الصراع بالشرق الأوسط يحتدم.. ماذا يعني اغتيال هنية للمنطقة؟

ما هي تداعيات اغتيال هنية على حماس وإسرائيل وإيران؟

بسام عباس
إسماعيل هنية

اغتيل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس جراء عملية استهداف في إيران، وألقت طهران وحماس باللوم على إسرائيل، التي أمتعنت عن التعليق حتى الآن.

ووفقَا لوكالة “أسوشيتد برس”، فقد جاءت الضربة بعد ساعات قليلة من غارة جوية إسرائيلية في بيروت قالت إنها اغتالت، القيادي البارز في حزب الله، فؤاد شكر.

الأكثر براجماتية

مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية قالت في تقرير نشرته الأربعاء 31 يوليو 2024، إن مقتل هنية شكل خسارة كبيرة لحماس، فهو لم يكن صوتًا مؤثرًا للحركة في الخارج فحسب، بل كان أيضًا أحد قادتها الأكثر براجماتية على المستوى السياسي، والذي عمل على تعزيز البنية الداعمة لحماس.

وأضافت، أن هنية شخص لا يمكن الاستغناء عنه، فقد كان يتمتع بشبكة عميقة من العلاقات الشخصية التي بنى عليها علاقاته على مدى سنوات من خلال منصبه، وسوف يتعين على من يخلفه الحرص على تنميتها وصقلها بعناية، في وقت حساس تمر به الحركة.

التأثير على حماس

أوضحت المجلة، أن مقتل هنية سيؤدي إلى تعزيز سيطرة القيادة السياسية والعسكرية لحماس على مسيرة الصراعات الداخلية على النفوذ، ما يمنح يحيى السنوار ومحمد ضيف، الذي زعمت إسرائيل اغتياله، المزيد من النفوذ في تحديد وتيرة واتجاه مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، فضلًا عن رسم المسار الاستراتيجي للحركة بعد انتهاء الحرب.

وذكرت أن قيادة حماس في غزة والخارج أصبحت تعرف إلى أي مدى قد تذهب إسرائيل لتنفيذ وعدها بقتل كل من تعتبره مسؤولًا عن هجوم 7 أكتوبر، والواقع أن كبار قادة الحركة لا يجدون مأمنًا إلا في المخابئ أو الدول التي تربطها بإسرائيل علاقات رسمية أو غير رسمية لا تستطيع أن تخاطر بها، مثل قطر، حيث كان هنية يقيم.

إسماعيل هنية وخامنئي

إسماعيل هنية وخامنئي

إجراءات انتقامية

قالت المجلة إن اغتيال هنية، الذي نفذته إسرائيل، يؤكد مرة أخرى كيف تعمل إسرائيل على إعادة رسم الخطوط الحمراء لما أصبح صراعًا إقليميًّا، فقد شكَّلت الغارات الجوية المتتالية على بيروت وطهران إشارة إلى أن أي حدود ضمنية وُضعت في أعقاب تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وإيران في إبريل لم تنجح في كبح إسرائيل عن المخاطرة.

وبالنسبة لإيران، فإن هذا الإدراك مثير للقلق، لأن الضربة كشفت عن مدى نطاق العمل الذي تمتلكه إسرائيل داخل الأراضي الإيرانية، ونتيجة لهذا، فإن أي خطط وضعها الرئيس الجديد مسعود بزشكيان لتخفيف موقف إيران الإقليمي أو ربما حتى إعادة التواصل مع واشنطن توقفت تمامًا الآن.

وهذا لا يستبعد الجهود المبذولة لتحقيق هذا الغرض في المستقبل، ولكن في الأمد القريب، ستجبر الضربة الإسرائيلية طهران على اتخاذ نوع من الإجراءات الانتقامية، ومن الواضح أن هذا يثير مرة أخرى المخاوف بشأن التصعيد وحتى اندلاع حرب إقليمية، وهي النتيجة التي نجحت الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون، بالتعاون مع إيران، في منعها حتى الآن بشكل فعال.

ربما يعجبك أيضا