انتخابات الرئاسة الأمريكية.. نقاط قوة وضعف هاريس أمام ترامب

عبدالمقصود علي
كامالا هاريس

المؤرخ الفرنسي مارك سيمو يبرز نقاط القوة والضعف لدى كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة الأمريكية في مواجهة الجمهوري دونالد ترامب


تغيّر الوضع بالسباق الرئاسي الأمريكي بعد ترشح كامالا هاريس لانتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي، بعد انسحاب جو بايدن، وذلك لأنها تمتلك العديد من الصفات، رغم بعض نقاط الضعف، خاصة على المستوى الدولي.

تحت هذه الكلمات قال المؤرخ الفرنسي مارك سيمو في صحيفة “شالونج” الفرنسية: “فور إعلان ايدن الانسحاب من الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية، بدأت التبرعات تتدفق إلى خزائن الحملة الديمقراطية من جديد، حيث جمع نحو 145 مليون دولار في ساعات قليلة”.

قرار صعب

منذ الأداء السيئ للرئيس الأمريكي خلال المناظرة المتلفزة في 27 يونيو ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب، تصاعدت الضغوط المطالبة بإقالته، ومع انسحابه بدأت تتدفق الأموال إلى خزائن الحملة الديمقراطية، حيث جُمع نحو 145 مليون دولار في ساعات قليلة، وعاد الأمل في النصر من جديد.

ونقل عن لورانس ناردو، مسئول برنامج الولايات المتحدة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إلى أنه “كان قرارًا صعبًا للغاية بالنسبة لجو بايدن، لكنه في النهاية نفذ ما قاله قبل 4 سنوات، مما يعني ضمنًا أنه سيخدم لفترة ولاية واحدة فقط ويمرر العصا إلى هاريس”.

وبيّن أن هذا “القرار الشجاع” رحب به كل الشخصيات ذات الوزن الثقيل في الحزب الديمقراطي والناخبين، الذي تجمع بضع مئات منهم أمام البيت الأبيض وهم يلوحون بلافتات “شكرًا لك جو”.

بديل بايدن المحتمل.. من هي كامالا هاريس؟

بديل بايدن المحتمل.. من هي كامالا هاريس؟

وضع جديد

بحسب مارك سيمو، فإن دخول هاريس، حتى قبل تأكيد ترشحها، يخلق وضعًا جديدًا في الحملة، فالمُرشحة البالغة من العمر 59 عامًا وهي من أصول هندية وجامايكية، أما رجلين أبيضين احدهما يبلغ من العمر 78 عامًا، هي تجسيد لأمريكا التي أصبحت محافظة ومتعصبة بشكل علني أكثر من أي وقت مضى.

ولفت إلى أن الأضواء الآن مسلطة على المعسكر الديمقراطي، على الأقل لعدة أسابيع، في انتظار تنصيب نائبة الرئيس الحالي، وهو الأمر الذي يبدو الأكثر منطقية حتى لو لم يكن مؤكدًا بعد.

تهديد خطير لترامب

يؤكد لورانس ناردو أن “الديمقراطيين ليس لديهم ضمانة للهروب من الكارثة المتوقعة، لكن لديهم فرصة لمنع عودة ترامب إلى البيت الأبيض”، الذي استثمر بشكل جيد “العناية الإلهية” التي نجته من الرصاص خلال محاولة الاغتيال في 13 يوليو.

كما يتباهى الزعيم الجمهوري بأن كامالا هاريس “يسهل التغلب عليها” من بايدن، لكن شدة هجماته على نائبة الرئيس تظهر أنه يأخذ التهديد على محمل الجد.

ترامب الذي لطالما يطلق ألقابًا ساخرة على معارضيه، بدأ يطلق عليها اسم “لافين كامالا”، في إشارة إلى ضحكتها المدوية، واصفًا إياها بـ”المجنونة”، كما يتعمد تحريف اسمها الأول ويصفها بأنها يسارية متأصلة، فهذا المسار الذي اختاره المرشح الجمهوري من المحتمل أن يوفر مساحة سياسية واسعة للمرشحة الديمقراطية المحتملة.

كاريزما شخصية

يقول المؤرخ الفرنسي إن المدعية العامة السابقة في ولاية كاليفورنيا تتمتع بكاريزما شخصية، بدت واضحة عام 2020، والتي لم تتمكن من تسليط الضوء عليها خلال السنوات الأربع التي قضتها إلى جانب بايدن.

ويرى أنه بطبيعة الحال، فإن منصب نائبة الرئيس كان غير مرئي، بل ومؤسف في بعض الأحيان، خاصة فيما يتعلق بقضية الهجرة التي كانت مسؤولة عنها ولا يزال هذا يكسبها حتى اليوم لقب “ملكة المهاجرين” من قبل ترامب.

وبعد صدور حكم المحكمة العليا الذي أتاح للولايات الأمريكية المختلفة حرية اتخاذ القرار بشأن مشروعية الإجهاض، تناولت قضية الحفاظ على هذا الحق، واكتسبت شعبية جيدة.

الخبرة الدولية

إن نقطة الضعف الكبرى في ترشيح كامالا هاريس، وفقًا للمؤرخ سيمو، هي جهلها بالقضايا الدولية، في لحظة تبدو حاسمة، حيث يتعيّن على الولايات المتحدة دعم كييف في مقاومتها ضد روسيا واكتساب القوة في آسيا بمواجهة الصين وتجنب اندلاع حريق في الشرق الأوسط.

وأوضح أنه من المؤكد إذا وصلت هاريس إلى البيت الأبيض، فيمكنها الاعتماد على الفريق الذي عمل حول جو بايدن، وعلى وجه الخصوص وزير الخارجية أنتوني بلينكن والمستشار الأمني ​​جيك سوليفان، لكن في اللحظات الحاسمة، يعود القرار للرئيس.

ربما يعجبك أيضا