كيف تحولت العلاقات البريطانية الإسرائيلية في عهد ستارمر؟

تبدل التحالفات بين بريطانيا وإسرائيل..ما السبب؟

شروق صبري
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ومظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

تأرجحت العلاقات البريطانية الإسرائيلية، من التحالف والتعاون إلى التوترات الحالية تحت تأثير سياسات حكومة كير ستارمر الجديدة.


شهدت العلاقات بين بريطانيا وإسرائيل، تحولات كبيرة طرأت على هذه العلاقة، من الفترات التي اتسمت بالتحالف والتعاون إلى فترات التوتر والاختلافات.

وقد تأثرت العلاقات الثنائية بين البلدين في ظل الحكومة البريطانية الحالية بقيادة كير ستارمر. وفيما يلي نستعرض تاريخ العلاقات بين بريطانيا والحركة الصهيونية وإسرائيل، ونتائج التغيرات على الساحة السياسية الدولية.

تطور العلاقة البريطانية الإسرائيلية

بعد أقل من أسبوعين من تولي الحكومة البريطانية الجديدة برئاسة ستيار كير ستارمر مهامها، أصدرت بريطانيا سلسلة من القرارات التي تعتبر غير ودية تجاه إسرائيل، وذلك بعد سنوات من سياسة الدعم القوي التي اتبعتها الحكومة السابقة.

هذا التغيير يبرز التباين بين سياسة الحكومة الحالية وسابقتها، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين البلدين.

الخطوات الجديدة للحكومة البريطانية

أول خطوة اتخذتها الحكومة البريطانية كانت إلغاء اعتراضها على أوامر الاعتقال المثيرة للجدل من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يواف جالانت. في البيان الرسمي، أُعلنت بريطانيا أنها لن تستمر في دعم اعتراض الحكومة السابقة على أوامر الاعتقال، وأنه يتعين على المحكمة تحديد الخطوات التالية.

الخطوة الثانية هي الإشارة إلى احتمال توقف بريطانيا عن توريد الأسلحة لإسرائيل، رغم الزيارة الودية لوزير الدفاع البريطاني جون هيلي. حسب ما ذكرت صحيفة معاريف البريطانية اليوم الثلاثاء 6 أغسطس 2024.

الخطوة الثالثة: أعلنت الحكومة البريطانية استئناف التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قائلة إنها مقتنعة بأن الوكالة تعمل وفقًا لأعلى معايير الحيادية. تأتي هذه القرارات في وقت تتصدى فيه إسرائيل للتهديدات الإيرانية ووكلائها.

بريطانيا والحركة الصهيونية:

تشهد العلاقة بين بريطانيا والحركة الصهيونية، ومن ثم إسرائيل، تقلبات كبيرة على مر الزمن. خلال الفترة التي سبقت قيام إسرائيل، كانت هناك فترات من التعاون الوثيق، مثل وعد بلفور، والذي كان خطوة مهمة في دعم الحركة الصهيونية. وقد ساهم في ذلك مجموعة من الشخصيات السياسية البارزة مثل رئيسا وزراء المملكة المتحدة سابقًا وينستون تشرشل وديفيد لويد جورج.

ومع ذلك، شهدت العلاقة أيضًا فترات من التوتر والعداء، مثل فترة حكومة حزب العمل البريطانية برئاسة كليمنت أتيلي في عام 1945، عندما أعلنت الحكومة البريطانية عن قيود على هجرة اليهود إلى فلسطين وألغت فعليًا وعد بلفور. هذا القرار، الذي اتخذ تحت تأثير وزير الخارجية أرنست بويين، الذي كان له ميول مختلفة، كان له تأثير سلبي كبير على العلاقات بين بريطانيا والحركة الصهيونية، وزاد من حدة التوترات في المنطقة.

السياسات البريطانية

تسببت سياسة بويين في أزمة دبلوماسية دولية، خصوصًا بعد حادثة “إكسودوس”، التي أثرت على الرأي العام العالمي والبريطاني. هذا التوتر أدى إلى تحول كبير في السياسة البريطانية، إذ تعرضت الحكومة لضغوط من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، ما ساهم في تسريع عملية إنشاء إسرائيل.

استمرت العداوة البريطانية في فترة 1948، حيث دعمت بريطانيا الدول العربية وأقامت علاقات عسكرية معها. وصلت الأمور إلى ذروتها عندما أسقطت إسرائيل طائرات بريطانية كانت في طريقها لدعم القوات المصرية. حسب معاريف الإسرائيلية.

التعاون والتقارب

رغم فترات التوتر، تحسنت العلاقات البريطانية الإسرائيلية بشكل ملحوظ في العقود التالية، خصوصًا خلال أزمة السويس في عام 1956، حيث تعاونت بريطانيا وفرنسا مع إسرائيل في العملية العسكرية المعروفة بـ”عملية سويز”، وقد ساهم ذلك في تحسين العلاقات بين البلدين.

في السنوات الأخيرة، تطورت العلاقات إلى شراكة قوية، رغم التوترات التي نشأت. بفضل جهود متبادلة، نجحت الدولتان في تجاوز العديد من الصعوبات وبناء علاقة صداقة قوية.

التحديات الحالية والعلاقات المستقبلية

تواجه العلاقة بين بريطانيا وإسرائيل اليوم تحديات جديدة تحت تأثير الحكومة البريطانية الحالية. رغم أن رئيس الوزراء ستارمر قد أزال بعض العناصر المعادية للسامية من حزب العمل، فإن سياساته الحالية تعكس تأثيرات متزايدة من المجتمعات المسلمة والعربية في بريطانيا.

هذا التغيير في السياسات البريطانية قد يؤثر أيضًا على العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة، خاصةً في ظل وجود إدارة أمريكية قد تكون أقل دعمًا لإسرائيل.

ربما يعجبك أيضا