إسرائيل في مأزق.. كيف تواجه تحدياتها الأمنية وسط اضطرابات سياسية؟

«التحديات الأمنية والسياسية في إسرائيل» بين غياب الاستراتيجية وأزمة القيادة

شروق صبري
جدعون ساعر وبنيامين نتنياهو ويوآف جالانت

مع مرور 76 عامًا على تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، اتضح أن تل أبيب تواجه تحديات كبيرة في ظل غياب استراتيجية…


مع مرور 76 عامًا على تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، اتضح أن تل أبيب تواجه تحديات كبيرة في ظل غياب استراتيجية واضحة تتجاوز المصالح السياسية الضيقة، وتضع الأمن في مقدمة أولوياتها.

إسرائيل تقوم ببناء استراتيجية شاملة، وتحديد الخطط العسكرية بناءً على تلك الاستراتيجية، وليس كردود فعل على الأحداث.

من خلال اتباع هذا النهج، يمكن لإسرائيل أن تسعى لتحقيق استقرار أمني مستدام وتعزيز قدرتها على التعامل مع التحديات الإقليمية بكفاءة أكبر.

المناورات السياسية في إسرائيل

قالت “آنا براسكي”، مراسلة صحيفة “معاريف” الإسرائيلية اليوم 29 يوليو 2024، في ظل الأحداث السياسية والعسكرية المتسارعة في إسرائيل، تبرز العديد من التحديات أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من بين هذه التحديات، الجدال المستمر حول إقالة وزير الدفاع يوآف جالانت وتداعيات هذا القرار على الساحة السياسية والأمنية.

في الأيام الأخيرة، صدرت تقارير إعلامية تهاجم كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية لانتقادهم نتنياهو لعدم إعلانه الفوري عن عودته المبكرة إلى إسرائيل بعد وقعة مجدل شمس يوم 27 يوليو 2024. في هذا السياق، ذُكر أن نتنياهو أبلغ وزير الدفاع جالانت بخططه للعودة المبكرة، وهو ما فسره البعض كإشارة واضحة على التوتر القائم بينهما.

إقالة جالانت

من الواضح، أن فكرة إقالة جالانت لا تزال موجودة وحية في ذهن نتنياهو، وربما تكون أكثر وضوحًا من ذي قبل. في عدة مناسبات، عبر نتنياهو عن اعتقاده بأن جالانت يسعى لإسقاط الحكومة، مما جعل هذا الادعاء جزءًا من رسائل حزب الليكود.

وهاجم أعضاء الحزب، بما فيهم النواب والوزراء، جالانت في كل فرصة، سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو في اجتماعات الحكومة. ومع وقوع مأساة مجدل شمس، يبدو أن قضية غالانت ستضطر للانتظار لفترة أطول، لتأخذ مكانها بعد التعامل مع التحديات الأمنية في الشمال.

انهيار حكومة نتنياهو

الحل الوحيد الذي يراه المقربون من نتنياهو هو ضم حزب “اليمين المعتدل”، بقيادة جدعون ساعر، إلى الحكومة والائتلاف. ويعتقد أنصار إقالة جالانت أن هذه الخطوة يمكن أن تتم دون إثارة أزمة سياسية جديدة تشبه “ليلة إقالة جالانت” السابقة التي حدثت في مارس 2023. منذ تلك الليلة، يعيش نتنياهو وبيئته في نوع من الصدمة، ولذلك فإن نتنياهو متردد في إقالة جالانت مرة أخرى دون سبب يُعتبر كافياً ومبرراً في أعين الجمهور.

رغم أن ضم حزب جديد إلى الائتلاف يمكن أن يكون ذريعة مثالية لإجراء تغييرات في الحكومة، إلا أن هذا الخيار لم يتم تفعيله بعد. يبدو أن السبب ليس فقط انشغال نتنياهو بقضايا أخرى، بل أيضًا خوفه من العواقب المحتملة. نتنياهو يخشى من ردود الفعل السلبية المحتملة من إقالة شخص سبق إعادته إلى منصبه، كما أنه لا يثق تماماً في جدعون ساعر بسبب التاريخ السابق بينهما.

خطط نتنياهو

من جهة أخرى، يظهر أن أنصار نتنياهو الذين أجروا محادثات مع ساعر وفريقه يعانون من شكوك ومخاوف متبادلة. ساعر وأتباعه يخشون الانضمام إلى حكومة قد تنهار في غضون أشهر قليلة. هناك العديد من الأسئلة التي لا تزال بدون إجابة، مثل حل أزمة التوظيف والتفاهمات المحتملة حول صفقة الأسرى. هذه القضايا تجعل من الصعب على سياسيين مثل ساعر وعضو الكنيست زئيف الكين الدخول في مفاوضات جادة للانضمام إلى الحكومة.

حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن هناك مخاوف من أن يستغل نتنياهو هذا الوضع ليخفض من شروط الاتفاق، معتقدًا أن ساعر وأتباعه قد أصبحوا في جيبه. هذه الأسئلة العديدة تتطلب وقتًا للإجابة عليها، خاصةً وأن الحياة السياسية اليومية تستمر في التدخل في خطط نتنياهو.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

الهجوم على جالانت

في سياق متصل، انضم العديد من أعضاء الكنيست من الائتلاف فورًا إلى الهجوم على جالانت بعد إعلانه أنه اتخذ قرارات بشأن الرد على الحادث المأساوي في مجدل شمس. ورغم أن بيان جالانت لم يتضمن أي قرارات فعلية، بل كان مجرد توجيه للتحضير لخيارات الرد الإسرائيلي.

بالمجمل، تعكس هذه الأحداث التعقيدات السياسية والأمنية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية في الوقت الراهن، وتسلط الضوء على التحديات التي تعترض سبيل اتخاذ قرارات حاسمة.

ربما يعجبك أيضا