بعد إخفاقها عالميًا.. خبير لـ«رؤية»: صناديق المؤشرات ليست محصنة ضد الانهيار

خبير: صناديق الاستثمار المتداولة ليست محصنة ضد تراجعات الأسهم الحادة

محمود عبدالله

تكبد المستثمرون الذين ضخوا عشرات المليارات من الدولارات في صناديق الاستثمار المتداولة أو ما تُعرف بصناديق المؤشرات، خسائر كبيرة هذا الأسبوع، رغم ما تشتهر به تلك الصناديق من الحماية من تقلبات أسواق المال.

ويكشف ذلك عن تسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المتداولون الأفراد الذين يبحثون عن طرق سهلة للتغلب على حالة عدم اليقين في الاستثمار بأسواق المال، ما يضعهم في حيرة بشأن دخول أسواق الأسهم، وفق ما كشفت عنه صحيفة فاينانشال تايمز.

صناديق الاستثمار المتداولة

ازدهرت شعبية صناديق الاستثمار المتداولة خلال السنوات الأخيرة، إذ نمت الأصول الخاضعة للإدارة من حوالي 18 مليار دولار في أوائل عام 2022 إلى ما يقرب من 80 مليار دولار حتى يوليو الماضي، وفقًا لبيانات مورنينج ستار العالمية للخدمات المالية، حيث تتضمن استراتيجيات تلك الصناديق سياسات استثمارية آمنة كالاستثمار في المؤشرات وليس سهمًا بعينه، فضلاً عن الاستثمار بالمشتقات.

وكانت التدفقات الواردة على تلك الصناديق مدفوعة باحتمال تحقيق مكاسب شبيهة بالأسهم إلى جانب الحصول على دخل أيضًا مثل السندات مع تقلبات منخفضة، وعلى سبيل المثال يهدف صندوق دخل الأسهم الممتازة التابع لبنك “جيه بي مورجان” الأمريكي، وهو أكبر صندوق متداول في البورصة يتم إدارته بنشاط في الولايات المتحدة، إلى تحقيق جزء كبير من العائدات أو الأرباح المرتبطة بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 مع تقلبات أقل.

انخفاض الأسهم

لكن عندما تتحرك الأسواق بسرعة نحو الهبوط، فإن الدخل الصغير نسبيًا الناتج عن بيع المشتقات لا يكفي لتعويض الانخفاض في الأسهم الكبرى، ولذلك كان أداء العديد من الصناديق ضعيفًا في نفس الوقت الذي عانت فيه الأسهم من التقلبات الحادة.

وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500 Buywrite index)، وهو مقياس لاستراتيجيات الصناديق المتداولة بنسبة 2.8% يوم الاثنين الماضي، وهو أفضل قليلاً من انخفاض ستاندرد آند بورز 500 لبورصة وول ستريت بمعدل 3%، وفي حين لا يزال مؤشر ستاندرد آند بورز مرتفعًا بنسبة 9% حتى الآن هذا العام، فإن مؤشر (S&P 500 Buywrite index) مرتفع بأقل من 4%.

أداء الأسهم

قال المحلل الاقتصادي محمد سعيد، إنه رغم الاستراتيجية الآمنة وطبيعة الاستثمار بصناديق الاستثمار المتداولة بتركيزها على المؤشرات أو بالمشتقات والعقود الآجلة، لكنها ليست محصنة من انهيار الأسهم، وهو ما كشفت عنه تعاملات يوم الاثنين التي انهارت فيها الأسهم العالمية.

وأضاف في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية“، أنه في الأوضاع العادية للأسواق يمكن لتلك الصناديق أن تتفوق على أداء الأسهم والتداولات العادية التي تتم في البورصات، حيث لا تكون تراجعات المؤشرات عنيفة بعكس بعض الأسهم التي قد تشهد انخفاضات كبيرة.

أسواق الأسهم

اكتسبت جاذبية الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة قوة دفع في عام 2022 حيث دخلت أسواق الأسهم والسندات في انخفاضات بطيئة وثابتة، ولكن على المدى الطويل، كان أداء تلك الصناديق مختلف وأقل من عوائد الأسهم وسندات الخزانة.

وأشار “سعيد” إلى أنه ينبغي على المستثمرين عدم التركيز على الاستثمار عبر تلك الصناديق فقط بل ينبغي تنويع محافظهم الاستثمارية على المدى الطويل بأدوات الدخل الثابت أو انتهاج سياسة التدوير بالمحافظ بشراء الأسهم الكبرى وذات الأداء المالي القوي في فترات الأزمات مع التعامل في أسهم المضاربات في بعض الأوقات أيضًا لتحقيق ربح مقبول.

جيه بي مورجان

تفوق صندوق دخل الأسهم الممتازة التابع لبنك “جيه بي مورجان”، على مؤشر S&P 500 بنحو 2.5% منذ بداية أغسطس الجاري، ومع ذلك، عندما حدثت الانخفاضات الأخيرة محت العائدات التي حققها الصندوق منذ بداية العام.

وانخفض عائد جيه بي مورجان منذ بداية العام بنسبة 43% بسبب الهبوط الحاد بمؤشرات البورصات أخيرًا، وهو ما يزيد عن الانخفاض في المؤشر الأمريكي S&P والذي تراجع بنسبة 40%، وفقًا لبيانات بلومبرج، كما حقق الأول عائدًا إجماليًا بنسبة 4.9% منذ بداية العام، مقارنة بنسبة 9.9% للثاني.

ربما يعجبك أيضا