تأهب إسرائيلي – أمريكي لـ«انتقام إيراني كبير»

محمد النحاس

تستعد الولايات المتحدة وإسرائيل لمواجهة انتقام إيراني قد يبدأ في الأيام القليلة المقبلة، ردًا على مقتل الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران.

يأتي ذلك في ظل الجمود الذي يواجهه الدبلوماسيون في محاولة لتفادي اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق بالشرق الأوسط، وفي وقت تكثف فيه إيران تهديداتها، بعدما قررت واشنطن إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة لحماية إسرائيل والرد على التصعيد الإيراني المحتمل. 

تعزيزات عسكرية أمريكية

أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط تشمل سربًا إضافيًا من مقاتلات “F-22” ونحو عدد غير محدد من السفن الحربية، بما في ذلك الطرادات والمدمرات القادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية، وفق ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الجمعة 2 أغسطس 2024. 

كما يجري التفكير في نشر أنظمة دفاع صاروخي على اليابسة إذا لزم الأمر، ويأتي ذلك استجابة للتهديدات المتزايدة من إيران ووكلائها في غزة ولبنان واليمن بالهجوم على إسرائيل في الأيام المقبلة، كنوع من الانتقام لمقتل إسماعيل هنية، حسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية. 

ما الهدف؟

لتأمين وجود حاملة طائرات في المنطقة، وجه أوستن حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن”، التي تتواجد حالياً في المحيط الهادئ الشرقي، لتحل محل حاملة الطائرات “ثيودور روزفلت” التي من المقرر أن تعود إلى الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة. 

كما ستقوم بعض السفن المتواجدة بالفعل في الجانب الغربي من البحر الأبيض المتوسط بالانتقال إلى الشرق، بالقرب من سواحل إسرائيل، لتوفير حماية إضافية.

 وأكدت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينج، أن هذه الخطوات تهدف إلى تحسين حماية القوات الأمريكية وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل وضمان استعداد الولايات المتحدة لمواجهة مختلف السيناريوهات المحتملة، وفق ما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية. 

انتقام حتمي

الخطوات الأمريكية تأتي في ظل زيادة التوترات الإقليمية بعد مقتل هنية في طهران ومقتل المسؤول العسكري اللبناني البارز في حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت. 

وقد أثار هذا التصعيد ردود فعل قوية من قبل إيران وحلفائها، حيث هددت طهران بالانتقام لمقتل هنية، مما دفع إسرائيل وحلفائها إلى تعزيز استعداداتها لمواجهة أي تطورات خطيرة.

رفع درجة التأهب

في الوقت نفسه، ألغت العديد من شركات الطيران الكبرى رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت، في مؤشر على تصاعد المخاوف من توسع الصراع، كما أصدرت فرنسا تحذيراً لمواطنيها لمغادرة إيران، بينما قامت قبرص بتوسيع خططها لدعم إجلاء واسع النطاق من المنطقة إذا ما توسع الصراع.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل في حالة استعداد عالية لمواجهة أي سيناريو محتمل.

وفي محاولة لتعزيز الجاهزية، زودت الحكومة الإسرائيلية الوزراء بهواتف ساتليت (متصلة بالأقمار الصناعية) تحسباً لتأثيرات محتملة على وسائل الاتصال. في هذا السياق، قال نتنياهو إن “الأيام الصعبة المقبلة قد تكون مليئة بالتحديات”.

هجوم كبير

تتوقع واشنطن وإسرائيل أن يكون الهجوم الإيراني المحتمل أكثر تعقيداً من الهجمات التي وقعت في أبريل الماضي، حيث استخدمت إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخاً في ذلك الوقت.

 ورغم نجاح الدفاعات الجوية في التصدي لمعظم هذه الهجمات، فإن التصعيد الحالي قد يشكل تحديات جديدة خاصة في ظل وجود حزب الله وقربه من إسرائيل.

رد فعل منسق؟ 

أفادت التقارير بأن هناك احتمالاً لردود فعل منسق من قبل جماعات مدعومة من إيران، مثل الحوثيين في اليمن وكتائب حزب الله في العراق، وحزب الله اللبناني. 

في المقابل يعمل البنتاجون على تعزيز قدراته الدفاعية، بما في ذلك إرسال مزيد من الطائرات الحربية والسفن الحربية القادرة على التصدي للصواريخ.

إجمالاً، أظهرت إيران وحلفاؤها عزمهم على الانتقام، ما قد يؤدي إلى تصعيد خطير، ويشير المراقبون إلى أن عدم وجود إشارات واضحة للتحركات القادمة يزيد من المخاوف من تصعيد مفاجئ قد يكون له تداعيات طويلة الأمد في منطقة تموج بالتوترات منذ أشهر حيث حاول الجميع تجنب حرب يبدو أنها حتمية.

ربما يعجبك أيضا