أغضبت العدو والصديق.. سياسة إسرائيل تضع المنطقة على «شفا الهاوية»

محمد النحاس

تبدو المنطقة برمتها على حافة الاشتعال، وفي وضع حرج، فيما تمضي إسرائيل في طريقها التصعيدي الذي تغذيه الرغبة في الانتقام، أما الولايات المتحدة فتبدو عاجزة عن فرض أجندة قابلة للتنفيذ.


أحرج اغتيال الزعيم السياسي لحماس، إسماعيل هنية في طهران قادة إيران، وعرقل آمال التوصل إلى هدنة، وجعل الشرق الأوسط  على شفا حرب شاملة.

جاء ذلك بعد أقل من 12 ساعة من تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، انفجرت قنبلة عن بُعد في معسكر للحرس الثوري الإيراني في وسط طهران، حسب ما أورد مقال لصحيفة الجارديان البريطانية نشرته الأحد 4 أغسطس 2024.

لماذا وقع الاستهداف في إيران؟

فاز پزشكيان في الانتخابات الرئاسية الماضية على مرشح متشدد مدعوم من المرشد الأعلى علي خامنئي، ووعد بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا.

لكن اغتيال هنية، أفسد هذه التوقعات وأدى إلى تصاعد الأزمة ومن غير المستبعد أن إحدى مآرب تل أبيب من هذا الاغتيال تحديدًا في طهران، إفساد أي فرصة لتقارب غربي إيران.

خامنئي، الذي شعر بالغضب، طلب تحضير رد عسكري مباشر ضد إسرائيل، ما وضع پزشكيان في موقف صعب، كما يشير المقال.

حرب حتمية؟

كان الشرق الأوسط على حافة الكارثة منذ بدء الحرب الوحشية على قطاع غزة، إلا أن اللحظة الحالية هي الأخطر من نوعها.

وفي أبريل، بعد اغتيال إسرائيل لقادة كبار في الحرس الثوري الإيراني في دمشق، شنّت إيران هجومًا صاروخيًا موسعًا على إسرائيل، ما أدى إلى تدخل تحالف دولي مكوّن من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لتدمير معظم الصواريخ لكن الرد هذه المرة ربما لا يأتي كسابقه، فقط حفظًا لماء الوجه بل تشعر طهران بالحاجة إلى إعادة فرض معادلة الردع.

وتحدثت مصادر غربية عن إيران أبلغت دول أخرى بالمنطقة أنها لا تهتم إذا ما كانت نتيجة الرد حرب واسعة النطاق بالمنطقة.

إسرائيل المعزولة

يرى المقال أن السياسات المتطرفة التي ينتهجها الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، بما في ذلك توسيع الاستيطان في الضفة الغربية وتصعيد العنف ضد الفلسطينيين، تزيد من الغضب المتراكم تجاه دولة الاحتلال، كما  أثارت غضبًا دوليًا واسعًا وأثرت على مواقف داعميها التقليدييم.

كما أنّ قتل هنية، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر، في بيروت، يثير حفيظة المجتمع الدولي ويزيد من عزلة إسرائيل التي وضعت نفسها فيها جراء حربها الوحشية على غزة.

زاد من تعقيد الأمورأداء الإدارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس  جو بايدن،فمع تصاعد الأحداث، شهدت الولايات المتحدة تراجعًا في تأثيرها الإقليمي، وزاد من سوء الموقف الأمريكي غياب أي استراتيجية فعّالة.

على شفا الحرب

تبدو المنطقة برمتها على حافة الاشتعال،  وفي وضع حرج، فيما تمضي إسرائيل في طريقها التصعيدي الذي تغذيه الرغبة في الانتقام، أما الولايات المتحدة تبدو عاجزة عن فرض أجندة قابلة للتنفيذ.

وفي العراق، تواصل المليشيات المتحالفة مع إيران استهداف القوات الأمريكية، والتي ترد بدورها على تلك المجموعات بضربات انتقامية.

وفي اليمن، الحوثيون المدعمون من إيران زادوا من هجماتهم على الشحن التجاري في البحر الأحمر، فيما ينخرط تحالف غربي في استهدافهم دون جدوى، بل على العكس، زادوا من وتيرة التصعيد واستهدفوا في وقت سابق من الشهر الماضي تل أبيب.

ربما يعجبك أيضا