الجيش والمال والخوف.. أسلحة مادورو للبقاء في السلطة بفنزويلا

عبدالمقصود علي
نيكولاس مادورو

على الرغم من الغضب الشعبي والضغوط الدولية بعد الانتخابات المتنازع عليها، لا يزال الرئيس الفنزويلي محميًا من قبل جهاز أمني مترامي الأطراف.


إذا كان هناك شخص في فنزويلا لا يزال لديه شك بشأن موقف المؤسسة العسكرية من الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها التي جرت في 28 يوليو الماضي، فإن الخطاب الذي ألقاه وزير الدفاع فلاديمير بادرينو، ضد المناهضين للحكومة والمدعومين من قبل الإمبريالية الأمريكية، بدد كل الغموض.

كلمات لخصت بها صحيفة “لوبنيون” الفرنسية الوضع الجاري في فنزويلا التي تشهد احتجاجات أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا، واعتقال حوالي 1200 آخرين، وفقًا لجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان.

ولاء مطلق

في خطابه الذي ألقاه أمام كبار الضباط قال بادرينو، “إننا نؤكد من جديد ولائنا المطلق وغير المشروط لنيكولاس مادورو (61 عاما)”.

ووفقًا لبيانات مراكز الاقتراع التي جمعتها المعارضة من قاعدة بيانات متاحة للجميع، حصد الأخير 3.2 مليون صوت مقابل 7.1 مليون صوت للدبلوماسي السابق إدموندو جونزاليس.

ومع ذلك، يصر النظام على أن مادورو فاز بكل سهولة- دون نشر نتائج الفرز كما يقتضي القانون الانتخابي – ويعتمد الآن على هيكل أمني مترامي الأطراف لإخضاع السكان الغاضبين، حسب الصحيفة.

ويشكل هذا الهيكل، المكون من مجموعة من الضباط الذين حصلوا على فرص في أعمال تتراوح بين استيراد المواد الغذائية لتعدين الذهب، خط دفاع من المرجح أن يُبقي مادورو في السلطة رغم الاحتجاجات وضغط الولايات المتحدة.

“مادورو سيبقى”

يقول خافيير كوراليس، الأستاذ في كلية أميرست الأمريكية ومؤلف العديد من الكتب عن فنزويلا، “أعتقد أن مادورو سيبقى”، لديه حلفاء دوليون، ويحظى بدعم الجيش، والمعارضة الفنزويلية ليست تمردًا مسلحًا والمظاهرات تفقد زخمها”، مشيرًا إلى إجراءات الحماية التي اتخذها الرئيس داخل البلاد وخارجها.

وأعلن مادرو في 31 يوليو الماضي، أنه طلب من المحكمة العليا مراجعة الانتخابات، دون أن يذكر أن أعضاء هذه المؤسسة تابعون له.

وفي كولومبيا المجاورة، انضم الرئيس جوستافو بيترو إلى رؤساء أمريكا اللاتينية الآخرين في دعوة فنزويلا لنشر نتائج مفصلة لفرز الأصوات لدعم أقوال مادورو.

وزير الدفاع الفنزويلي

وزير الدفاع الفنزويلي

حماية النظام

خلال الأعوام الأحد عشر التي قضاها في السلطة، لم تضاهي شعبية مادورو شعبية هوجو تشافيز، الذي قاد انقلابا فاشلا قبل وصوله إلى السلطة في انتخابات عام 1998، لكن عندما توفي بالسرطان في 2013، ترك تشافيز وراءه مجموعة من الضباط الذين عينهم في إدارات تشارك في كل قطاع من قطاعات الاقتصاد، وفقا لسلطات إنفاذ القانون الأمريكية والكولومبية.

وفي المقابل، أقسم هؤلاء الضباط على حماية النظام، كما يقول عقيد سابق في الحرس الوطني، وضمان بقاء مادورو في السلطة. ويضيف عبر الهاتف من فنزويلا “لقد غيّر شافيز كل شيء. الأمر كله يتعلق بالولاء، الولاء مهما كان الثمن”.

ووفقا لخافير كوراليس النظام برمته هو ما أسماه تشافيز بالتحالف المدني العسكري، وقد عمل مادورو على تعميقه وتوسيعه، بما في ذلك مجموعة من الجماعات المسلحة، مثل جيش التحرير الوطني الكولومبي وهي جماعة متمردة توفر الأمن لمناجم الذهب في كولومبيا وتقوم بدوريات على الحدود بين البلدين.

علاقات متبادلة

تشير الصحيفة إلى أن بناء العلاقات المتبادلة مع القيادة العليا للقوات المسلحة والحرس الوطني والشرطة وأجهزة المخابرات تلعب دورًا أساسيًا في إبقاء مادورو في السلطة.

كما يعتمد النظام الفنزويلي على الدعم الاقتصادي أو الدبلوماسي للعديد من الدول بما في ذلك روسيا والصين وإيران وكوبا، إضافة للمكسيك والبرازيل، اللتين يتعاطف قادتهما اليساريون مع النظام في فنزويلا.

وتقول “لوبنيون” إن إجراءات الحكومة ليست العنصر الوحيد الذي يساعد على ولاء كبار الضباط، فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات ووجهت اتهامات إلى ضباط عسكريين، بما في ذلك بادرينو، وزير الدفاع، الذي اتُهم بواشنطن عام 2020 بتوزيع الكوكايين. وهذه الاتهامات تعني أن الخيانة قد تؤدي إلى تغيير النظام وفقدان حريتهم.

وبالنسبة للعديد من الضباط رفيعي المستوى، فإن “الخيار الأفضل هو البقاء مخلصين للنظام”، كما يؤكد خورخي لويس فارجاس، المدير السابق للاستخبارات في الشرطة الكولومبية.

ربما يعجبك أيضا