خلاف بين بزشكيان والحرس الثوري بشأن كيفية الرد على إسرائيل

محمد النحاس

مساعد لـ بزشكيان: "يعي الرئيس أن الحرس الثوري يهدف إلى جر البلاد إلى الحرب، لكنه مصمم على الوفاء بوعوده الانتخابية التي تشمل توفير ظروف حياة سلمية للشعب".


في محاولة لتجنب الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل، يواجه الرئيس الإيراني الجديد، مسعود پزشكيان، صراعًا داخليًا حادًا مع الحرس الثوري.

وأفادت صحيفة “تلجراف” البريطانية، في تقرير لها، بأن هناك حالة من الانقسامات تسود طهران بشأن كيفية الرد على اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حماس، في العاصمة الإيرانية بتاريخ 31 يوليو 2024.

موقف الحرس الثوري

يصر كبار القادة في الحرس الثوري على تنفيذ هجوم مباشر على تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى، مع التركيز على القواعد العسكرية لتجنب الضحايا المدنيين، وفق تقرير تلجراف. 

من جانبه، اقترح بزشكيان، الذي يُعتبر معتدلًا والذي هزم مرشح متشدد محسوب على الحرس الثوري في الانتخابات الشهر الماضي، استهداف قواعد إسرائيلية سرية في الدول المجاورة لإيران.

وسبق لإيران أن استهدفت ما تسميه “قواعد التجسس” التابعة للموساد، (جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي)، في كردستان العراق، ويحاول الحرس الثوري تقويض جهود الرئيس پزشكيان في سعيه للرد بشكل متحفظ على إسرائيل، حسبما أفاد مساعدو الرئيس لـ”تلجراف”.

عواقب وخيمة

تأسس الحرس الثوري بعد الثورة عام 1979 لحماية النظام الجديد من المعارضة الداخلية، وطور نفسه ليصبح منظمة ضخمة ذات تأثير كبير على الجيش الإيراني والاقتصاد والمجتمع بشكل عام.

وإجمالًا، تقع المسؤولية النهائية عن اتخاذ القرار بشأن كيفية رد إيران على الحادثة على عاتق المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. 

وأشار مساعد مقرب من الرئيس بزشكيان إلى أن “الرئيس يخشى أن يكون لأي هجوم مباشر على إسرائيل عواقب وخيمة”، حسب ما نقل تقرير الصحيفة البريطانية. 

هجوم إيران السابق وعدم التورط في حرب

أضاف المسؤول الإيراني للصحيفة البريطانية أن “الرئيس يشعر بالامتنان لأن إيران لم تدخل في حرب شاملة مع إسرائيل في المرة الماضية”، في إشارة إلى الهجوم الذي وقع في 13 أبريل، حيث أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخًا على إسرائيل.

وجاء الهجوم الإيراني بعد ضربات إسرائيلية على قنصلية إيران في دمشق بتاريخ 1 أبريل، والتي أسفرت عن مقتل 7 من الحرس الثوري بينهم عناصر قيادية.

خلاف محتدم 

في 31 يوليو، تصاعدت التوترات بين التيارين (المعتدل والمتشدد) مرة أخرى عندما جرى اغتيال هنية، زعيم المكتب السياسي لحماس، في طهران أثناء حضوره مراسم تنصيب الرئيس بزشكيان.

وقال مساعد للرئيس لـ”تلجراف” إن إصرار الحرس الثوري على استهداف إسرائيل “يتعلق أكثر بمحاولة تقويض إمكانات الرئيس، بدلًا من الرد على الإهانة التي تعرضوا لها”.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قد أفادت بأن الموساد زرع قنابل في بيت ضيافة الحرس الثوري الذي كان يقيم فيه هنية لتنفيذ عملية الاغتيال، وهي رواية نفتها طهران، وفي صباح يوم الخميس، أدت تدريبات على الحدود الغربية لإيران إلى تعليق العديد من شركات الطيران رحلاتها فوق البلاد، وأثارت مخاوف من احتمال حدوث هجوم في ذلك الوقت.

ضغوط على الرئيس

قال مساعد آخر للرئيس بزشكيان لـ”تلجراف”، إن “هذه المناورات الأخيرة على الحدود الغربية للبلاد تهدف فقط إلى تخويف الرئيس پزشكيان، مؤكدًا أن “الحرس الثوري مصمم على استهداف إسرائيل ويعتقدون أن الأمر سهل”. 

وأشار إلى أن الرئيس اقترح استهداف مواقع تتعلق بإسرائيل في جمهورية أذربيجان أو كردستان العراق، وإبلاغ هذه الدول مسبقًا، وأكد نفس المصدر أن الرئيس “لا يشعر بالإهانة جراء الهجوم”، مضيفًا أنه اقترح تسليح حزب الله اللبناني بأسلحة أكثر تطورًا و”منحه الدعم الإيراني المكثف للقتال”.

خطأ متعمد؟ 

من جانبها، تحافظ إسرائيل على علاقات دبلوماسية مع أذربيجان التي تحد إيران من الشمال الغربي، ويعتقد العديد من المقربين من الرئيس بزشكيان أن “إهمال أمن هنية كان متعمدًا لتوريط الرئيس الحالي في الحرب”، حسب الصحيفة الغربية. 

وتزامن الاغتيال مع اليوم الأول للرئيس الجديد في منصبه، وخلال حملته الانتخابية، حصل بزشكيان على دعم من الليبراليين الإيرانيين من خلال وعده باستعادة مكانة إيران الدولية من خلال الدبلوماسية والحوار.

وجهات نظر متباينة

أشار مساعد آخر للرئيس پزشكيان إلى أن “هناك نقاشات طويلة ومكثفة، حيث يحاول الرئيس إقناع قادة الحرس الثوري بتجنب الإجراءات التي قد تخرج عن السيطرة”.

وأضاف: “يعي الرئيس أن الحرس الثوري يهدف إلى جر البلاد إلى الحرب، لكنه مصمم على الوفاء بوعوده الانتخابية التي تشمل توفير ظروف حياة سلمية للشعب”.

وفي المقابل، تنقل الصحيفة البريطانية عن المسؤول في الحرس الثوري، إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس، في إحدى الاجتماعات هذا الأسبوع: “إذا لم نرد اليوم، فسيصبحون أكثر وقاحة في المرة القادمة”.

ربما يعجبك أيضا