اغتيال هنية.. هل يؤثر على مستقبل المصالحة الفلسطينية؟

المصالحة الفلسطينية.. البحث عن وسيط موثوق

يوسف بنده

"على النقيض من الجهود التي تبذلها إسرائيل لسحق حماس، فإن الاتفاق الأخير في بكين يظهر أن القوى العالمية مثل الصين توصلت إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل غير قادرة على القيام بشيء كهذا".


عملية اغتيال رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، لا تؤثر على جهود إيقاف الحرب في غزة فحسب، بل يمتد تأثيرها على نتائج المصالحة الداخلية في ظل انقسام البيت الفلسطيني.

فقد وقّع قادة حركتي حماس وفتح، الثلاثاء 23 يوليو 2024، اتفاقًا في بكين، إلى جانب 12 فصيلًا سياسيًا فلسطينيًا آخر، يهدف إلى إنهاء الانقسامات بين الحركتين.

اتفاق بكين يونيو 2024 2

اتفاق بكين يوليو 2024

دولة فلسطينية

تهدف مساعي المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية إلى توحيد الصف الداخلي، بما يقنع العالم بإمكانية إعلان قيام الدولة الفلسطينية، في إطار مساعي حل الدولتين. وهو ما يستوجب البحث عن وسطاء جدد لإقناع الفصائل الفلسطينية لإتمام هذه المصالحة التي تحتاج إلى ضامن قوي، خاصة أن هناك حالة عدم ثقة في الوسطاء الغربيين، وهو ما تعزز بعد عملية اغتيال إسماعيل هنية.

وحسب وكالة رويترز اليوم الخميس 1 أغسطس، فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان: “الصين تتطلع بصدق إلى أن تتمكن جميع الفصائل الفلسطينية، على أساس مصالحة داخلية، من إقامة دولة فلسطينية مستقلة في أقرب وقت ممكن”.

طولي 7

إدانة صينية

بعد عملية اغتيال إسماعيل هنية، أكدت وزارة الخارجية الصينية أن بكين تعارض وتدين الاغتيال، وأضافت أنه يجب وقف إطلاق النار في أقرب وقت لتجنب زيادة التصعيد والمواجهة.

وقال فو كونج، سفير الصين لدى الأمم المتحدة، إن الفشل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة هو سبب تفاقم التوتر. مضيفًا: “يتعين على الدول ذات النفوذ الكبير أن تمارس المزيد من الضغوط وأن تعمل بشكل أكثر قوة… لإخماد نيران الحرب في غزة”.

اعلان المصالحة الفلسطينية في بكين 2

اعلان المصالحة الفلسطينية في بكين

وسيط موثوق

يقول الخبير في العلاقات الدولية، فرزاد رمضاني بونش، في حوار مع وكالة ايسنا الإيرانية، الثلاثاء 30 يوليو: “تعد الصين واحدة من أهم الجهات الفاعلة التي يمكنها المشاركة والتوسط في حل الأزمة في غزة. خاصة بعد تجربة الوساطة الناجحة بين إيران والمملكة العربية السعودية”.

وحول مكانة الصين، أضاف بونش: “الصين، مثل أي لاعب عالمي، تريد زيادة مكانتها في القوة الناعمة ووجودها الجيوسياسي متعدد الأبعاد في المنطقة. كما تحاول الصين دفع مقارباتها في المنطقة بما يتماشى مع مصالحها الوطنية، وأحدى تلك المقاربات قد نجحت إلى مناقشة بناء السلام بين الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط، مثلما المصالحة بين إيران والسعودية”.

اعلان المصالحة الفلسطينية في بكين 1

اعلان المصالحة الفلسطينية في بكين

نظرة واقعية

يشير الخبير في العلاقات الدولية، محمد مهدي مظاهري، إلى أن القبول بالمصالحة الفلسطينية من أجل الوصول إلى حكومة موحدة، هو في الحقيقة اعتراف بوجود حركة وتأثيرها بنظرة واقعية.

وحسب تقرير صحيفة اسكناس الإيرانية، اليوم الخميس، أضاف مظاهري: “التوقيع على إعلان بكين ودعوة حماس للمشاركة في اتفاق المصالحة والتخطيط لمشاركتها في حكومة ما بعد الحرب في غزة يتضمن أيضاً رسالة سياسية مهمة؛ فإنه على النقيض من الجهود التي تبذلها إسرائيل لسحق حماس وإخراجها من إدارة الأراضي الفلسطينية، فإن الاتفاق الأخير في بكين يظهر أن القوى العالمية مثل الصين توصلت إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل غير قادرة على القيام بشيء كهذا”.

ربما يعجبك أيضا