هبوط الدولار يفتح باب خفض الفائدة أمام البنوك المركزية الآسيوية

شيماء عزيز
السندات الدولارية المصرية

يشكل انخفاض الأسواق العالمية أمرًا إيجابيًا للبنوك المركزية الآسيوية إذا منحها ضعف الدولار الأمريكي المتواصل مجالًا لتيسير السياسة النقدية.

بلغت العملات الآسيوية أعلى مستوياتها خلال 5 أشهر مقابل الدولار الأسبوع الجاري، وسط تحولات كبيرة في الأسواق العالمية بسبب مجموعة مخاوف على رأسها القلق من بطء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الشديد في تيسير السياسة النقدية، وتصدر الرينجت الماليزي موجة الصعود في الأسواق الناشئة أمس، يليه اليوان الصيني الذي عانى لمدة طويلة، فيما تراجع مؤشر بلومبرج للعملات الآسيوية قليلًا، اليوم الثلاثاء 6 أغسطس 2024، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج.

تحركات الفيدرالي الأمريكي

كان ضعف سعر صرف العملات المحلية أحد الأسباب التي جعلت البنوك المركزية، بما فيها في الصين وكوريا الجنوبية، تتحفظ على خفض أسعار الفائدة، رغم أن الضغوط السعرية في كافة أنحاء الأسواق الناشئة في آسيا كانت أقل بشكل ملحوظ من تلك الموجودة في غالبية الاقتصادات المتقدمة الكبرى.

في الوقت نفسه، أدت عوائد سندات الخزانة الأميركية المرتفعة إلى تثبيط الصناديق العالمية عن الاستثمار في آسيا، وربما يتغير كل هذا مع تصاعد الرهانات على تخفيض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة، ما يجعل الميزان يميل لصالح المنطقة.

أوضحت فرانسيس تشونج، الخبيرة الاستراتيجية في مجال أسعار الفائدة ببنك “أوفرسيز-تشاينا بانكينج” (Oversea-Chinese Banking Corp) ، أن ضعف الدولار وانخفاض عوائد السندات الأمريكية سيوفران مجالاً أكبر للبنوك المركزية الآسيوية على صعيد تيسير السياسة النقدية، خاصة إذا كانت ظروفهم الاقتصادية المحلية مناسبة لخفض أسعار الفائدة.

الرهانات

عزز المستثمرون الرهانات على حدوث تحول في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة بعد اجتماعه الأربعاء الماضي، وأشار رئيس البنك المركزي الأمريكي، جيروم باول، إلى أن خيار خفض الفائدة خلال سبتمبر المقبل ربما يكون مطروحاً للنقاش، وهو ما أعقبه صدور بيانات ضعيفة لسوق العمل الجمعة الماضية.

تتوقع سوق عقود المقايضات خفضًا لسعر فائدة بمقدار 50 نقطة أساس تقريبًا من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر المقبل، بينما تكشف بيانات جمعتها بلومبرغ أن توقعات تخفيض أسعار الفائدة الأساسية خلال الأشهر المقبلة تصاعدت في كوريا الجنوبية وتايلندا وماليزيا.

انتعاش العملات الآسيوية

ارتفعت الروبية الإندونيسية للجلسة الرابعة على التوالي أمس، مع صعودها إلى جانب العملات الأخرى بالمنطقة، بعدما أظهرت البيانات نمو الاقتصاد الإندونيسي بأكثر قليلاً من التوقعات خلال الربع الماضي. ومن المنتظر أن تسهم أرقام التضخم في الفلبين وتايوان وتايلندا الأسبوع الحالي في تشكيل توقعات المستثمرين لمسار السياسة النقدية في تلك الاقتصادات أيضًا، حسبما ذكرت بلومبرج.

ولو استمر انخفاض الدولار الأمريكي، فقد يمثل ذلك تحولًا بالنسبة للمسؤولين في تايوان وإندونيسيا، الذين اضطروا في وقت سابق من هذا العام إلى رفع أسعار الفائدة للدفاع عن عملاتهم. ومن المتوقع أن يتحول البنك المركزي الهندي إلى موقف محايد في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بينما من المقرر اتخاذ قرارات بشأن أسعار الفائدة في الفلبين وتايلندا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية في وقت لاحق من الشهر الجاري.

ربما يعجبك أيضا