إيمان خليف.. فوز ذهبي يُشعل الصراع بين اليمين واليسار الفرنسي

عبدالمقصود علي
الملاكمة الجزائرية إيمان خليف

لا تزال المصارعة الجزائرية إيمان خليف تثير الجدل في دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024، خاصة بعد أن استطاعت الفوز بالميدالية الذهبية في نهائي وزن أقل من 66 كيلوجراماً للسيدات.

فالانقسام السياسي بين اليمين واليسار الذي تعاني منه فرنسا، منذ الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في يونيو الماضي، امتد إلى المجال الرياضي.

فرحة وحملة تشويه

بحسب صحيفة “تي أس أيه” فقد أبدت شخصيات عديدة من اليسار الفرنسي فرحتها بعد فوز المصارعة الجزائرية في ختام منافسات الملاكمة للسيدات (-66 كلج) ضمن دورة باريس 2024، حيث استطاعت إيمان خليف الجمعة حصد الميدالية الذهبية في هذه المنافسة بفوزها (5-0) على الصينية يانج ليو.

وقبل فوزها بالميدالية الذهبية، كانت إيمان ضحية لحملة قدح عالمية، بعدما شككت العديد من الشخصيات السياسية والرياضية والاجتماعية في جنسها، واتهمتها بأنها متحولة جنسيًا.


فمنتقدو إيمان خليف جميعهم تقريبًا من اليمين المتطرف العالمي أو قريبين من هذه الحركة، مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، السياسي الإيطالي ماتيو سالفيني، وملك منصة “إكس” إيلون ماسك، تكتب الصحيفة.

التجمع الوطني

كما شاركت روسيا أيضًا في هذه الحملة، ولكن لأسباب أخرى، إذ أثار ممثلها في الأمم المتحدة هذه القضية للطعن في اللجنة الأولمبية الدولية (CIO) التي استبعدت بلاده من دورة باريس، وتخوض حربًا مع الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA)  الذي يرأسه الروسي عمر كريمليف.

وأشارت إلى أن الاتحاد الدولي للملاكمة هو أصل هذه القصة بأكملها، بقراره استبعاد إيمان خليف، من بطولة العالم 2023 أثناء تأهلها للنهائي، بسبب ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون.

إيمان خليف

إيمان خليف

وليس من المستغرب أيضًا أن يتدخل حزب “التجمع الوطني”، وهو الحزب الفرنسي اليميني المتطرف المناهض علنًا للجزائر، في هذه الحملة. وقدم أحد نوابه مشروع قانون يحظر مشاركة الرياضيين “المتحولين جنسيا” في بعض المسابقات الرياضية النسائية، وهو بمثابة وسيلة لدعم الاتهامات الموجهة ضد إيمان خليف.

اليسار الفرنسي

أما اليسار الفرنسي فيقف إلى جانب البطلة الجزائرية، فقد هنأ العديد من ممثليها، ومعظمهم من النساء، إيمان خليف بعد فوزها بالميدالية الذهبية وأعربوا عن دعمهم لها.
ورأت سيجولين رويال، المرشحة السابقة للحزب الاشتراكي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية (2007)، أن فوز إيمان خليف في الألعاب الأولمبية هو “أفضل رد على طوفان الشر” الذي عانت منه. “عندما يحلق رجل في المسابقات، نقول إنه رياضي استثنائي. لا يتم فحص هرموناته”، مستنكرة ما حدث للاعبة الجزائرة في منشور على منصة “إكس”.


وكتبت النائبة المدافعة عن البيئة ساندرين روسو على نفس الشبكة الاجتماعية بعد الميدالية الذهبية التي حصلت عليها إيمان خليف: “نقول لك، دموع الفاشيين تجعلك أقوى”.

ملاكمة غير عادية

“تهانينا لإيمان خليف التي واجهت الكثير من الهجمات القذرة بشجاعة كبيرة. أفضل إجابة هي هذه الميدالية الذهبية”، تؤكد النائبة عن حزب  “فرنسا الأبية” أوريلي تروفيه على منصة إكس. أما إرسيليا سوديه، المنتخبة من نفس الحزب اليساري فكتبت “استمروا في البكاء أيها الفاشيون.. إن كراهيتكم حافز قوي لتحريك الجبال”.


ورحب بيير أوزوليا، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الشيوعي الفرنسي، “بالنصر الجميل للغاية الذي حققته إيمان خليف، الملاكمة الجزائرية غير العادية، التي اضطرت، خارج الحلبة، إلى محاربة اليمين المتطرف المصمم على التشكيك في هويتها”.


ربما يعجبك أيضا