الألعاب الأولمبية.. هل ينحاز التوزيع الجغرافي للدول الغربية؟

البنية التحتية المالية.. أبرز عوائق استضافة الأولمبياد بالشرق الأوسط وإفريقيا

أحمد الحفيظ

رغم التاريخ الطويل للألعاب الأولمبية الحديثة التي بدأت في أثينا عام 1896، لم تُقم أي دورة أولمبية حتى الآن في الشرق الأوسط أو إفريقيا.

وإلى جانب افتقار بعض الدول الإفريقية والشرق الأوسط للإمكانيات إلا أن هناك عوامل سياسية قد تكون سببا في عدم إسناد هذه المهمة خارج أوروبا والأمريكتين.

اتهامات للجنة الأولمبية

على مر السنين، واجهت اللجنة الأولمبية الدولية اتهامات متكررة بتفضيل توزيع استضافة الألعاب الأولمبية على الدول الحليفة لأوروبا وأمريكا، ويشير منتقدو هذا النهج إلى أن القرارات المتعلقة بالمدن المضيفة تتأثر أحيانًا بالاعتبارات الجيوسياسية والعلاقات الدولية، وليس فقط بمعايير الجدارة والاستعداد.

واستفادت أوروبا وأمريكا الشمالية بشكل غير متناسب من استضافة الألعاب الأولمبية، مما يترك مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط وإفريقيا خارج دائرة الضوء.

العلاقات الدبلوماسية

هذه الاتهامات ليست بالجديدة، فقد شهدت بعض الدورات الأولمبية الجدل حول أسباب اختيار المدن المضيفة، وكان على رأس الاتهامات هو توزيع الدورات الأولمبية داخل صفقات سياسية واقتصادية، ما جعل الأولمبياد بمثابة هدية يحصل عليها الحليف الجيد.

وتظل هذه الاتهامات مثار جدل في الأوساط الرياضية والسياسية، وتدعو إلى ضرورة تعزيز الشفافية في عمليات الاختيار وضمان تقديم الفرص المتساوية لجميع الدول، بغض النظر عن موقعها الجغرافي أو علاقاتها السياسية.

البنية التحتية والموارد المالية

تُعتبر البنية التحتية الرياضية المتقدمة والموارد المالية الضخمة من العوامل الأساسية لاستضافة الألعاب الأولمبية، تحتاج الدول المضيفة إلى استثمارات هائلة في بناء الملاعب والمرافق الرياضية، وكذلك في تحسين البنية التحتية العامة مثل الطرق والمواصلات والفنادق.

العديد من دول الشرق الأوسط وإفريقيا قد تفتقر إلى هذه البنية التحتية الجاهزة أو الموارد المالية اللازمة لتطويرها في فترة قصيرة، بالإضافة إلى ذلك، تواجه بعض الدول في هذه المناطق تحديات اقتصادية تجعل من الصعب تخصيص ميزانيات ضخمة لمشاريع رياضية.

الدعم الشعبي والاهتمام الرياضي

استضافة الألعاب الأولمبية تتطلب دعمًا شعبيًا كبيرًا واهتمامًا رياضيًا واسع النطاق، وفي العديد من دول الشرق الأوسط وإفريقيا، قد يكون هناك اهتمام أقل بالرياضات الأولمبية مقارنة بدول أخرى، أو قد يكون هناك تفضيل لرياضات محلية تقليدية.

هذا الوضع قد يؤثر على القدرة على جذب دعم شعبي وحكومي كبير لاستضافة الألعاب.

الجاهزية والتطور

يواجه الشرق الأوسط وإفريقيا منافسة شرسة من مناطق أخرى أكثر تجهيزًا من حيث البنية التحتية والخبرة في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى.

دول مثل الولايات المتحدة والصين وأستراليا لديها سجل حافل في تنظيم الفعاليات الرياضية العالمية ولديها خبرة واسعة تجعلها وجهة مفضلة للجنة الأولمبية الدولية. هذه المنافسة تجعل من الصعب على الدول في الشرق الأوسط وإفريقيا الحصول على فرصة لاستضافة الألعاب.

ربما يعجبك أيضا