بسبب الصين.. توقف كامل لصناعة الصلب في تشيلي

عبدالرحمن طه
بسبب الصين.. صناعة الصلب في تشيلي تتوقف بشكل كامل

أعلنت شركة الصلب الوحيدة في تشيلي عن أنها ستوقف عمليات الإنتاج في وقت لاحق هذا العام، وذلك بسبب مواجهة الواردات الصينية الرخيصة، في ضربة لحكومة البلاد، التي فرضت رسومًا جمركية على الصين في وقت سابق في محاولة لإنقاذها.

وقالت شركة صناعة الصلب التشيلية كاب “CAP”، التي تدير مصنع هواتشيباتو في منطقة بيو بيو بوسط تشيلي، إنها ستغلق عملياتها في مجال الصلب “إلى أجل غير مسمى” بحلول سبتمبر المقبل، وألقت باللوم على تدفق الواردات من الصين في تحقيق خسائر تزيد عن 500 مليون دولار على مدى العامين الماضيين، بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

أهمية المصنع

يعتبر المسؤولون التشيليون أن مصنع هواتشيباتو، المورد الكبير للمواد الفولاذية لصناعة تعدين النحاس الضخمة في تشيلي، مهم استراتيجيًا، حيث يوظف المصنع حوالي 20 ألف شخص، بشكل مباشر وغير مباشر في منطقة بيو بيو.

على إثر ذلك، قال وزير الاقتصاد التشيلي نيكولاس جراو يوم الأربعاء 7 أغسطس 2024: “هذا قرار مدمر للغاية لمنطقة بيو بيو، والبلاد تعلم أننا كحكومة بذلنا جهودًا كبيرة لعكسه”.

الصين هي السبب

تعتبر الصين الشريك التجاري التجاري الرئيس لتشيلي، حيث تمثل ما يقرب من 40% من صادراتها، وهي واحدة من أكبر الحصص بين دول أمريكا اللاتينية.

وتشكو حكومات الدول في أمريكا اللاتينية وآسيا من زيادة في الصادرات الرخيصة في العديد من القطاعات من الصين على مدى العامين الماضيين حيث يعاني ثاني أكبر اقتصاد في العالم من ضعف الطلب المحلي.

في حين أوضحت مجموعة صناعة الصلب في أمريكا اللاتينية “Alacero”، أن المنطقة استوردت 10 ملايين طن من الصلب الصيني في عام 2023، بزيادة 44% عن 2022.

شركات أخرى متضررة

أوضحت شركة “كاب”، والتي تستخرج خام الحديد في تشيلي، أن ظروف السوق في الوقت الحالي تعني أنها غير قادرة على زيادة أسعار الصلب على الرغم من التعريفات الجمركية المفروضة على الواردات الصينية.

وأكدت الشركة على أن منتجات الصلب الصينية ورغم التعريفات الجمركية المفروضة عليها، لا تزال أرخص من منتجات الشركة، مما يجعل من غير المجدي اقتصاديًا الاستمرار في أعمال الصلب في تشيلي في شكلها الحالي.

يأتي ذلك بعدما علقت شركة “Huachipato” لصناعة الصلب مؤقتًا عملياتها في مارس، مشيرة إلى التأثير الناجم عن الواردات الصينية.

الجهود الحكومية

فرضت حكومة تشيلي في وقت سابق هذا العام رسومًا مؤقتة بنسبة 34% على الكرات الفولاذية من الصين و25% على القضبان المستخدمة في تصنيعها لمدة ستة أشهر.

وقال المسؤولون إنه من الممكن تمديد هذه الرسوم في انتظار نتائج تحقيق مكافحة الإغراق الجاري من قبل لجنة مكافحة تشويه الأسعار في تشيلي.

وفي يونيو الماضي، قال السفير الصيني في سانتياغو لوسائل الإعلام التشيلية إن الرسوم الجمركية “أضرت بالمصالح المشروعة لشركات الصلب الصينية” و”ألحقت الضرر بالعلاقات الاقتصادية والتجارية” بين البلدين.

حرب الصلب تشتعل

في وقت سابق، زادت المكسيك وتشيلي والبرازيل الرسوم الجمركية على منتجات الصلب المستوردة من الصين، لأكثر من الضعف في بعض الحالات، وتفكر كولومبيا جديًا في اتخاذ تلك الخطوة كذلك.

رغم ذلك، تتخوف دول أمريكا اللاتينية من ردة الفعل الصينية، والتي اتخذت بالفعل اجراءات أحادية الجانب تجاه الأرجنتين في وقت سابق وقامت بحظر وارداتها من فول الصويا القادمة من بوينس آيرس، ردًا على تدابير واسعة النطاق لمكافحة إغراق السوق قامت بها الأرجنتين.

كما أعلنت وزارة التجارة الخارجية في تايلاند في أغسطس الجاري عن تمديد الرسوم الجمركية على لفائف الصلب المدرفلة على الساخن من الصين، وتستهدف بشكل خاص لفائف الصلب الصينية المدرفلة على الساخن والتي تحتوي على نسبة 0.03% من التيتانيوم، وتبرز قوة الصين في صناعة الصلب العالمية من خلال كونها أكبر منتج للفولاذ الخام في العالم، حيث أنتجت في يونيو الماضي نحو 91.6 مليون طن، مستحوذة على 56% من إجمالي الإنتاج العالمي.

الصين وأمريكا اللاتينية

تعتبر الصين أكبر مشتر للمواد الخام من أمريكا اللاتينية ومستثمر رئيسي فيها خلال السنوات الماضية، وفي الوقت نفسه، وفّرت القارة لها سوقًا أخرى لبيع منتجاتها في ظل الرسوم الجمركية الصارمة التي تفرضها الولايات المتحدة وأوروبا.

وبالفعل، تشحن بكين نحو 10 ملايين طن من الفولاذ سنويًا، بما يعادل 8.5 مليار دولار إلى أمريكا اللاتينية. وهي قفزة هائلة من مجرد 80500 طن في عام 2000، وفقًا لجمعية الصلب “ألاسيرو”.

ربما يعجبك أيضا