لماذ هربت الشيخة حسينة؟.. 4 أسئلة لفهم الأزمة في بنجلاديش

عبدالمقصود علي

بعد بقائها خمسة عشر عاما على راس السلطة في بنجلاديش، فرت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة من دكا بطائرة هليكوبتر، بعد أن أسفرت الاشتباكات عن مقتل عدة مئات.


مظاهرات دامية هزت بنجلاديش لعدة أسابيع، أجبرت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على الاستقالة، أمس الاثنين، وغادرت العاصمة دكا بطائرة هليكوبتر، قبل أن يقتحم المتظاهرون قصرها، في أسوء أزمة سياسية تمر بها البلاد منذ عام 2015، حيث توفي ما لا يقل عن 56 شخصًا أمس فقط.

مجلة “لوبوان” الفرنسية نشرت تقريرًا اليوم الثلاثاء 6 أغسطس 2024، طرحت فيه 4 أسئلة لفهم الأزمة التي تعصف بهذا البلد الواقع جنوب شرق قارة آسيا.

ما هو سبب الاحتجاجات العنيفة؟

يريد الطلاب إلغاء نظام التمييز الإيجابي الذي يجعل العديد من الخريجين عاطلين عن العمل، حيث يتيح هذا الإجراء تخصيص حصة من الوظائف العامة لأسر قدامى المحاربين المستقلين.

هذا النظام جرى تخفيفه في 2018، ولكن تم إعادته في يونيو 2023، وفي 16 يوليو الماضي، وتزايد الاحتجاج ضده بعد مقتل العديد من المتظاهرين، فعدلت المحاكم الأحد الماضي نظام الحصص تنازليًا، لكن دون إلغاء.


ومنذ بدء الاشتباكات، قُتل 300 شخص، من بينهم 94 يوم الأحد 4 أغسطس وحده، وفقًا لتقرير يأخذ في الاعتبار بيانات سلطات إنفاذ القانون والمستشفيات، ولقي ما لا يقل عن 56 شخصًا حتفهم أمس الاثنين خلال يوم آخر من أعمال الشغب.

ما هو موقف الجيش منذ الاحتجاجات؟

انتشر الجيش، وأغلقت الجامعات والمدارس و3500 مصنع، وانقطع الإنترنت، لكن الجيش فضل الوقوف إلى جانب المتظاهرين، كما طالب قائد الجيش السابق، الجنرال إقبال كريم بويان، وضباط سابقون آخرون، بسحب القوات من الشوارع.

كذلك رفض عدد من الجنود وضباط الشرطة التدخل، وهو حدث غير مسبوق منذ بدء الاحتجاجات، فيما قال الجنرال إقبال كريم بويان: “يجب تقديم المسؤولين عن دفع شعب هذا البلد لهذه الحالة القصوى من البؤس إلى العدالة”.

من هي الشيخة حسينة؟

تُلقب بـ”المرأة الحديدية”، فرئيسة الوزراء البالغة من العمر 76 عامًا، تتولى السلطة منذ عام 2009، بعد أن قضت بالفعل فترة ولاية أولى بين عامي 1996 و2001، وكانت إعادة انتخابها في يناير الماضي محل نزاع حاد وتم مقاطعة التصويت، إذ اتهم العديد من السكان الحكومة بإعدام المعارضين.


والشيخة حسنة هي ابنة الأب المؤسس لبنجلاديش، وعندما قاد والدها استقلال البلاد عن باكستان في 1971، دعمت الهند معركته عسكريًا، ومنذ ذلك الحين، أحب البلدان إظهار صداقتهما، خاصة أن البنغال الهندية وبنجلاديش تشتركان في اللغة والثقافة.

ساعدت الشيخة حسينة خلال الثمانينيات في إسقاط الدكتاتورية العسكرية، لكن أصبحت سياساتها فيما بعد استبدادية بشكل متزايد، صاحبها قمع قوي، بحسب المجلة الفرنسية، وفي 5 أغسطس، فرت من العاصمة إلى “مكان آمن” بالهند، وفق مقربون منها.

هل يمكن الخروج من الأزمة؟

ينبغي تشكيل حكومة مؤقتة، بحسب تصريحات قائد الجيش الجنرال واكر أوز زمان، بعد فرار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة.

وقال قائد الجيش إنه اتصل بأحزاب المعارضة الرئيسة وأعضاء المجتمع المدني، تاركًا جانبًا “رابطة عوامي” التي تقودها الشيخة حسينة، وأضاف: “إذا تحسن الوضع فلا داعي للجوء إلى حالة الطوارئ”، مطالبًا الطلاب “بالبقاء هادئين ومساعدتنا”.

ربما يعجبك أيضا