عبر قطار إيراني.. الصين تصل إلى أوروبا

الصين تصل إلى أوروبا.. عبر ممر «كازاخستان-تركمانستان-إيران-تركيا»

يوسف بنده

تقع إيران على مسار اهتمامات الصين التي تعمل على استكمال مشروعها الاقتصادي “الحزام والطريق” الذي يعمل على إعادة الصين إلى خريطة التجارة والسياسة الدولية.

وتجمع البلدين اتفاقية استراتيجية للتعاون في مجالات عدة، ما شجع الطرفين لفتح طريق بري للتجارة المشتركة، بجانب الطريق البحري، خاصة أن إيران تطل شمالًا على أوروبا وجنوبًا على مياه الخليج والمحيط الهندي.

قطار إيران الصين

قطار تجاري بين الصين وإيران

قطار نحو الصين وإيران

حسب تقرير صحيفة “كيهان” الإيرانية، الأحد الماضي، غادر أول قطار تجاري إيراني نحو الصين، بينما غادر قطار مماثل من الصين باتجاه إيران، قبلها بـ10 أيام.

وحسب تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الدبلوماسية الاقتصادية، مهدي صفري، فإن الهدف من هذا الممر السككي هو دعم التجارة بين البلدين ودعم موقع إيران في خريطة تجارة الترانزيت، والبحث عن مسارات للتجارة الإيرانية بعيدًا عن العقوبات الغربية.

ممر شرق غرب عبر إيران 3

الممرات البرية والسكك الحديدية بين إيران والصين عبر دول أسيا الوسطى

تفعيل ممرات برية

يعزز الاتصال مع الصين ممرات إيران للتجارة والترانزيت الدولي، حيث يمكن لحجم التجارة الصينية الخارجية الضخم، أن يُنشط ممر شرق-غرب عبر الأراضي الإيرانية (الصين، كازاخستان، تركمانستان، إيران، تركيا، أوروبا)، وكذلك تفعيل أيضًا ممر شمال-جنوب (الهند، الخليج، إيران، جنوب القوقاز، روسيا/تركيا، أوروبا).

بالإضافة إلى دعم مكانة إيران في منظمة شنغهاي الاقتصادية الأسيوية (الصين، كازاخستان، قرغيزستان، روسيا، طاجيكستان، أوزبكستان، الهند، باكستان، إيران).

كذلك تسعى إيران إلى التحول إلى حلقة وصل تربط دولبريكس+” (روسيا والصين وجنوب أفريقيا وإيران والسعودية والإمارات والهند ومصر وأثيوبيا والبرازيل) في آسيا وأوروبا، استغلالًا لموقعها الجغرافي المطل جنوبًا على الخليج العربي والمحيط الهندي، وشمالًا على آسيا الوسطى ودول بحر قزوين، فضلًا عن الحدود البرية المشتركة مع تركيا، الدولة المحاذية لأوروبا.

ولذلك قطعت إيران أشواطًا في تطوير التعاون في مجال السكك الحديدية مع عدد من البلدان الآسيوية، ومنها ممر KITI الذي يمر عبر كازاخستان وتركمانستان وإيران وتركيا، ليربط تجارة الصين بأوروبا.

وتكمن أهمية هذا الممر في أنه يستغرق وقتًا أقل في نقل البضائع من الصين وآسيا الوسطی إلى الشرق الأوسط وأوروبا بمعدل 20 يومًا تقريبًا.

ممر شرق غرب عبر إيران 2

ممر KITI (كازاخستان-تركمانستان-إيران-تركيا) للنقل التجاري عبر السكك الحديدية

طريق قصير وآمن

تمثل التهديدات الأمنية للملاحة الدولية التي تسببت فيها جماعة الحوثي اليمنية عند باب المندب وعبر البحر الأحمر تهديدًا للتجارة الصينية نحو أوروبا والشرق الأوسط، ما يمثل الممر السكك الحديدي عبر إيران ملاذًا للتجارة الصينية التي يمكنها من خلال هذا الممر أن تصل إلى أوروبا عبر تركيا أو إلى منطقة الشرق الأوسط عبر مياه الخليج.

وحسب تقرير صحيفة “همشهري” الإيرانية، يدخل القطار التجاري إلى إيران عبر حدود تركمانستان وإلى الصين عبر كازاخستان، ما يوفر طريقًا قصيرًا لحركة التجارة والترانزيت، التي تستغرق حوالي أسبوعين للوصول بين الصين وإيران.

ممر شرق غرب عبر إيران 1

ممر شرق-غرب للربط بين أسيا وأوروبا

الوصول للمياه الدولية

حركة القطارات التجارية بين إيران والصين أدى إلى تشغيل الممر الشرقي الغربي، الذي مهمته ربط دول أسيا الوسطى (أوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان وطاجكستان وقيرغيزستان) بالمياه الدولية.

وتصل تلك القطارات التجارية إلى مدينة إينتشه برون الإيرانية الحدودية مع تركمانستان، ومن هناك تتجه نحو موانئ إيران الجنوبية التي تمثل نافذة على المحيط الهندي وبحر العرب والبحر الأحمر.

وتمثل حركة التجارة مع تلك الدول فرصة لإيران التي تعاني من العقوبات الاقتصادية، حيث يبلغ عدد سكان أسيا الوسطى، 74 مليون نسمة، وتبلغ مساحتها أكثر من أربعة ملايين وثلاثمائة ألف كيلومتر مربع، حسب تقرير وكالة الأنباء الرسمية (ارنا).

ربما يعجبك أيضا