محلل إسرائيلي: «نتنياهو يتحدث كأسد ويتصرف كأرنب»

هآرتس: نتنياهو جيد في التهديدات فحسب

بسام عباس
بنيامين نتنياهو

قالت صحيفة “هآرتس”، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لا يهمه الأسرى في غزة، ولا يحركه الشمال المقفر والمقصوف، وحتى الـ1623 إسرائيليًا الذين سُفكت دماؤهم وقتلوا في الحرب التي شنها لا يتركون أي انطباع لديه.

وأوضحت أن ما يهمه هو أن يبني “رجلًا قويًا” يقف بشجاعة في وجه العالم بأسره، وأن ينأى بنفسه عن أي مسؤولية عن المذبحة الكبرى والفشل في إدارة الحرب.

الحفاظ على الكرسي

أوضحت الصحيفة أن طريقة نتنياهو هي إلقاء التهمة على الآخرين، وأنه كان يفعل ذلك طوال حياته، وعرض عليه رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية، الأربعاء الماضي، موقفًا موحدًا بضرورة استغلال عمليتي اغتيال فؤاد شكر في بيروت، وإسماعيل هنية في طهران، لدفع صفقة الأسرى وإنهاء الحرب في غزة، لأن عدم إعادتهم يُعد هزيمة استراتيجية ومعنوية.

وأضافت، في مقال للمحلل الاقتصادي الإسرائيلي “نحميا شترسلر”، نشرته الثلاثاء 6 أغسطس 2024، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي قال: “علينا أن نمضي إلى صفقة”، وأضاف رئيس الموساد دادي برنياع: “إذا توانينا، فسوف نفوت الفرصة”، وحذر رئيس الشاباك رونين بار قائلًا: “أشعر بأن رئيس الوزراء لا يريد المقترح المطروح على الطاولة”.

وقال وزير الأمن، يوآف جالانت الذي كان الأكثر قسوةً: “يجب النظر إلى الصفقة على أنها فرصة، لا يوجد سبب أمني لتأخيرها، أنت تضع اعتبارات ليست في مصلحة الأمر”، وهذا اتهام خطير، يقول إن نتنياهو غير مستعد لإعادة الأسرى وإنهاء الحرب، لأن مصلحته الشخصية فقط أمام عينيه، والحفاظ على كرسيه.

فاشل كبير

قال نحميا شترسلر إن جميع رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية يعتقدون الآن أن من الضروري المضي قدمًا والتوقيع، ونتنياهو فقط هو الذي ينسف الصفقة لأسبابه الشخصية، لافتًا إلى أن من المضحك أنه يعتبر نفسه قادرًا على التفاوض، ووصفه بأنه فاشل كبير في هذه القضية.

وأضاف أن نتنياهو في المفاوضات الأخيرة لتشكيل حكومة، استسلم لضغوط من الحريديم والمستوطنين، ولبتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ومنح الأول السيطرة الكاملة على خزينة الدولة إلى جانب كونه وزيرًا في وزارة الأمن، ومنح الثاني، وهو مجرم مدان وكاهاني محلف، السيطرة على الشرطة.

إضعاف إسرائيل

أوضح شترسلر أن نتنياهو، طوال فترة حكمه التي دامت 15 عامًا تخللتها استراحة صغيرة، أضعف إسرائيل، ففي مارس 2023، عندما نفذ حزب الله هجومًا على مفترق مجيدو، طالبه العسكريون بالرد بشكل مناسب، لكنه تهرب من ذلك، وبذلك يكون قد أفهم نصر الله أن دم الإسرائيليين مهدور.

وذكر أن نتنياهو سمح لإيران ببناء حزام من النار حول إسرائيل، وكذلك تعزيز برنامجها النووي، وسمح لحزب الله بالحصول على 130 ألف صاروخ، وكان يخشى، في بداية الحرب، الدخول البري إلى غزة.

وقال إن نتنياهو جيد بالتهديدات فحسب، فهو يتحدث مثل الأسد ويتصرف مثل الأرنب، والنتيجة هي أن الملايين من المواطنين ينتظرون الآن بخوف ردًا إيرانيًا، في حين أن “أحقر رجل في تاريخ إسرائيل” مستمر في القلق على مصلحته الشخصية فقط.

ربما يعجبك أيضا