استراتيجية جديدة.. لماذا اختارت هاريس حاكم مينيسوتا نائبًا؟

في خطوة مفاجئة أثارت اهتمام الأوساط السياسية، أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، اختيارها لحاكم ولاية مينيسوتا، تيم فالز، ليكون نائبها في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وبحسب “صحيفة المونيتور” في تقرير نشر اليوم الثلاثاء 6 أغسطس 2024، فإن القرار يمثل جزءًا من استراتيجية حملة هاريس لتوسيع نطاق تأييدها واستقطاب أصوات جديدة، خاصة، يحظى بشعبية كبيرة في بعض الولايات المتأرجحة.

نبذة عن تيم فالز

ولد تيم فالز في مدينة ويست بوينت بولاية نبراسكا عام 1964، ونشأ في أسرة متواضعة، خدم بالجيش الأمريكي لفترة طويلة، حيث تدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة رقيب أول.

بعد خدمته العسكرية، انتقل إلى مينيسوتا وعمل كمدرس في مدرسة ثانوية، حيث أصبح لاحقًا مديرًا، وكان ذو شعبية كبيرة في الولاية.

مسيرته السياسية

دخل “فالز” عالم السياسة من باب مجلس النواب الأمريكي، حيث انتخب لأول مرة عام 2006 ممثلًا عن الدائرة الأولى في مينيسوتا.

تميز خلال فترة خدمته في الكونجرس بدعمه للقضايا المتعلقة بالمحاربين القدامى، والتعليم، والرعاية الصحية، وفي عام 2018، قرر الترشح لمنصب حاكم ولاية مينيسوتا، وفاز بالانتخابات بفضل حملته التي ركزت على تحسين البنية التحتية، وتعزيز الاقتصاد، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

تاريخه العسكري

بدأ تيم فالز مسيرته العسكرية عندما انضم إلى الحرس الوطني لجيش نبراسكا بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، تميز بخدمته المتفانية، مما أدى إلى ترقيته إلى رتبة رقيب أول.

شارك فالز في العديد من المهمات والتدريبات العسكرية التي ساعدته على صقل مهاراته القيادية والتنظيمية، وخلال فترة خدمته، حصل على عدة أوسمة وشهادات تقدير لأدائه المتميز وتفانيه في خدمة بلاده.

تجربته العسكرية لم تقتصر فقط على الجانب القتالي، بل شملت أيضًا العمل مع الجنود وتقديم الدعم اللازم لهم ولعائلاتهم، مما أسهم في بناء شخصيته القيادية التي تتسم بالتفهم والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات الصعبة.

لماذا وقع الاختيار عليه؟

هناك عدة عوامل جعلت تيم فالز الخيار الأمثل للمرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي كامالا هاريس، أولها أنه يتمتع فالز بشعبية كبيرة في ولاية مينيسوتا، وهي ولاية تعتبر من الولايات المتأرجحة في الانتخابات الرئاسية، اختيار شخصية محبوبة في هذه الولاية يمكن أن يعزز فرص الفوز.

خبرة فالز العسكرية والسياسية تجعله مرشحًا قويًا قادرًا على دعم هاريس في القضايا الأمنية والسياسية الداخلية والخارجية، خاصة في الملفات الساخنة غزة وإيران وأوكرانيا.

قدرة على التواصل

يمتاز تيم فالز بشخصية قوية ومتواضعة في الوقت نفسه، حياته المهنية المتنوعة بين الخدمة العسكرية والتعليم والسياسة تجعله قادرًا على التواصل مع شرائح مختلفة من المجتمع، كما أنه يتمتع بقدرة كبيرة على الاستماع والتفاعل مع القضايا بشكل بناء، مما يجعله قائدًا حقيقيًا يهتم بمصلحة الأمريكيين.

في الكونجرس، عرف عنه موقفه الثابت من دعم المحاربين القدامى، حيث عمل على تحسين خدمات الرعاية الصحية لهم وتوفير فرص عمل مناسبة، كما أظهر شغفًا بالتعليم من خلال جهوده لتحسين النظام التعليمي في مينيسوتا، مما جعله يحصل على دعم كبير من المعلمين وأولياء الأمور على حد سواء.

شخصية تيم فالز تعكس أيضًا اهتمامًا حقيقيًا بالتنوع والشمولية، وهو ما يظهر في سياساته الداعمة لحقوق الأقليات والمهاجرين، التزامه بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية يجعله شريكًا مثاليًا لهاريس التي تشارك نفس الرؤية.

مواقفه تجاه الأزمات العالمية

عندما يتعلق الأمر بحرب غزة، فإن تيم فالز يتبنى موقفًا متوازنًا يدعو إلى ضرورة وقف العنف وحماية حقوق الإنسان لكلا الجانبين، ويؤكد على أهمية العمل الدبلوماسي لإيجاد حل دائم للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ويشدد على دعم الولايات المتحدة للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

أما فيما يتعلق بأزمة إيران، فإن فالز يدعو إلى ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد يضمن عدم تطوير إيران لأسلحة نووية، وفي الوقت نفسه يرفع العقوبات الاقتصادية التي تثقل كاهل الشعب الإيراني. يؤمن فالز بأن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لتجنب التصعيد العسكري وضمان الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

فالز يؤيد بشدة دعم أوكرانيا ضد روسيا ويرفض التفاوض مع موسكو قبل الانسحاب من المناطق التي احتلها في أوكرانيا، وتعد هذه المواقف متطابقة تماما مع مواقف هاريس.