خبير لـ«رؤية»: معدلات التضخم قوّضت ازدهار «أوكادو» البريطانية

لماذا أخفقت «أوكادو» البريطاينة في استنساخ تجربة «أمازون» الأمريكية؟

محمود عبدالله

أخفقت شركة أوكادو البريطانية للتجارة الإلكترونية في استنساخ تجربة، أمازون الأمريكية، وإن كانت الأولى متخصصة في البقالة، لاسيما بعد أن كان يُنظر للشركة الإنجليزية خلال جائحة كوفيد 19، بأنها قصة نجاح في مجال التكنولوجيا، لكن تقدمها منذ ذلك الحين كان أقل إقناعًا.

ومن بين الطبقات المتوسطة في ضواحي المملكة المتحدة، تشتهر “أوكادو” بشاحنات التوصيل ذات الألوان الزاهية والبقالة الراقية، وأسسها تيم شتاينر في عام 2000 مع اثنين من زملائه في بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس، ولا يعمل أي منهما الآن في الشركة.

شركة أمازون

يشير مراقبو الصناعة إلى أنه عندما بدأت أمازون الأمريكية، كانت تبيع الكتب وهي منتجات صغيرة وسهلة الإرسال للمتسوقين، أما الأغذية الطازجة وهي حالة “أوكادو”، تتلف بسهولة، وتفسد بسرعة وتتطلب التبريد في كثير من الأحيان، فهي احتمال مختلف تمامًا.

وقال المحلل الاقتصادي، جيلز ثورن إن ما حققته الشركة ليس أقل من معجزة ولم تفعله كيانات أخرى، خاصة أن مؤسسيها وجدوا طريقة لبيع البقالة عبر الإنترنت بشكل مربح ولذلك قاموا بحل أكبر المشاكل الموجودة في البلاد، لكن تعرقلت التجربة، وفق صحيفة فاينانشال تايمز.

تداول أوكادو

طُرحت شركة أوكادو، للتداول في عام 2010، وفي تلك المرحلة، كانت كل إيراداتها تقريبًا تأتي من أعمال توصيل الغذاء، ولكن لأنها كانت من أوائل الشركات التي دخلت مجال التجارة الإلكترونية، فقد اضطرت إلى بناء معظم تكنولوجيتها من الصفر، وبحلول عام 2013 تقريبًا، بدأت في تطوير التكنولوجيا وبيع خدماتها ومعرفتها للآخرين.

وفي يونيو 2020، بينما كانت المملكة المتحدة لا تزال في قبضة أول إغلاق وطني بسبب كوفيد-19، جمعت أوكادو ما يزيد قليلًا عن مليار جنيه إسترليني من إصدار أسهم وسندات قابلة للتحويل بشروط تعكس مكانتها باعتبارها من أوائل الفائزين بالجائحة.

التجارة الإلكترونية

قال المحلل الاقتصادي، الدكتور إبراهيم الحدودي، إن تجربة أوكادو البريطانية، تعد الأبرز في عالم بيع البقالة عبر الإنترنت حيث نمت مع ازدهار التجارة الإلكترونية والتي شهدت معدلات نمو مرتفعة خاصة خلال فترة كورونا، متوقعًا أن تشهد الشركة خطوات نمو متسارعة خلال الفترة المقبلة، لأن التجارة الإلكترونية أسرع بالفعل من تجارة التجزئة التقليدية.

إبراهيم الحدودي

وأضاف في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية“، أن الأزمات في أوروبا والعالم، أثرت بشكل كبير على معدلات التضخم التي أخذت في الارتفاع فترات طويلة ما يؤدي للضغط على القوة الشرائية للمستهلك ومن ثم تباطأ نشاط التجارة الإلكترونية الذي تعمل فيه الشركة، فضلاً عن مشكلات قانوينة وهي أشد وطأة في تدهور أي شركة.

بيع البقالة عبر الإنترنت

ظهر أن الشركة، التي تدير متجر البقالة عبر الإنترنت الذي يحمل نفس الاسم في المملكة المتحدة ولكنها تزود أيضًا بتكنولوجيا التجارة الإلكترونية لمحلات السوبر ماركت في جميع أنحاء العالم، قد جعلت العالم تحت أقدامها مع انطلاق التسوق عبر الإنترنت، لكنها تواجه الآن أسئلة متجددة حول متى ستبدأ أعمالها التكنولوجية في توليد أرباح جادة؟، وفق الصحيفة.

وحاليًا عاد المستهلكون إلى التسوق في المتاجر ولم يتحقق التدفق المتوقع للعملاء الجدد لهندسة الشركة الرائدة عالميًا، كما أن عائد التكنولوجيا باهظة الثمن أصبح بطيئًا في التحقق، وكان بعض شركائها الحاليين يعيدون التفكير في كيفية تخطيطهم لنشر سعة التوصيل عبر الإنترنت التي تعاقدوا عليها للشراء.

أسعار المواد الغذائية

من ضمن الأسباب التي قوضت انتشارها وريادتها على غرار أمازون، أنه عانت عمليات البقالة الخاصة بها خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية بعد كوفيد، كما تورطت المجموعة في نزاعات قانونية مع منافس نرويجي وحتى أحد مؤسسيها المشاركين، وهي على خلاف مع شريكها في المشروع المشترك في المملكة المتحدة بشأن الدفع المؤجل.

وأوضح جيلز ثورن، أن ذلك أثر على أسهم الشركة حيث وصف أداء الأسهم بمثابة حادث سيارة، وعندما ترتفع، يبيعها الأفراد على المكشوف، وإذا انخفضت، يشتريها المستثمرون كما لو لم يكن لدى أحد قناعة، فهم يعرفون فقط أنها ستتحرك وهذا هو أداء السهم.

سعر السهم

وخلال الأسبوع الجاري، أعادت أوكادو تمويل بعض ديون عام 2020 بشروط تعكس أسعار الفائدة العالمية الأعلى والإقبال المتغير للاستثمار في الشركة، كما أن السعر الذي يمكن أن تتحول به السندات الجديدة إلى أسهم أقل من ربع السعر الذي تم تحديده قبل أربع سنوات. وقال تيم شتاينر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة أوكادو، إنه يحاول ألا يقلق بشأن سعر السهم.

ويرى خبراء أن حالة الركود الحالية التي تعيشها أوكادو هي نتيجة لكشف الوباء عن نقاط الضعف وكذلك نقاط القوة في اقتراحها. ويقول كلايف بلاك، رئيس الأبحاث في شور كابيتال، إن عالم التجزئة كان لديه متسع من الوقت لتقييم نموذج أوكادو، وخلص إلى أنه ليس النموذج المناسب لهم.

ربما يعجبك أيضا