القيود على الإنترنت تجعل إيران «جنةً للقراصنة»

القيود على الإنترنت لم تمنع الإيرانيين من دخول العالم الافتراضي

يوسف بنده

السلطات لم تستفد شيئًا من فرض القيود على شبكة المعلومات الدولية سوى الاختراقات الأمنية واستنزاف أموال الإيرانيين في الدفع لشركات "كاسر الحجب" حتى يتمكنوا من دخول العالم الافتراضي.


تفرض السلطات في إيران قيودًا على استخدام الفضاء الإلكتروني الواسع، بما يدفع الشباب هناك إلى البحث عن حلول تساعده على تجاوز الحجب الذي تفرضه السلطات لدوافع أمنية.

ومنذ انتفاضة الحجاب وتشديد القيود التي فرضتها السلطات الإيرانية، انتعشت في الجمهورية الإسلامية تجارة برامج وتطبيقات “كاسر الحجب” (VPN)، من أجل إمكانية الوصول للمواقع العالمية مثل فيس بوك وإنستجرام وغيرها.

حجب الفضاء الاليكتروني في إيران 2

حجب الفضاء الاليكتروني في إيران

كاسر الحجب

تشير تقارير غير رسمية إلى أن عدد الإيرانيين الذين يستخدمون خدمات كواسر الحجب (VPN) قد تجاوز 40 مليون شخص.

وحسب موقع “أكو إيران”، أصدر المركز الوطني للفضاء الافتراضي في إيران مرسومًا يقضي بمنع استخدام كاسر الحجب (VPN) إلا بعد الحصول على تصريح رسمي، كما حظر هذا المركز على الكيانات القانونية في الدولة الترويج والإعلان عبر مواقع التواصل الأجنبية.

وحسب وكالة إيلنا الإيرانية، 25 أبريل الماضي، صرح رئيس هيئة إدارة نقابة الحاسب الآلي في طهران أن الأموال التي تنفق على خدمات كاسر الحجب (VPN) تكون في بعض الأحيان أكثر مما يدفعه المستخدم الإيراني مقابل باقة من الإنترنت، مشيرًا إلى أن حجم مبيعات تلك الخدمات يعادل حجم مبيعات واحدة من شركات الاتصالات في إيران.

حجب الفضاء الاليكتروني في إيران 1

حجب الفضاء الاليكتروني في إيران

جنة القراصنة

حسب تقرير موقع “عصر إيران”، اليوم الأربعاء 7 أغسطس، فإن الإحصائيات تشير إلى أن شبكة الإنترنت في إيران أصبحت غير آمنة بسبب استمرار سياسة فرض القيود على الدخول لعالم الإنترنت والاستفادة من برامج “كاسر الحجب”.

وأوضح أن تلك البرامج التي يشتريها الإيرانيون أو يحصلون عليها عبر الفضاء الإلكتروني، تسبب في تحول إيران إلى جنة القراصنة، حيث يتسللون من خلال تلك التطبيقات إلى المؤسسات داخل إيران من خلال عمليات الاختراق.

وبحسب تقرير “عصر إيران”، وقع خلال 21 شهرًا ما يعادل 430 ألف هجمة DDoS على 79 ألف وجهة إلكترونية في إيران. ما أدى إلى أن أصبحت شبكة إيران ملوثة للغاية وضعيفة، بسبب سهولة الاختراق الأمني من قبل القراصنة (هاكرز).

حجب الفضاء الاليكتروني في إيران 1

حجب الفضاء الاليكتروني في إيران

خسائر اقتصادية

يشير تقرير صحيفة “آرمان أمروز” الإيرانية، اليوم الأربعاء، أن التجارة الإلكترونية تضررت بشكل كبير داخل إيران بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى شبكات الانترنت.

وحسب تقرير الصحيفة الإيرانية، فإن الإيرانيين قد لجأوا إلى منصات مثل تليجرام وإنستجرام للتسويق والتجارة، حيث تحتل إيران المرتبة الثالثة في العالم من حيث عدد قنوات التليجرام (211 ألف قناة)، وذلك بهدف تبادل المعلومات والتسويق والتجارة.

ويشير التقرير إلى أن السلطات لم تستفد شيئًا من فرض القيود على شبكة المعلومات الدولية سوى الاختراقات الأمنية والبحث عن منصات مشبوهة للتداول والتجارة وخسارة التجارة الاليكترونية واستنزاف أموال الإيرانيين في الدفع لشركات “كاسر الحجب” حتى يتمكنوا من دخول العالم الافتراضي.

ربما يعجبك أيضا