الفارون من داعش بالعراق.. حلم العودة لا يزال بعيد المنال

عبدالمقصود علي
الفارون من داعش بالعراق

أعلنت بغداد مهلة حتى 30 يوليو لإغلاق آخر المخيمات التي تؤوي عشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من تنظيم داعش الإرهابي في شمال العراق بعد عام 2014، وأغلبهم من اليزيديين، لكن هذا التاريخ لن يحترم، وفق صحيفة “كورييه إنترناسيونال” الفرنسية، فبعد مرور سبع سنوات على هزيمة التنظيم لا تزال شروط عودتهم بعيدة المنال.

وبحسب الصحيفة، عاد إلى ديارهم أكثر من 80% من نحو 6 ملايين شخص أجبروا على مغادرة مناطق شمال العراق، حيث أسس تنظيم داعش “دولة الخلافة” بين عامي 2014 و2017.

طي الصفحة

لكن مئات الآلاف ما زالوا نازحين، معظمهم من كردستان، وكذلك من منطقة الموصل ومنطقة سنجار في الشمال الغربي، موطن الأقلية الإيزيدية التي قتل آلاف منها على يد تنظيم داعش.

وأوضحت الصحيفة أن الكثير منهم يترددون في العودة “بسبب العنف المستمر في أراضيهم الأصلية، وعدم إعادة الإعمار بعد تدمير منازلهم، ونقص الخدمات الأساسية”، وفق وسائل الإعلام الكردية.

فالظروف تجعل من المستحيل تفكيك مخيمات النازحين بالكامل بحلول 30 يوليو ، كما وعدت الحكومة العراقية بهدف معلن وهو طي هذه الصفحة بشكل نهائي.

وضع مؤسف

وهكذا، قررت السلطات في بغداد، التي تنقل أخبار عودة لهؤلاء النازحين الطوعية بابتهاج، تأجيل إغلاق المخيمات غير الرسمية التي تؤوي الإيزيديين في سنجار.

وبحسب ما نقلت “كورييه إنرناسيونال” عن وسائل إعلام محلية فإن المنطقة “لا تزال تعاني جراء العديد من الصراعات والمشاكل”، لا سيما بسبب “وجود حزب العمال الكردستاني والميليشيات الشيعية” التي قاتلت داعش وتسيطر اليوم على مناطق كبيرة هناك.

وضع الإيزيديين يرثى له

لكن عدم الاستقرار السياسي والعسكري ليس سوى جانب واحد من هذه المسألة، تتابع الصحيفة، مشيرة إلى أن “ما يثير القلق هو أن وضع الإيزيديين لا يزال يرثى له على الرغم من مرور عشر سنوات على بداية جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش”.

يذكر أن داعش قام باعتقال واختطاف وقتل الآلاف من الإيزيديين، الذين اعتبروهم “زنادقة”، بما في ذلك الأطفال، والمجندين، والنساء، وبيعهم واستعبادهم.

نخاف المجهول

لا يزال شمال ووسط العراق يحمل ندوب الحرب، نعلم أن حجم الدمار كبير جداً، خاصة في سنجار، وأن معظم العائلات فقدت منازلها وأن حملات إعادة الإعمار التي بدأت تتقدم ببطء شديد، تتابع الصحيفة، لدرجة أن أولئك الذين سيكونون مستعدين للعودة “سيضطرون إلى العيش في المخيمات”.

ولتشجيع النازحين على العودة إلى ديارهم، فإن الحكومة العراقية مستعدة لتزويد العائلات بـ 4 ملايين دينار عراقي [حوالي 2800 يورو] وتلفزيون وفرن وثلاجة وطرود إنسانية، لكنها غير كافية بحسب أحد النازحين الذي قال “بالطبع، الحياة داخل المخيم صعبة وكلنا نريد العودة إلى ديارنا، لكن هذه المساعدة ليست كافية لإعادة بناء منزلنا، أو شراء الطعام أو أشياء أخرى ليس لدينا راتب أو دخل آخر’، فنحن خائفون من المجهول”.

ربما يعجبك أيضا