كيف يؤثر اعتقال زعيم كارتل سينالوا على علاقات أمريكا والمكسيك؟

توتر العلاقات الأمريكية المكسيكية بعد اعتقال مؤسس كارتل المخدرات في المكسيك

بسام عباس
رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم

ألقى مسؤولون أمريكيون القبض على إسماعيل زامبادا جارسيا، مؤسس كارتل المخدرات سيئ السمعة في المكسيك، وأشارت التقارير الأولية إلى أن زامبادا جارسيا استدرجه نجل زعيم المخدرات المعروف باسم إل تشابو إلى طائرة وسافر بها عبر الحدود إلى الولايات المتحدة.

وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز أن تقارير جديدة تشير إلى أن زامبادا جارسيا تعرض لكمين واختطف في المكسيك واقتيد إلى الطائرة بالقوة.

فراغ قيادي

قالت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الثلاثاء 30 يوليو 2024، إن كيفية اعتقال زامبادا جارسيا في الولايات المتحدة غير ذات أهمية، ففي كلتا الحالتين، اعتقل عراب أبرز كارتل للمخدرات في المكسيك، ولكن الأمر له تداعيات واسعة النطاق على كل من المكسيك والولايات المتحدة.

وأوضحت أن اعتقال زامبادا جارسيا يؤدي إلى خلق فراغ قيادي مفاجئ داخل كارتل سينالوا، مع إمكانية نشوب معركة عنيفة على الخلافة فضلًا عن تصاعد الصراع مع كارتلات أخرى تسعى إلى التعدي على عملياتها في لحظة ضعف ملحوظة.

توتر في العلاقات

ذكرت المجلة أن لجوء الولايات المتحدة إلى ما يعادل التسليم خارج نطاق القانون يؤكد أيضًا على عجز المكسيك المستمر عن احتواء هذه الكارتلات القوية بشكل هادف، على الرغم من مجموعة متنوعة من الأساليب المختلفة عبر الإدارات المتعددة في العقود الأخيرة.

كما أن التفاصيل الجديدة حول اختطاف زامبادا جارسيا لديها القدرة الأكبر على أن تصبح مصدر توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والمكسيك، ففي عام 2020، اعتبرت الحكومة المكسيكية اعتقال وزير الدفاع المكسيكي السابق سلفادور سيينفويجوس في لوس أنجلوس بتهمة تورطه المزعوم في كارتل مخدرات بمثابة إهانة لسيادة البلاد.

وهو ما أثار رد فعل غاضب، حتى بعد أن أعاد المسؤولون الأمريكيون سيينفويجوس إلى المكسيك، حيث أسقطت التهم الموجهة إليه بهدوء، وعلق التعاون الأمني الثنائي بشكل أساسي وظل متوترًا منذ ذلك الحين.

مرحلة انتقالية

أوضحت المجلة أن من غير المرجح أن يعود زامبادا جارسيا، ولكن اختطافه داخل المكسيك، وحقيقة أن السلطات المكسيكية لم تكن متورطة في العملية، سيؤدي إلى توتر العلاقات الثنائية في لحظة حساسة، إذ يأتي الاعتقال قبل أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي قد تعيد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة، وفي وقت تبنى فيه ترامب والحزب الجمهوري بشكل متزايد موقفًا غير متوازن وعدوانيًا تجاه المكسيك، بما في ذلك الدعوات لغزو البلاد.

وأضافت أن المكسيك تمر بمرحلة انتقالية في قيادتها، فقد كانت علاقة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أو “أملو”، متوترة مع الولايات المتحدة، وخاصة بعد كارثة سيينفويجوس، لكنه تعاون مع واشنطن في منع الهجرة إلى الحدود الأمريكية.

وأشارت إلى أن الرئيسة المنتخبة كلوديا شينباوم أكثر استعدادا للعمل مع واشنطن في قضايا مثل الأمن والتجارة، ولكن جدالًا مثل هذا قد يضيق من قدرتها على تشكيل مثل هذه الشراكات، ففي الوقت الذي تحتاج فيه الولايات المتحدة والمكسيك إلى التعاون لحل القضايا الحدودية الملحة، فإن العلاقات المتوترة بسبب الاعتقال أمر لا يمكن لكلا الجانبين تحمله.

ربما يعجبك أيضا