لتعزيز التجارة الإقليمية.. إيران تسارع خطواتها لتفعيل ممر شمال جنوب

ممر شمال جنوب.. أولوية إيرانية لا ترحب بالصراعات

يوسف بنده

جغرافيًّا، إيران هي منطقة ممرات تجارية، حيث يحدها جنوبًا مياه الخليج وبحر العرب وشمالًا بحر قزوين، بجانب مجاورتها لحدود آسيا الوسطى وجنوب القوقاز وتركيا وباكستان وأفغانستان والعراق.


تسارع إيران الجهود لتفعيل ممر شمال-جنوب الاقتصادي الذي يربط جنوبها (الخليج) بشمالها (القوقاز، بحر قزوين، آسيا الوسطى)، عبر السكك الحديدية والطرق البرية والبحرية.

وإن كانت التوترات الأمنية التي تحدث عند منطقة البحر الأحمر وخليج عدن قد عززت من حركة الترانزيت عبر إيران، إلا إن انتقال هذه التوترات إلى داخل الأراضي الإيرانية أمر يهدد حركة التجارة الإقليمية والدولية.

ممر شمال جنوب

ممر شمال جنوب

من بحر البلطيق إلى المحيط الهندي

حسب تقرير موقع بازار مشترك، الجمعة 9 أغسطس، فإن كل من دول إيران وروسيا والهند، تعمل على تشغيل ممر بري وبحري يربط منطقة أوراسيا بالهند عن طريق السكك الحديدية والبرية والبحرية. وأوضح التقرير أن لهذا الارتباط الجديد أهمية كبيرة في تغيير شكل النقل الأوراسي مع جنوب وغرب أسيا وبالتالي إحداث تغيير أيضًا في المشهد الجيوسياسي.

ويوضح تقرير الموقع الإيراني، أن مزايا الممر الشمالي الجنوبي واضحة، لأنه سوف يقلل من وقت تسليم البضائع من الهند إلى أوروبا وربما من إيران إلى أوروبا إذا انتهت العقوبات المفروضة على إيران. يمكن لهذا الممر أن يربط موانئ الخليج العربي والهند بروسيا، وهو الاحتمال الذي جذب روسيا خلال توسعها الإمبراطوري إلى الجنوب في القرن التاسع عشر الميلادي.

وأضاف أن “الوصول إلى موانئ المياه الدافئة يفيد روسيا والهند ويوفر بديلاً للطرق البحرية الطويلة في التجارة عبر البحر الأحمر. ومن الناحية العملية، يستغرق نقل البضائع من بحر البلطيق عبر أذربيجان وإيران إلى الهند 18 يومًا، وهو أقل مرتين من الطريق البحري عبر قناة السويس”.

22061101000359 org

ممر شمال-جنوب

أولوية الأمن

تأتي حركة الترانزيت النشطة عبر إيران، نتيجة للحرب في أوكرانيا والتوترات الأمنية في البحر الأحمر التي دفعت الغرب للبحث عن ممرات جديدة عبر تركيا وإيران. وكذلك بحث روسيا لأسواق جديدة في دول الخليج والهند وباكستان، وهو ما دفعها للتشجع في تشغيل ممر شمال-جون مع إيران.

ويشير الخبير في العلاقات الدولية، سيد محمد شفيعي، في تقرير على موقع الدبلوماسية الإيرانية، السبت 10 أغسطس 2024، إلى أن جغرافيا إيران هي جغرافيا ممرات تجارية، حيث يحدها جنوبًا مياه الخليج وبحر العرب وشمالًا بحر قزوين، بجانب مجاورتها لحدود أسيا الوسطى، وتركيا وباكستان والعراق، مضيفًا: “لذلك لا تسمح لها تلك الجغرافيا باختيار موقف أو كتلة سياسية أو السعي وراء الحروب، لأن ذلك يعزلها عن العالم”.

وبناء على ذلك، فإن إيران تخشى من اندلاع حرب مفتوحة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية، بما يقضي على حلمها الاقتصادي، خاصة أنها قد حصلت على عضوية في هيئات اقتصادية مهمة، مثل مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي. وتمنح الممرات التجارية مكانة خاصة لإيران داخل تلك الهيئات.

ربما يعجبك أيضا