«بوجديمونت».. لماذا تطارد إسبانيا زعيم الانفصاليين في كتالونيا؟

خطاب «بوجديمونت» في برشلونة دليل على ضعف قضيته وليس على قوته

بسام عباس
مظاهرات كتالونيا في برشلونة

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن زعيم حركة انفصال كتالونيا في المنفى، كارليس بوجديمونت، عاد إلى الإقليم الإسباني لأول مرة منذ 2017، رغم إصدار السلطات مذكرة اعتقال بحقه.

وألقى بوجديمونت خطابًا، الخميس 8 أغسطس 2024، في تجمع انفصالي وسط برشلونة قبل الفرار، ما دفع الشرطة الإسبانية إلى مطاردته.

عودة مفاجئة

ذكرت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس 8 أغسطس 2024، أن الزعيم الانفصالي الكتالونيي كارليس بوجديمونت، عاد إلى الظهور في إسبانيا، وتحديدًا في برشلونة بعد 7 سنوات من المنفى، ولكنه سيتوارى عن الأنظار مجددًا لأسباب غير معروفة.

وأضافت أن بوجديمونت يعيش في المنفى الاختياري منذ عام 2017، وعندما قاد بصفته رئيس إقليم كتالونيا حملة لإجراء استفتاء غير قانوني على الاستقلال، وانتهى التصويت بالفوضى، وحاولت الحكومة منعه بالقوة، وأصدرت مدريد مذكرة اعتقال بحقه، ورغم العفو العام اللاحق عن الجرائم المتعلقة بالاستفتاء، لا يزال يواجه اتهامات قد لا يغطيها العفو.

زعيم حركة انفصال كتالونيا، كارليس بوجديمونت

زعيم حركة انفصال كتالونيا، كارليس بوجديمونت

عمل يائس

أوضحت المجلة، أن عودة بويجديمونت إلى برشلونة كانت مفاجئة، وربما يقول البعض إنها شجاعة، ولكنها عمل “يائس”، فمنذ رحيله عام 2017، تراجعت أهمية استقلال كتالونيا بشكل كبير، ولم يعد دعم الانفصال قويًّا بالمنطقة، وهو ما تجلى في الانتخابات الإقليمية الأخيرة، إذ فشلت الأحزاب الانفصالية في الفوز بأغلبية مطلقة في البرلمان الكتالوني.

ويبدو أن سلفادور إيلا، الاشتراكي المتحالف مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، على وشك أن يصبح الزعيم القادم للمنطقة بدعم من اليسار الجمهوري، وهو حزب انفصالي أكثر اعتدالاً من حزب بويجديمونت “معًا من أجل كتالونيا”، (جونتس).

مظاهرات تأييد لـ"بويجديمونت"

مظاهرات تأييد لـ”بويجديمونت”

تراجع القضية

رجحت المجلة نجاح هذه الاستراتيجية، قائلة، إن احداث العام الماضي أبعدت الحركة القومية الكتالونية عن الانفصالية المتشددة التي يتبناها بويجديمونت، ولعب جونتس دور صانع الملوك في البرلمان الإسباني، حيث دعم محاولة سانشيز لإعادة انتخابه في مقابل العفو المثير للجدل.

وأضافت أن العفو شمل مئات الناشطين والسياسيين الكتالونيين المدانين الذين شاركوا في استفتاء عام 2017، فضلاً عن تنازلات أخرى، ورغم أن هذه الخطة أصبحت الآن في حالة من الغموض القانوني، فقد انتزع حزب اليسار الأوروبي بعض السياسات المؤيدة لكتالونيا في صفقته الأخيرة لدعم إيلا، لافتةً إلى أن النهج الإصلاحي في تسوية المظالم الإقليمية مع الحكومة الوطنية جاء على حساب بويجديمونت.

وأوضحت المجلة، أن هذا لا يعني أن نزعته الانفصالية المتشددة لم تعد تحظى بنصيبها من المؤيدين، فالمظاهرة التي نظمها الخميس، واعتقال ضابط شرطة محلي يُزعم أنه ساعده على الفرار، تكشف هذا الأمر جليًّا، ولكن حيلته السياسية في برشلونة تسلط الضوء على ضعف قضيته مقارنة بما كانت عليه قبل 7 سنوات، وليس على قوته المتبقية.

ربما يعجبك أيضا