كيف تؤثر إيران على مساعي ترامب للعودة إلى البيت الأبيض؟

إسراء عبدالمطلب

تقول أجهزة الاستخبارات الأمريكية إن طهران ربما ترى في فوز ترامب في نوفمبر سببًا لتفاقم علاقاتها السيئة بالفعل مع واشنطن.


تقول أجهزة الاستخبارات الأمريكية إن طهران ترى إن فوز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات الأمريكية 2024، سيمثل سببًا لتفاقم علاقاتها السيئة بالفعل مع واشنطن.

وأشار مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية، يوم الاثنين 29 يوليو 2024، في تقييم جديد بشأن مشهد التضليل قبل انتخابات نوفمبر، إلى أن إيران تعمل على تأجيج الفتنة المجتمعية في الولايات المتحدة وتقويض مساعي ترامب لاستعادة البيت الأبيض، كما حاولت أن تفعل قبل 4 سنوات.

الانتخابات الأمريكية - CNN Arabic

إيران وحملة ترامب

حسب صحيفة “واشنطن بوست”، كشف المسؤولون في إحاطة للصحفيين نظمها مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي، عن معارضة طهران لترامب دون التصريح بذلك بشكل مباشر، وقال مسؤول كبير في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية إن إيران تكرر الموقف الذي اتخذته في 2020، مضيفًا أن قادتها يبدو أنهم مدفوعون برغبة في “تجنب النتيجة التي يرون أنها قد تزيد من التوترات مع الولايات المتحدة”.

ولفت المسؤولون إلى أن الحكومة الأمريكية لم ترصد أي اختراق أو تدخل أو تلاعب أجنبي بأجهزة الانتخابات ومواقع الويب، رغم وجود جهود “لمسح” مثل هذه الشبكات.

تهديد روسي

نقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، لم تسمه، إن روسيا تظل “تهديدًا بارزًا” للانتخابات الأمريكية، مشيرًا إلى أن “المصلحة الأساسية” لموسكو هي “معارضة المرشحين الذين يريدون تقديم المزيد من المساعدة لكييف”، بينما تستمر أوكرانيا في مقاومة روسيا في الحرب التي استمرت قرابة عامين ونصف.

وكان هذا رأي الرئيس بايدن حتى انسحب من السباق الأسبوع الماضي وأيد نائبة الرئيس هاريس، التي من المرجح أن تكون المرشحة الديمقراطية، وأشار المسؤول إلى أن الكرملين يستخدم شركات تجارية مقرها روسيا للمساعدة في عمليات التأثير من خلال إنشاء مواقع ويب مزيفة لانتحال شخصية الحكومة الأمريكية والمنظمات الإعلامية، وقد تعرضت شركتان من هذه الشركات بالفعل لعقوبات بسبب أنشطتهما.

تشويه سمعة المرشحين

لم يستطع المسؤول تحديد مدى فعالية العمليات التي تنفذها روسيا وإيران في تشكيل المواقف والسلوكيات الأمريكية أو إثارة الخلافات، بسبب الحاجة إلى تقييم الرأي العام الأمريكي، ويكلف مجتمع الاستخبارات بمراقبة وتقييم قدرات وأفعال الجهات الفاعلة الأجنبية، وليس العمليات السياسية الأمريكية أو الرأي العام.

وأوضح المسؤول أن الصين ربما لا تخطط للتأثير على الانتخابات الرئاسية، رغم أن وكالات التجسس الأمريكية تراقب احتمال أن تسعى جهات مؤيدة لبكين إلى تشويه سمعة المرشحين الأقل شأنًا كما فعلت في عدد قليل من سباقات التجديد النصفي في 2022.

الترويج لخصم ترامب

تعهد الرئيس الصيني، شي جين بينج، للرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال قمة في سان فرانسيسكو في نوفمبر بأن بكين لن تتدخل في الانتخابات، وقال المسؤول: “الصين أكثر حذرًا ونتوقع أنها قلقة بشأن الوقوع في قبضة العدالة إذا تدخلت في الانتخابات ولا تريد المخاطرة بإلحاق المزيد من الضرر بالعلاقات الثنائية”، مضيفًا أن “إيران تعتمد على شبكة واسعة من الشخصيات على الإنترنت ومطاحن الدعاية لنشر المعلومات المضللة التي كانت نشطة بشكل ملحوظ في تفاقم التوترات مع إسرائيل بشأن الصراع في غزة”.

وأشار المسؤول إلى أن بعض عملاء النفوذ الأساسيين في إيران يعملون تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني، وهي منظمة شبه عسكرية تضم أفراد استخبارات وموظفين في المجال السيبراني، ولها خط مباشر مع المرشد الأعلى للبلاد.

وأضاف أنه “نظرًا لقرار بايدن الأخير بالخروج من السباق، فمن المبكر جدًا تقييم ما إذا كانت إيران ستسعى بنشاط إلى الترويج لخصم ترامب في نهاية المطاف”، وفي 2020 سعت طهران إلى تقويض احتمالات إعادة انتخاب ترامب، لكنها لم تظهر أنها تروج بنشاط لأي منافسين، وفقًا لخلاصة مجتمع الاستخبارات في تقييم ما بعد الانتخابات، لافتًا إلى أن “معظم الأنشطة التي نلاحظها من جانب الجهات المؤثرة في إيران تظل تركز على إثارة الفوضى والانقسامات”.

دعم إيران للمتظاهرين الأمريكيين

في إحاطة بشأن التهديدات الانتخابية في وقت سابق من هذا الشهر، قال مسؤولون في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، إن طهران سعت إلى الاستفادة من الاحتجاجات المستمرة بشأن الحرب في غزة.

وقالت مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينز، في بيان: “لقد لاحظنا جهات مرتبطة بالحكومة الإيرانية تتظاهر بأنها ناشطون عبر الإنترنت، تسعى إلى تشجيع الاحتجاجات، وحتى تقديم الدعم المالي للمحتجين”، وقال مسؤول مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، يوم الاثنين، إن مجتمع الاستخبارات ليس لديه “معلومات أخرى” تشير إلى أن إيران “تحاول إشراك المتظاهرين أو دعمهم”.

 

ربما يعجبك أيضا