ليس بإمكانها الفوز.. إسرائيل تعلنها «حربًا شاملة»

محمد النحاس

يفاخر نتنياهو بأن القصف "يُظهر لأعدائنا أنه لا يوجد مكان لن تصل إليه ذراع الدولة الإسرائيلية". يبدو أن هذا إعلان حرب على المنطقة بأسرها، وهي حرب لا يمكن لإسرائيل الفوز بها في النهاية.


يحتفي الإسرائيليون باغتيال إسماعيل هنية، قائد حركة حماس السياسي، في طهران، باعتباره انتصارًا سياسيًا وعسكريًا، غير أن الثمن سيكون باهظًا.

في المقابل، فإن الحركات التابعة للمحور الإيراني سترى فيه دليلًا إضافيًا على أن إسرائيل تشكل تهديدًا يجب القضاء عليه بأي ثمن، حسب ما أورد مقال نشرته صحيفة “الجارديان”، الأربعاء 31 يوليو 2024.

استمرار دائرة العنف

ستستمر دائرة الكراهية والعنف والمعاناة في التفاقم، وقد تزداد سوءًا، ورغم أن هذه الدورة الدموية مألوفة، فإن ذلك لا يعني أنها لا يمكن أن تتسارع.

ونجت مناطق قليلة من الشرق الأوسط من تداعيات النزاع في غزة، وعلى حد وصف المقال، سعت إسرائيل مرة أخرى إلى “العدالة” من خلال القتل خارج نطاق القانون.

في أبريل الماضي، أسفرت ضربة إسرائيلية على قنصلية إيران في دمشق عن مقتل أحد كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني، ما قاد المنطقة إلى حافة الحرب الشاملة، وهناك العديد من عمليات القتل المشابهة.

النار قد تطول نتنياهو

“الشخص الذي يشرف على هذه الاغتيالات، بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، ومهندسي حملة الإبادة المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، ينبغي محاسبته”، وفق المقال.

يسعى مدعي المحكمة الجنائية الدولية لضمان حدوث ذلك، ورغم معارضة الولايات المتحدة، هناك إشارات قليلة على احتمالية حدوثه، والمُرجح في المقابل أن نتنياهو نفسه هدفًا لعمليات اغتيال نظرًا للنموذج الذي يقدمه.

يأتي ذلك بعد مقتل أحد قادة حزب الله، فؤاد شكر، في غارة جوية إسرائيلية على جنوب بيروت، ما سيساهم في تسريع الانحدار تجاه الحرب.

استفزازات لا تنتهي

يعتبر عدوان إسرائيل على غزة العامل الرئيس، كان الهجوم ردًا على قصف صاروخي مزعوم من حزب الله على مرتفعات الجولان المحتلة الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 12 شابًا.

لكن السبب الرئيس لإطلاق حزب الله الصواريخ على الأراضي التي تحتلها إسرائيل الآن هو غزة، ويقول حسن نصرالله، زعيم حزب الله، إن الهجمات عبر الحدود ستتوقف عندما يتم التوصل إلى هدنة في غزة.

يخلص المقال إلى أن قتل هنية، وهو صانع قرار بارز في حماس، يجعل الهدنة أقل احتمالًا، على الأقل على المدى القصير، كما أن قتل شكر هو استفزاز خطير آخر.

الحرب جارية بالفعل

تجدر الإشارة أيضًا، وسط الفوضى اليومية المدمرة، إلى أن غارة بيروت أدت إلى مقتل طفلين وإصابة 74 شخصًا، وفقًا للمسؤولين اللبنانيين.

القوات الإسرائيلية أيضًا قتلت أطفال غزة دون عقاب لعدة أشهر، الأمم المتحدة تقدر العدد الإجمالي للقتلى بـ15 ألفًا، وموت طفلين إضافيين يكاد لا يُذكر.

الحرب الشاملة التي “تفضل” إسرائيل تجنبها هي في الواقع مشتعلة بالفعل، شنت إسرائيل عدة غارات على ميناء الحديدة اليمني هذا الشهر بعد هجوم بطائرة مسيّرة على تل أبيب من قبل الحوثيين المدعومين من طهران.

هدنة لم تتحقق

يفاخر نتنياهو بأن القصف “يُظهر لأعدائنا أنه لا يوجد مكان لن تصل إليه ذراع الدولة الإسرائيلية”، يبدو أن هذا إعلان حرب على المنطقة بأسرها، وهي حرب لا يمكن لإسرائيل الفوز بها في النهاية.

مرة أخرى، يقول الحوثيون إن السبب الرئيس لهجماتهم على إسرائيل والشحن في البحر الأحمر، وهي هجمات جذبت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى العمل العسكري، هو غزة، وإذا ما تم التوصل إلى هدنة، يزعمون أن هجماتهم ستتوقف، هذه الهدنة ليست شيءًا جديدًا بل نفس الهدنة التي تدعمها، نظريًا على الأقل، الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي.

يتابع المقال: “هذه هي الهدنة التي يطالب بها ملايين الناس في العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة منذ أشهر، هذه الهدنة التي لم تتحقق بعد”.

ما الحل؟

هل سترد إيران، التي تشعر بالإهانة، بشكل مباشر على قتل هنية؟ هل سيصعد حزب الله من هجماته؟ هل ستغرق إسرائيل المنقسمة أكثر بسبب سمعتها المتضررة جراء التعذيب والانتهاكات الجنسية المزعومة ضد المعتقلين الفلسطينيين في التفكك الوطني، مع اقتحام المتشددين اليمينيين، بدعم من وزراء نتنياهو، قواعد الجيش لتحرير المعتقلين المزعومين؟

كل ذلك محتمل جدًا وفق المقال، فلا نتيجة مستبعدة في منطقة تموج بتوترات غير مسبوقة، البعض يقول إن الشرق الأوسط شديد التعقيد، وأنه لا توجد إجابات صائبة.

غير أن المقال يستدرك ختامًا: “الأمر ليس بهذا الصعوبة، أوقفوا القتل، أنقذوا الأطفال، تفاوضوا من أجل صفقة رهائن”، وبعد ذلك ستكون باقي المشكلات أقل وطأة، رغم أنها لن تختفي بين عشيةٍ وضحاها.

ربما يعجبك أيضا