزال لم تستكمل مشروع الاتفاق الإبراهيمي في المنطقة، وهو ما يستدعي تحجيم إيران أولًا بالعقوبات.

بزشكيان وظريف

لا يشغل الأمريكيين

في تقرير جديد، اليوم الأحد 28 يوليو 2024، أوضحت آرمان امروز، أن خطة العمل الشاملة المشتركة ليست في الأساس قضية المجتمع الأمريكي، فإن قضايا السياسة الخارجية ليست من أولويات الناخبين هناك، وعادة ما يكون تأثيرها على الانتخابات غير مباشر.

ويشير المراقبون إلى أن إدارة بايدن تسعى لحل العديد من القضايا الخارجية فيما يتعلق بإيران وغزة ولبنان وأوكرانيا قبل رحيلها، وذلك دعمًا للمرشحة الأمريكية عن الحزب الديموقراطي، كمالا هاريس في مواجهة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.

ربما يعجبك أيضا